هل طبع المغرب علاقاته مع “إسرائيل” أم لا؟

 

بعد عزم المغرب استئناف علاقاته مع الكيان الصهيوني، وتوقيع أربع اتفاقيات مع إسرائيل، بوساطة أمريكية، وإعادة فتح مكتب الاتصال المغلق بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، طرح عدد من المتابعين سؤال: هل طبع المغرب علاقاته مع إسرائيل أم لم يطبع؟

وزير الخارجية ناصر بوريطة، شدد في عدد من خرجاته الإعلامية بأن التطور الأخير في العلاقات بين المغرب وإسرائيل “ليس تطبيعا”، وأوضح أن “المغرب كان لديه مكتب اتصال حتى عام 2002، وأن بعض القرارات التي تطلبت إعادة الاتصال مع إسرائيل لا تعد تطبيعا”.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن علاقات المغرب بإسرائيل كانت طبيعية حتى قبل اتفاق التطبيع مع الدولة العبرية. وقال بوريطة للصحيفة الصهيونية: “من وجهة نظرنا، نحن لا نتحدث عن تطبيع لأن العلاقات كانت أصلاً طبيعية، نحن نتحدث عن استئناف للعلاقات بين البلدين كما كانت سابقا، لأن العلاقة كانت قائمة دائما. لم تتوقف أبداً”.

وعقب رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، على تصريح بوريطة بقوله “نقول لوزير الخارجية ناصر بوريطة: باركا ماتطنز على المغاربة في أمور جدية لا تتحمل المزاح”.

وأضاف الدكتور أحمد ويحمان موجها خطابه لبوريطة “سبق وقلت، لتبرير تراميك في أحضان الصهاينة القتلة المحتلين.. أن قلت بأننا لا يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين. وقد أجبناك، وها نحن نؤكد مرة أخرى؛ يا ناصر بوريطة لم يطلب منك أحد أن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين، بل فقط كن مغربيا كسائر المغاربة الذين يعتبرون القضية الفلسطينية قضية وطنية.. أو على الأقل لا تكن صهيونيا أكثر من الصهاينة!”.

واعتبر رئيس مرصد مناهضة التطبيع في تصريح للسبيل أن وزير الخارجية المغربي يقامر بمصالح البلد وأمنه واستقراره حين يقيم أية علاقة، من أي مستوى كان مع العدو الصهيوني.

تجدر الإشارة إلى أن المغرب سبق وأقام علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني أواخر تسعينات القرن الماضي بعد اتفاق “أوسلو” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكان المغرب قد أغلق مكتب الارتباط في تل أبيب عام 2000 في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وحول معنى كلمة “التطبيع” قال الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله هي تغيير ظاهرة ما بحيث تتفق في بنيتها وشكلها واتجاهها مع ما يعده البعض طبيعيا.

ومن ثم فإن التطبيع هو إزالة ما يعده المطبَّع شاذا، ولا يتفق مع المألوف والعادي والطبيعي.

وقد ظهر المصطلح لأول مرة في المعجم الصهيوني للإشارة إلى يهود المنفى (العالم) الذين يعدهم الصهاينة شخصيات طفيلية شاذة منغمسة في الأعمال الفكرية وفي الغش التجاري، ويعملون في أعمال هامشية مثل الربا وأعمال مشينة مثل البغاء.

وقد طرحت الصهيونية نفسها على أنها الحركة السياسية والاجتماعية التي ستقوم بتطبيع اليهود، أي إعادة صياغتهم بحيث يصبحون شعبا مثل كل الشعوب.

ومع إنشاء الدولة الصهيونية اختفى المصطلح تقريبا من المعجم الصهيوني بسبب حاجة الدولة الصهيونية الماسة لدعم يهود العالم لها.

ولكن المصطلح عاود الظهور مرة أخرى في أواخر السبعينيات بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *