الاحتشام والستر فطرة بشرية

منذ سالف التاريخ وحتى عصرنا الحالي عاش العالم بأجمعه حالة من الاحتشام والستر رغم وجود الديانات المتعددة المنحرفة في بعض حضارات العالم مثل الحضارة الصينية والهندية والرومانية والإغريقية والمصرية الفرعونية، إلا أن العالم منذ تلك الحقب القديمة كان يسير منضبطاً على وتيرة واحدةٍ واضحةٍ في قضية الاحتشام بالنسبة للرجل أو المرأة على السواء ويؤكد ذلك:
1- الكتب السماوية: فهي تدعو إلى الحشمة والحجاب وتحذر من التعري والسفور، والنصوص التي بين أيدينا من هذه الكتب رغم تحريفها، فيها كفاية وافية لإيضاح أهمية الاحتشام والمطالبة بالعفاف والستر والحجاب، حيث جعلت هذه الأمور العظيمة هي المقياس المثالي للمرأة الصالحة ذات الصفات الحسنة من غيرها.
2- القرآن الكريم: يخبر عن احتشام المرأة في الأزمنة القديمة بين أقوام وثنيين لا يدينون بدين سماوي، يعبدون الشمس من دون الله -سبحانه وتعالى- فيقول عن لباس بلقيس ملكة سبأ: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} النمل، فقوله سبحانه وتعالى كشفت عن ساقيها دليل على أن ساقيها كانتا في حالة من الستر والتغطية قبل أن تتوهم أن تحتهما ماء.
3- الصور التاريخية والآثار: التي يتم اكتشافها بين الحين والآخر.. والتي تدل على الواقع المحتشم الذي عاشته البشرية في الأزمنة السالفة.
4- الحضارات الحديثة :مثل الحضارة الأمريكية والأوربية، قد أكدت ثقافتها على العفاف والحشمة ومحاربة السفور والعري، والدليل على ذلك ما نجده في أدبيات التاريخ الأمريكي القديمة بل والحديثة والأفلام الكثيرة التي تصور هيئة المرأة وهي محتشمة بلباس سابغ..
ورغم التحول الكبير الذي نتج عن الثورة الفرنسية عام 1789م إلا أن ثقافة الاحتشام بقيت سائدة آنذاك ولم تختف مظاهرها بسهولة.
وفي بدايات القرن التاسع عشر بالتحديد يلحظ الدارس للتاريخ بدايات التحول في ثقافة الاحتشام والستر وأيضاً البدايات الأولى لفساد المرأة، ولعل أيسر الأدلة التي يمكن سوقها للتأكيد على هذا القول هي الصور التي تحفظها المعارض والمتاحف العالمية والتي تمثل نساء غير مسلمات من مختلف الديانات كما تعبر عن أزياء الطبقة العامة والخاصة في مجموعة من البلدان الأوروبية والآسيوية والإفريقية، ومنذ ذلك التاريخ والعالم يتسرب إليه الفساد والتكشف الذي يخالف الطبيعة الإنسانية والفطرة التي فطر الله الناس عليها، فاستشرى الفساد في الأمم البشرية بمختلف أديانها. (انظر كتاب هل يكذب التاريخ لعبد الله الداوود).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *