بيــــــــــــان

من جمعية القاضي عياض لتحفيظ القرآن الكريم بسلا تستنكر
فيه تطاول بابا الفاتيكان “بينيدكت السادس عشر” على الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد، فلا نعتقد أن أمة وجهت إليها السهام كما وجهت إلى الأمة الإسلامية، ولا أمة حقد عليها الأعداء كما حقد على الأمة الإسلامية وما تلك السهام وتلك الأحقاد إلا لقوة عقيدتها، وعزة أهلها، ورحمتها بالناس.
فقد أطلت علينا وسائل الإعلام -هذه الأيام- على لسان المسمى “جوزف راتسينجر” والذي يشغل منصب بابا الفاتكان “بينيدكت السادس عشر” باتهامات في حق دين الإسلام ونبي الرحمة والسلام صلى الله عليه وسلم مفادها أن الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو دين قتل وعنف وإراقة للدماء!!.
مما ينبئنا أن الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين لا زال يعتلج في أفئدة كبرائهم، فمن تصريح “بوش” عن المسلمين الفاشيّين ، إلى كلام “البابا بينيدكت السادس”عن النبي صلى الله عليه وسلم وقبلهما كلام رئيس الوزراء الايطالي عن الحضارة الإسلامية، وبعده الرسوم المسيئة، لذا فلا يستغرب المسلم مثل هذه الاتهامات ممن هو على مثل تلك الحال، فهي تصدر عن مستنقع واحد وتخرج من حفرة واحدة، يجمع بينها الكره الواضح الناصع، وتوحدها الأسباب والدوافع.
فلسنا محتاجين أن نثبت أن دين الإسلام العظيم دين رحمة بالخلق أجمعين، فالتاريخ قد حفظ آلاف الشواهد اعترف بها المنصفون منهم، وقبله قال الله جل وعلا في حق نبينا الأمين: ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”.
وقال تعالى مخاطبا نبيه عليه الصلاة والسلام ومخاطبا سائر الأنام عند دعوتهم لدين الإسلام: ” اُدْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
وحتى في حالة الحرب كان المسلمون يضربون للبشرية أمثلة الشهامة والنبل فهذا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تربى على هدي نبي الرحمة كان عندما يرسل جيشه يوصي قائده بقوله رضي الله عنه: “..إني أوصيك بتقوى الله وطاعته، والإيثار له والخوف منه، وإذا لقيت العدو فأظفَرَكُم الله بهم؛ فلا تغْلُل، ولا تمثل، ولا تغدر، ولا تجبن، ولا تقتلوا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تحرقوا نخلا، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تعقروا بهيمة إلا لمأكلة، وستمرون بقوم في الصوامع يزعمون أنهم حبسوا أنفسهم لله، فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له”.
فنقول لبابا الفاتكان قولة من قال: رمتني بداءها وانسلت، فهاهي نصوص كتابك المقدس!! الذي تعلمونه أبناءكم، طافحة بالدعوة إلى العنف وإراقة الدماء، ومن ذلك ما جاء في سفر إشعيا 13:16:”..وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساءهم”.
وفي كتاب متى 10:34 ما نسب إلى المسيح عليه السلام: “لاتظنوا إني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئت لألقي سلاما، بل سيفا…”.
فأين السماحة المزعومة، وأين حوار الأديان التي تدعو إليه لتتخذ منه وسيلة لتنصير أبناء المسلمين تحت إغراء المال وسطوة الشهوات.
فالواجب -إذن- على حكام المسلمين وعلمائهم أن يكونوا على قلب رجل واحد ضد كل من يطعن في دين الإسلام ويمس جناب النبي عليه الصلاة والسلام فإن ذلك من أوجب الواجبات المنوطة بهم.
وفي الختام نقول لكل من سولت له نفسه الطعن في الإسلام العظيم والإساءة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه *** أشفق على الرأس لا تشقف على الجبل
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
الإثنين 24 شعبان 1427هـ الموافق لـ 18 شتنبر 2006.

رئيس الجمعية

أحمد كطب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *