أحكام تخص الصيام يحتاجها كل مسلم

الصيام: هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو رابع أركان الإسلام الخمسة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام” متفق عليه.
من أحكام الصيام
– النية: (النية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة، وإن رآها الناس حسنة).
إذا ثبت دخول رمضان بالرؤية البصرية، أو الشهادة، أو إكمال العدة، وجب على كل مسلم مكلف أن ينوي صيامه في الليل، لقوله صلى الله عليه وسلم: “من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له” إرواء الغليل 914، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من لم يُجمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له” صحيح أبي داود، وتبييت النية مخصوص بصيام الفريضة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي عائشة في غير رمضان، فيقول: “هل عندكم غداء؟ وإلا فإني صائم” مسلم.
ومن أدرك شهر رمضان وهو لا يدري، فأكل وشرب، ثم علم فليمسك، وليتم صومه، ويجزؤه ذلك.
وقت الصوم
قال تعالى: “وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ” البقرة، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: “لما نزلت هذه الآية: “حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ”؛ قال: “فكان الرجل إذا أراد الصوم؛ ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد ذلك “مِنَ الْفَجْرِ”، فعلموا أنما يعني بذلك الليل والنهار”. البخاري ومسلم.
 الفجر فجران
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفجر فجران: فأما الأول؛ فإنه لا يحرم الطعام ولا يحل الصلاة” (الصحيحة 693).
الفجر الكاذب: وهو لايُحِلُ صلاة الصبح، ولا يُحرِمُ الطعام على الصائم، وهو البياض المستطيل الساطع المُصعَّد كذنب السرحان.
الفجر الصادق: وهو الذي يحرم الطعام على الصائم، ويحل صلاة الفجر، وهو الأحمر المستطيل المعترض على رؤوس الشعاب والجبال.
فإذا أقبل الليل من جهة الشرق وأدبر من جهة الغرب وغربت الشمس فليفطر، قال صلى الله عليه وسلم: “إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم” متفق عليه، وهذا أمر يتحقق بعد غروب قرص الشمس مباشرة وإن كان ضوءها ظاهراً.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد” (الصحيحة 2031).
قال ابن الأثير في النهاية: أي: لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن السحور، وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر، وقال الخطابي في معالم السنن2/760: “ومعنى الأحمر هاهنا: أن يستبطن البياض المعترض أوائل حُمْرَةٍ، وذلك البياض إذا تتام طلوعه، ظهرت أوائل الحمرة”.
ثم يتم الصيام إلى الليل لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس؛ فقد أفطر الصائم” البخاري ومسلم.
وهذا أمر يتحقق بعد غروب قرص الشمس مباشرة، وإن كان ضوؤها ظاهراً، فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا كان صائماً أمر رجلاً، فأوفى (أي: أشرف وأطلع) على شيءٍ، فإذا قال: “غابت الشمس”؛ أفطر (صحيح ابن خزيمة 2061).
السحور
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” البقرة فكان الوقت والحكم على وفق ما كتب على أهل الكتاب أن لا يأكلوا، ولا يشربوا، ولا ينكحوا بعد النوم، أي: إذا نام أحدهم لم يطعم حتى الليلة القابلة، وكتب ذلك على المسلمين، فلما نُسخ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحور تفريقاً بين صومنا وصوم أهل الكتاب، قال صلى الله عليه وسلم: “فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر” صحيح الجامع 4207.
والسحور بركة؛ لأنه اتباع للسنة، ويقوي على الصيام، وفيه مخالفة لأهل الكتاب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تسحروا فإن في السحور بركة” البخاري ومسلم.
ومن أعظم بركات السحور أن الله سبحانه وملائكته يصلون على المتسحرين لقوله صلى الله عليه وسلم: “السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين”.
تنبيه: إذا أذن المؤذن وفي يدك كأس من ماء أو كنت تأكل الطعام؛ فكل واشرب هنيئاً مريئاً؛ لأنها رخصة من أرحم الراحمين على عباده الصائمين”، صحيح الترغيب 1062.
الإفطار
تعجيل الفطر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه مخالفة اليهود والنصارى، فإنهم يؤخرون، وتأخيرهم له أمد، وهو ظهور النجم قال صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون” صحيح الترغيب 1067.
وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر” البخاري ومسلم.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (4/199): “من البدع المنكرة ما حدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة، زعماً ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة -لتمكين الوقت زعموا-، فأخروا الفطر وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قلَّ عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان” اهـ بتصرف.
إذا كان الناس بخير؛ لأنهم سلكوا منهاج رسولهم، وحافظوا على سننه؛ فإن الإسلام يبقى ظاهراً وقاهراً، لا يضره من خالفه، وحينئذ تكون الأمة الإسلامية قدوة حسنة يتأسى بها، لأنها لن تكون ذيلاً لأمم الشرق والغرب، وظلاً لكل ناعق تميل مع الريح حيث مالت.
 الفطر قبل صلاة المغرب، وعلى ماذا يفطر؟
 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات؛ حسا حسوات (جمع حسوة، وهي: الجرعة من الشراب) من ماء” إرواء الغليل 922.
 ماذا يقول عند الإفطار؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “للصائم عند فطره دعوة لا ترد” إرواء الغليل 903.
ومن الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الإفطار: “ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله ” إرواء الغليل 5920.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *