التطبيع وكورونا: هل الاختيار بريئ؟ عبد الصمد إيشن

لم يتخذ بنيامين نتنياهو عدة قرارات حكومية مهمة بالنسبة للداخل والخارج الإسرائيلي، في عز جائحة كورونا، ما باب الصدفة أو المخاطرة. على العكس من ذلك، اختار نتنياهو الوقت المناسب لتمرير كل قراراته المهمة، دون أن يترك المجال لخصومه وأعداءه الفرصة للإنتقاد أو التظاهر، ما دامت جائحة كورونا تفرض على الجميع إلتزام البيوت خوفا من عدوى الفيروس. بل الأدهى من ذلك، أنه في عز الجائحة صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون يمنع التظاهرات والإحتجاجات في ظل لتكون أفعال نتنياهو وقراراته وتحركاته السياسية مَحمِية قانونا، لتكون فوق المساءلة والانتقاد.

ولكن المعطيات الأخرى، أثبتت أن الأحداث السياسية المهمة التي وقعت خارج إسرائيل، قد كانت في عز جائحة كورونا أيضا. لأن أصحاب القرار السياسي يدركون أن فرصتهم الذهبية هي كورونا، فهم يعرفون أن الشعوب دون كورونا، دائما ما ينزلون بثقلهم للتظاهر في الشارع، حال تسجيل أي تراجع في مسار تحرير الشعوب.وما بالك بالقضية الفلسطينية، التي تهتز لها شوارع العالم الإسلامي، من المغرب إلى المشرق، نصرة ودعما لصمود الشعب الفلسطيني، في وجه الإحتلال الإسرائيلي الغاشم.

إن الذين فكروا في بدء موجة التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان، خلال جائحة كورونا، لم يكونوا يفكرون أيضا من باب الصدفة، هم يعرفون أن مسلسل التطبيع لو كان خارج شرط كورونا، لا اختلت الموازين بضغط الشارع العربي، الذي سيحتج على المطبعين ويتبرأ منهم. فكان إختيار لحظة توقيع إتفاقات التطبيع في عز أزمة كورونا، إختيارا ذو دلالة سياسية خاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *