كثر الخبث وظهر الفساد.. فأين الخلل؟

عرس للشواذ بَطلـ (تـُ) ـه إمبراطور للخمور صاحب سوابق، عيد للخمور في مكناس مدينة المولى إسماعيل بدعوى من القنصل الفرنسي، اختلاسات في أغلب صناديق الإدارات العامة، سرقات حتى في قصور أعلى سلطة في البلاد، عاهرات يتمردن على رجال الأمن أمام الناس ويكشفن عليهن سوآتهن، عمليات إجهاض بالجملة بعد عمليات زنا ببنات المسلمين، إستقبال للسواح الشواذ ليمارسوا شذوذهم على أطفال الفقراء من المغاربة، ومهرجانات تعرض أفلام تشجع الخيانة الزوجية وتبجل اليهود وتدعو إلى التطبيع وتستنكر لقتلى “دير ياسين” و”صبرا وشاتيلا” والسيل الجرار من دماء المسلمين في فلسطين على مرِّ عقود من الزمن، وبيع للمخدرات و”القرقوبي” على أبواب المدارس وقارعات الطرق، ودعارة منظمة محروسة، وسياحة جنسية، وقطع للطريق بالسيوف في كل ربوع المملكة، ومجالس علمية ساكنة ساكتة، ووزارة شؤون إسلامية همُّها إسقاط خطيب من منبر اعتلاه بطلب من الناس سَمتُه سمت مغربي أصيل، وخطبه خطب القرويين لا يتكلم بكلمة إلا وعنده فيها دليل، لم تنفق عليه الوزارة فلسا منذ بني المسجد لتعوّضه بفقيه يحدث الناس على مادة الليود في الملح، وإرهاب علماني فظيع يحسب عدد اللحى التي تنبت في ذقون الملتزمين، ويأخذ كل شعرة سقطت منها ليخضعها للدراسة والتحليل وفق المنهج الماركسي المادي العلمي الفذ، ليتبين له حتما أنها تحمل غبار “قندهار” وجبال “طورا بورا”، وأن خلاياها تشبه خلايا بن لادن أو الظواهري، ليحال صاحبها على قائمة ناشري فكر الإرهاب والتطرف، متناسين أنه بالأمس القريب كان السلك الدبلوماسي في البلدان الأوربية كل رجاله أصحاب لحى يلبسون الجلابيب والبرانس ولا يكترثون لنعومة ذقون الإفرنج، ومن أراد صحة الخبر فليراجع كتب التاريخ التي تعنى بالصور.
كل ذلك العفن المقزز المميت كمدا يحدث في بلاد اسمها المغرب كانت تحكم الأندلس وجزء غير يسير من إفريقيا، في بلاد كان قبل أقل من قرن رجاله كلهم لا يعرفون الخنوثة، ونساؤه في شماله وجنوبه وشرقه وغربه لا يرى شيء من أجسادهن ولا يعرفن العنوسة، فصارت من تلبس الجلباب والنقاب مستوردة له من قندهار، أما المغربية المتنورة في زمن الرويبضة فهي من تلبس “الطاي باص” و”ديكولتي”، لتكشف عن خصر ووركين وجزء مما اشتمل عليه صدر النساء وكأنها كومة لحم سائبة لأي مفترس، وبعد هذا نشكو من ارتفاع معدلات الاغتصاب، فأين الخلل؟
الخلل هو انهيار منظومة الأخلاق التي اشتمل عليها القرآن الكريم، كلام الله تعالى، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي قال فيه ربنا سبحانه: “إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” الإسراء، والمضمنة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ربه سبحانه: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”القلم، وتبنينا بدل منظومة قيمنا المؤسسة على الوحيين قيم الغرب العلمانية دون تمحيص ولا إدراك، متناسين أن الغرب وإن تقدم بفعل التطور العلمي الذي لم يسخِّره إلا لحربنا واستنزاف ثرواتنا، فهو على مستوى القيم والأخلاق وصل إلى الحضيض البهيمي، فالسحاق والشذوذ هو عنوان احترام الحرية الشخصية وممارسة لمبادئ الديمقراطية، وممارسة الزنا قبل الزواج سلوك يحفظه القانون، ألسنا نمضي قدما على نفس الدرب؟
ألا يدافع العلمانيون المغاربة على هاته المواضيع النتنة ويعتبرون الكلام فيها والدفاع عن أصحابها المرضى من قبيل كسر “الطابوهات” الممكِّن للتنوير والحرية، الموصلان للتقدم والازدهار؟
وليتأمل من في قلبه ريب أو شبهة هاته الآيات من سورة النساء: “إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً، لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً، وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً، يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً”.
فلقد صَدَقنا في اتباع الغرب ونصائحه ومناهجه فحضر الفساد والانحلال وغاب التطور والازدهار، أليست مجرد أماني شيطانية؟
نعترف أن التحديات كبيرة وأن الفساد عظيم، وأن الخرق اتسع على الراقع، لكن سلوك سبيل الإصلاح على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤيد من عند الله ومن اتبع غيره خذله الله سبحناه.
نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وما نريد إلا الإصلاح ما استطعنا وما توفيقنا إلا بالله.

السبيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *