إحياء لليوم العالمي للغة العربية وهو اليوم18 دجنبر من كل سنة، اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو والتي تقدمتها جهود وتوصيات، منها ما سبق نشره في مجلة المشكاة العدد43-44 من سنة ـ 1425هـ/2004م، كلها تصب في هدف واحد، وهو العناية باللغة العربية، لغة الوحي، ولغة الإسلام الذي هو خير الشرائع، ولغة الأمة الإسلامية التي هي خير الأمم، ولغة الحضارة الإسلامية التي هي أعرق الحضارات وأنفعها للبشرية، وهي لغة خالدة خلودَ التاريخ، وهي باقية بقاء العصور إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، محفوظة بحفظ الله القائل: ﴿إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾.
هذا؛ وقبل إصدار هذا القرار -ولسنا بحاجة إليه لولا المناسبة لما تم ذكره، ولا تنجيس الوريقات باسمه- “نوقن أن العربية الفصحى هي وعاء الإسلام، ومستودع ثقافته، وموئل تراثه”.
كيف لا! وهي لغة ربطت بين جميع الأجناس برباط وثيق، كان عاملا من عوامل التوحيد بين العربي وغيره، بل وتحولت خطوط بعض الشعوب التي دانت بالإسلام إلى خط عربي، كجزائر الهند وفارس وغيرهما.
كيف لا! وهي لغة الإيجاز والبلاغة، فاللفظ المفرد يكون كافيا لرسم صورة واضحة الدلالة يستغنى بها عن الاسترسال والإطناب، وقد تحذف جملة فيوحى بلفظ آخر على معناها من خلال قرينة أو سياق.
كيف لا! واللغة العربية مترامية الأطراف لا تقف على حدود المعاجم، فهي ثروة لفظية غنية.
هذا؛ وما زالت الضمائر الحية، والعقول الناضجة، والهوية الصادقة، تدعو إلى العناية باللغة العربية، وجعلِها لغةَ التواصل والخطاب، وهي بذلك تدعو إلى إحياء وتجديد ورد الاعتبار لهذه اللغة الخالدة، وهو موقف مشرِّف تجاه القرآن الكريم، والسنة المطهرة والإسلام عموما، في وقت ساد الصمت والتجاهل، بل وتعدى إلى الطعن في لغتنا، فارتفعت أصوات الخفافيش من الفرانكوفونيين قائلة: “هي لغة قريش فحسب”، وقالوا: “هي لغة متجاوزة، أو لغة غير مؤهلة، ومظهر من مظاهر الرجعية”.. إضافة إلى مطالبتهم بإحلال العامية محلها، وإبدال الخط العربي بالخط اللاتيني في الكتابة.. ولا يخفى ما في هذا من الخطورة والطعن الصريح في مراجع المسلمين.
ولله در الإمام ابن حزم حيث قال: “لو سقط علم النحو لسقط فهم القرآن وفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولسقط الإسلام .. وأما من وسم اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل للنحو واللغة فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة، وحرام على المسلمين أن يستفتوه”. مراتب العلوم ص(31).
وذلك لكون هذه الشريعة المباركة عربية، لا مدخل فيها للألسن العجمية كما قال الإمام الشاطبي في الموافقات (2/101).
ولله در الإمام مالك ت(179) حيث قال: “لو صرت من الفهم في غاية، ومن العلم في نهاية، فإن ذلك يرجع إلى أصلين: كتاب الله ، وسنة نبيه ولا سبيل إليهما ولا إلى الرسوخ فيهما إلا بمعرفة اللسان العربي، فيه أنزل الله كتابه، ونهج لعباده أحكامه، فهو أصل الدين، وفرع الشريعة، فمن الحق الواجب المهم، اللازم للمؤمن، أن يقدم في تعلمه اللسان العربي، فلو أن الرجل يكون عالما بسائر العلوم جاهلا به لكان كالساري وليس له ضياء”. ينظر روضة الإعلام لابن الأزرق المالكي (1/311-312).
وقد أقام الإمام الشافعي على تعلم اللغة العربية عشرين سنة وقال: ما أردت بهذا إلا الاستعانة على الفقه . فالعجب من يفتي في الفقه وهو جاهل بالعربية.
ذكر ابن يعيش أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورد عليه كتاب من أبي موسى الأشعري وكان قاضيا له بالكوفة، وقد صدر الكتاب بعبارة: من أبو موسى إلى أمير المؤمنين.. برفع (أبو)، وكان لأبي موسى كاتب لايحسن اللغة؛ حيث لم يضع الياء علامة جر موضع الواو كما هو الشأن في الأسماء الخمسة، فلما ورد الكتاب على أمير المؤمنين عمر. . لفت انتباهه هذا اللحن، فما كان منه إلا أن كتب إلى أبي موسى: يأمره بضرب كاتبه سوطا، وأن يعزله عن وظيفة الكتابة. شرح المفصل لابن يعيش (2/95).
قال الشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه حفظه الله: “..إنه تأديب شديد يلحق بموظف فينهي خدمته، ويمسه بلهيب السوط من إمام ملأ الدنيا عدلا، وبذّ الحكام فضلا، هل انتهكت حرمة الشريعة حتى يغضب عمر؟ هل حدثت بدعة في الدين حتى يرفع السوط؟ حقا إن تلك المعاني لم تكن غائبة عن ذهن عمر، فعلاقة الشريعة باللغة أكيدة، والابتداع قادم إذا لم تستقم الألسنة والأقلام” أمالي الدلالات ومجالي الاختلافات ص(28).
وهذا أبو بكر رضي الله عنه مرّ به رجل معه ثوب، فقال: أتبيعه؟ قال: لا رحمك الله. فقال أبو بكر: “قد قومت ألسنتكم لو تستقيمون، ألا قلت: لا ورحمك الله”.
ومنه ما حكي أن المأمون قال ليحيى بن أكثم: هل تغديت؟ قال: لا وأيد الله أمير المؤمنين. فقال المأمون: ما أظرف هذه الواو وأحسن موقعها! ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (5/214).
لأن الفصل- أي ترك الواو- يوهم الدعاء عليه لا له، ومقتضى الأدب والذوق السليم وفق اللغة يوجب إدخال الواو بين النفي الذي يمثل جملة خبرية، وبين الدعاء الذي هو جملة إنشائية وردت بصيغة الخبر، ويسمى إدخال الواو بينهما: وصلا.
ففي هذه المواقف دلالة على أن تقويم الألسنة من مهمات خليفة المسلمين.
ومن الجدير بالذكر أن الحربَ على اللغة العربية قد تصدّى لها فحول العلماء الأوفياء لدينهم وأمتهم؛ في مطلع القرن العشرين؛ كالأستاذ الرافعي والمنفلوطي وعبدالسلام هارون، ومحمود شاكر ومحمد البشير الإبراهيمي والعرفي.. كل هؤلاء وغيرهم اتحدت كلمتهم على أن العربية هي رابطة الشعوب الإسلامية، وتقديم اللغة الإفرنجية عليها هو فك لهذه الرابطة، ووسيلة قوية لإضعاف الأمة الإسلامية،
فقد جاء في دورية لليوطي الحاكم العسكري في المغرب قال: “إن العربية عامل من عوامل نشر الإسلام؛ لأن هذه اللغة يتم تعليمها بواسطة القرآن، بينما تقتضي مصلحتنا أن نطور البربر خارج إطار الإسلام”. ينظر الفرانكفونية والسياسة اللغوية والتعليمية الفرنسية بالمغرب لعبد العلي الودغيري ص86.
وقال لوغلاي المشرف على التعليم في الجزائر يخطب في المعلمين الفرنسيين في بلاد القبائل في القرن التاسع عشر: علموا كل شيء للبربر ما عدا العربية والإسلام. البربر الأمازيغ للدكتور عثمان سعدي ص38
ومن كفاح الفرنسيين من أجل فرنسا، قال أحدهم واسمه: ريبو: “إذا تركنا هؤلاء البربر يستعملون العربية، فإنهم سيصيرون مسلمين، وما معنى الإسلام؟ معناه هو إيقاف تقدمنا والوقوف في وجه مدنيتنا” ينظر فرسنا وسياستها البربرية في المغرب الأقصى لمحمد المكي الناصري ص39.
وكان الفرنسي “جاك بيرك” يرى أن أقوى القوى التي قاومت الاحتلال الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية، بل اللغة العربية الكلاكسيكية الفصحى بالذات، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا، وإن الكلاكسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية، وقد كانت هذه الكلاكسيكية العربية عاملا قويا في بقاء الشعوب العربية. ينظر الفصحى لغة القرآن لأنور الجندي ص(304).
يقول الإمام الزمخشري: “ولعل الذين يغضون من العربية ويضعون من مقدارها ويريدون أن يخفضوا ما رفع الله من منارها.. لا يبعدون عن الشعوبية منابذة للحق الأبلج وزيغا عن سواء المنهج، والذي يقضى منه العجب حال هؤلاء في قلة إنصافهم وفرط جورهم واعتسافهم؛ وذلك أنهم لا يجدون علما من العلوم الإسلامية فقهها وكلامها وعلمي تفسيرها وأخبارها إلا وافتقاره إلى العربية بيّن لا يدفع ومكشوف لا يتقنع.. ثم إنهم في تضاعيف ذلك يجحدون فضلها وتعليمها ويدفعون خصلها ويذهبون عن توقيرها وتعظيمها وينهون عن تعلمها وتعليمها ويمزقون أديمها ويمضغون لحمها..” المفصل في صنعة الإعراب ص (18).
ويضع الدكتور عبدالله الطيب يده على موضع الداء قائلا: كان الجيل الأول ممن نقلوا التعليم الاستعماري الجديد قد سبق لهم درس القرآن وتحصيل حسن من العربية، وقع عندهم إعجاب بأساليب الأفرنج واعتقاد تفوقها، ومع ذلك كانوا ذوي شعور قوي بالانتماء إلى الحضارة التي بنوها، ورجاء عظيم أن ينهضوا بها من طريق إدخال بعض الأساليب العصرية فيها، فاستحدثوا أساليب جديدة في درس الأدب، مدارها على درس تاريخ الأدب وانتقاد مشاهير الأدباء على طريقة الأفرنج في درس أدبائهم ونقدهم.. واستحدثوا أساليب جديدة في درس النحو مدارها التبسيط.. وقد تصرم عهد هذا الجيل الأول، وتصرمت معه النهضة التي نهضها، وكانت ثمرة تبسيط النحو ضياعه، وثمرة الحفظ للشعر وللقرآن من قبل، ودرس تاريخ الأدب أن صار العلم بالأدب بنتف منه، وهذه النتف تحفظ عن ظهر قلب من أجل الاختبارات المدرسية، وليس فيها من كبير فائدة، لامن حيث التذوق الأدبي ولا من حيث زيادة المعرفة باللغة وآدابها.. من مقال له بعنوان: ضرورة الرجوع إلى القرآن في التعليم، ص(33).
ولعلامة سوس محمد المختار السوسي كلام نفيس حيث يقول: “وأعظم ما نهتم له شيئان: أحدهما التفريط في المثل العليا التي لا ترسخ في الشعوب إلا بعد جهود قرون؛ ومتى اجتثت من أي شعب بمثل هذه الاندفاعات العمياء فإن أبناء ذلك الشعب سرعان ما ينحرفون عن الصراط المستقيم في الحياة.
وثانيهما: التفريط في المحافظة على اللغة العربية وآدابها التي هي شعار المغرب وكنزه الموروث المحافظ عليه كلغة رسمية، حتى يوم عممت تركيا لغتها في جميع أنحاء بلاد العرب، منذ أوائل القرن العاشر الهجري، وليت شعري لماذا كنا نحرص على الاستقلال إن لم تكن أهدافنا المحافظة على مثلنا العليا المجموعة في أسس ديننا الحنيف؟! والمحافظة على هذه اللغة التي استمات المغاربة كلهم عربهم وبربرهم في جعلها هي اللغة الوحيدة في البلاد!.. فالحمد لله الذي هدانا حتى صرنا –نحن أبناء الغ العجم- نذوق حلاوتها، وندرك طلاوتها، ونستشف آدابها، ونخوض أمواج قوافيها، حتى لنعد أنفسنا من أبناء العرب، وإن لم نكن إلا أبناء (أمازيغ)، فالإنسان بذوقه وبما يستحليه عند التعبير، لا بما رضعه من ثدي أمهاته، واللسان بما تتفتح له به المعاني الحلوة، لا بما يتهدج به من لغة يرثها لا تعد من نبع ولا غرب، فاللغة العربية عندنا -معشر الإلغيين- هي لغتنا حقا التي نعتز بها؛ لأن بها مراسلتنا ومخاطبتنا حين نريد أن نرتفع بأنفسنا عن مستوى جيراننا، وأبناء جلدتنا من الحربيليين والوفقاويين والمجاطيين والساموكنيين، وتلك نعم أنعم الله بها علينا بفضله وكرمه، حتى إننا لنرى أنفسنا من ورثة الأدب العربي، فنغار أن مسه ماس بفهاهة، ونذود عن حماه إن أحسسنا بمن يريد أن يسمه بإهانة، فنحن عرب أقحاح من حرشة الضباب، والمستطيبين للشيح والقيصوم، وإن لم تكن أصولنا إلا من هؤلاء الذين يجاوروننا من أبناء الشلحيين الأماجد”. المعسول (1/7-13).
وكل ما سلف ذكره لا يعني ضرورة أن تعلم اللغات مذموم، فهذا لا يقوله عاقل، بل حضت الشريعة على تعلم اللغات، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه بتعلم اللغة العبرية، في وقت ضعف شوكة اليهود يومئذ؛ لأن معرفة لغة أمة يساعد على كشف حالها والوقوف على أسرارها والاطلاع على نواياها..ولأن العلم لا وطن له، والحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها.
يقول الدكتور موسى الشامي: ..وأريد أن أذكّر هنا بسرعة أنه عند سقوط غرناطة في أواخر القرن الخامس عشر، لم يكن العالم في ذلك الوقت يعرف لغة اسمها “اللغة الفرنسية”، اللغة التي يحاول البعض اليوم إحلالها محل اللغة العربية في شمال إفريقيا، فهذه اللغة لم يستقم عودها إلا في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، وهي اليوم رَغم ما تعانيه من مشاكل سواء في إملائها المعقّد، أو نحوها المتشعب، تعد لغة عالمية من بين اللغات الأوائل علميا، ومن الملاحظ أن اللغة التي سادت العالم بعد سيادة اللغة العربية وأفولها كانت هي اللاتينية، وقد ازدهرت اللاتينية لمدة من الزمن ثم اندثرت، ولم تندثر اللغة العربية، الشيء الذي وجب التأمل فيه. (مقال بعنوان: عن “تأهيل” اللغة العربية، نشر بمجلة اللسان العربي العدد71ص233).
ولله در الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي إذ يقول: إن اللغة العربية كالدين يحملها من كل خلف عدوله، لينفوا عنها تحريف الغالين، وزيغ المبطلين، وانتحال المؤولين، وأنتم أولئك العدول، فانفوا بجد وإخلاص عن هذه اللغة زيغ المبطلين من هذا الجيل الذين أصبحوا يتنكرون لهذه اللغة ويعفرون في وجهها، وقد فاتهم أن يحصلوا منها على طائل، فأصبحوا يرمونها بالعقم والجمود، وعدم المسايرة لركب الحضارة، ويرتضخون لُكنة، لا هي بالعربية، ولا هي بالصالحة لأن تخلف العربية، ويتمردون على البيان العربي، وعلى مناحي الشعر العربي، وعروضه وقافيته ورويه، ويلوون ألسنتهم بالسوء في ذلك كله. آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (5/294-295).
ويقول أيضا: والآن وقد تقلّص ظلّ الاستعمار الفرنسي أو كاد بعد أن ترك فينا ندوبًا يعسر محوها، فماذا أعددنا لعلاج الندوب التي تركها في مجتمعنا؟ وماذا ادّخرنا لعهد الاستقلال السعيد إذا أردنا أن يكون استقلالًا حقيقيًّا لا شبهة فيه، وماذا هيّأنا من الأشفية للداء العضال الكامن في بعض النفوس، وهو الحنين إلى أبغض العهود إلينا، وهو عهد الاستعمار الفرنسي؟ التجارب تدلّ على أنها ستبقى فينا بقية غير صالحة تحمل ألسنة تحن إلى اللغة الفرنسية، وتختار مخرج الغين الباريسية على مخرج الراء العدنانية، وتتمنّى عاهة واصل بن عطاء لتستريح من النطق بالراء، وأفئدة “هواء” تحن إلى فنون فرنسا وفتونها، وعقول جوفاء تحنّ إلى التفكير على النمط الفرنسي، ونفوس صغيرة تحن إلى حكمها الذي يرفع الأذناب على الرؤوس وهمم دنية تحن إلى حمايتها المبسوطة على الرذائل والشهوات الحيوانية والغرائز الدنيا، فقد كان حكمها في الجزائر يحمي السكير بدعوى أنه حرّ، ويعاقب معلم العربية بالسجن والتغريم بدعوى أنه مجرم ثائر على القانون. آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (5/262).
وأذيل هذه المقالة بقول أبي منصور الثعالبي رحمه الله: “من أحب الله تعالى أحب رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضلُ الكتب، على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عُني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها.
ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خيرُ الرسل، والإسلامَ خيرُ الملل، والعربَ خيرُ الأمم، والعربيةَ خيرُ اللغات والألسنة، والإقبالُ على تفهمها من الديانة؛ إذ هي أداة العلم، ومفتاحُ التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد..” اهـ فقه اللغة ص (21).