استياء عارم من وزارة الثقافة بسبب الدعم السخي الذي قدمته للفنانين عبد الصمد إيشن

أثارت لوائح دعم الفنانين التي أعلنت عنها وزارة الثقافة، جدلا واستياء واسعا لدى الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن كشفت اللوائح عن مبالغ دعم سيتلقاها الفنانون لتعوضهم أضرار جائحة كورونا.

وفي تعليقاتهم على لائحة الفنانين الذين استفادوا من دعم وزارة الثقافة الاستثنائي، عبر مغاربة عن استغرابهم من المبالغ المخصصة لذلك. وحسب اللائحة التي كشفت عنها الوزارة، فقد استفاد الفنان عبد العالي الغاوي من مبلغ 18 مليون سنتيم، فيما نال كل من الفنان حاتم إدار وطارق الحجلي دعما ماليا حدد في 16 مليون سنتيم، ثم نصر ميكري الذي حصل على مبلغ 6 ملايين سنتيم، بالإضافة إلى فرق مسرحية وموسيقية.

وقال العديد من النشطاء، أن هناك فئات فقيرة واسعة، تضررت بجائحة كورونا، هي من تستحق الدعم أكثر من هؤلاء الفنانين، متسائلين “كيف للعمال والمأجورين وأفراد الأسر الفقيرة، أن يستفيدوا من دعم محدود وهزيل على ثلاث دفعات، بينما الفنانين الذين لهم مشايع لم تتضرر خلال الجائحة، يجنون أموال مهمة كدعم من الدولة؟”.

وفي نفس الصدد، تابع آخرون، “أن هناك من جند نفسه وانقطع عن أهله لحد الآن، عاملاً في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس كورونا، سواء أطباء وممرضين وعمال نظافة، وأمنيين وعسكريين؟ إلا أن هؤلاء لم ينالوا حقهم من الدعم المالي والمعنوي اللازم، بل منهم المهمشين ومنهم من مسّته الإقتطاعات من الأجور، ومع ذلك لم يتلقو مساعدة تُذكر!”

وتفاعل الفاعل المدني والجمعوي، إلياس الخريسي، مع الدعم الذي قدمته الوزارة للفنانين، بالقول “تحية للأطر الطبية والصحية التي تحملت أعباء هذه الجائحة والاقتطاع من الاجور وتحملت إلغاء الرخص السنوية منذ شهر مارس !!شنو كانو كيديرو هادو فأيام الحجر الصحي و الناس خدامة و مخليا ولادها؟”.

فيما عبّر المفكر المغربي، إدريس الكنبوري عن استيائه مما أقدمت عليه وزارة الثقافة من دعم طائل للفنانين، قائلا “الدولة تقطر الدعم للكتاب، لكنها تعطي بسخاء للمغني. والحال أن المغني والممثل يستفيدان من الدعم والعرض والإشهار والسهرات وغيرها، بينما المثقف ينتف شعره لكي يأتي من الخلف من يطن في أذنه عبارة النموذج المغربي. أي نموذج يا أخي والمغرب نموذج الأمة الفاشلة التي أخطأت موعدها مع التاريخ؟”. مضيفا “هذه العطاءات التي نراها هنا وهناك، في بلد لا ينتج، ثلثه عاطل وثلثه عاجز وثلثه مهمش، تدل على أن بلدنا بلد غني. هناك أموال وديوان عطاء، لكننا غير قادرين على تحويل تلك الأموال إلى وسيلة لجلب محبة الناس. نعم، العطاء يؤلف القلوب، لكن أصحاب القلوب”.

كما أوضح أحد الممرضين بمستشفى محمد السادس بالقول “أن جنود “الجيش الأبيض”، الذين يضحون بالغالي والنفيس ويتعرضون وأسرهم وعائلاتهم لخطر العدوى، لم يتلقوا أي التفاتة تليق بمجهوداتهم في الحد من انتشار الوباء؛ ما انعكس سلبا على نفسية الأطر الصحية التي نحتاج لخدماتها في ظل الموجة الثانية من الجائحة”.

هذا وفضّل الفنان المغربي نعمان لحلو، التنازل عن الدعم المقدم له، لفائدة صندوق كورونا، بسبب احترامه للمغاربة، وتفضيله عدم الظهور في المناطق المشبوهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *