لدي ذكرى سيئة مع هذا النوع من الإكراه والظلم الذي يمارس بدعوى حمايتك..
في عهد ياسمين بادو التي كانت وزيرة الصحة في فترة ما بين 2007م و2012م، انتشر فيروس أفلونزا الخنازير في بعض الأماكن في العالم، وبدأ الحديث عن تلقيح مضاد لهذا الفيروس.
المغرب لم ينتشر فيه هذا الفيروس، لكن لما جاء موسم الحج، لعله موسم لسنة 2010م أو 2011م، بدأ الحديث عن تلقيح الحجاج المغاربة لأجل حمايتهم من عدوى محتملة أثناء أداء مناسك الحج، فكان يقال إن التلقيح سيكون اختياريا لمن أراد.
لكن ما إن جاء وقت ذهاب الحجاج إلى المطارات لأجل السفر إلى مكة، فوجئوا بإجبارية التلقيح قبل الصعود إلى الطائرة، فكان الحاج عليه أن يختار بين تمكين نفسه لمن يلقحه بلقاح لا يعرف جدواه ولا مآلاته، وبين التخلي عن الذهاب إلى الحج إذا هو رفض أن يلقح.
وتصورا معي نفسية متشوق لبيت الله الحرام وعاشق للروضة النبوية أمام هذا التخيير!!؟
كنت أنا من ضمن هؤلاء الحجاج الذين عاشوا هذا الموقف المهين المحزن، كثير منا سلّم نفسه للتلقيح بعد احتجاج لم ينفع، وهو متدمر ويشعر بالظلم والقهر، وكأنه يساق إلى الموت أو المجهول، فكيف يعقل أن يروج في الإعلام أن التلقيح اختياري مع الاعتراف بأنه غير معروف العواقب..
ثم ما إن تقوم بجميع إجراءات السفر وتذهب إلى المطار وتمر من المراحل المعروفة للصعود إلى الطائرة، ترى بعد ذلك رجلا ببدلة بيضاء ومعه الشرطة يجبرك على التلقيح وإلا لا ذهاب إلى الحج.
قليل من الناس رفضوا، فكان مصيرهم هو حرمانهم من الذهاب إلى الحج.
بعد أدائنا لمناسك الحج وعودتنا إلى ديارنا ومرور سنة، بدأنا نسمع في وسائل الإعلام عن فضيحة وزيرة الصحة تتعلق بصفقة شراء التلقيح.
لا أخفيكم سرا إن قلت لكم كم دعوت على وزيرة الصحة وأنا في الحج، وبعد رجوعي كذلك، لأنني شعرت بالظلم مع الغبن وأنا أمد دراعي للتلقيح في ذلك الوضع وبذلك الأسلوب المهين، ولي رجاء عند العزيز القهار أن يأخذ لي حقي منها، وكثير ممن رافقوني كانوا يدعون.
للأسف رغم مرور عقد من الزمن فعقلية الاستبداد والقهر (والحكرة) لا تزال جاثمة على رقابنا…
اليوم، بعد القول بأن التلقيح ضد فيروس كوفيد 19 اختياري أصبح إجباريا، فإذا لم يكن لديك جواز التلقيح ستمنع من الولوج إلى مؤسسات مهمة وتحرم من مصالح ضرورية…
– اليوم، بعد جرعتين من التلقيح يظهر ميدانيا أن الطب لا يملك جوابا واضحا ومطمئنا عن فائدتهما وجدواهما، فأنا مثلا حفظني الله من هذا الفيروس في البداية، لكن ما إن أخذت الجرعتين أصبت به، وكانت إصابتي به شديدة جدا -الحمد لله على لطفه- ونقلت العدوى إلى غيري، ومن انتقلت إليه العدوى منهم من كان ملقحا ومنهم لم يكن…
قلت: اليوم بعد جرعتين من التلقيح… يدفع المواطن إلى أخذ جرعة ثالثة، والمنطق أو المقاربة الوقائية التي استوجبت الجرعة الثالثة، ستستوجب الجرعة الرابعة والخامسة…
فهؤلاء موظفون في وزارة الصحة وطاقمها، ورغم ذلك رفضوا الجرعة الثالثة، وأهل مكة أدرى بشعابها، فهل سيجبرون…
تلقيح عواقبه مجهولة، لا يحميك ولا يمنع من نقل العدوى إلى غيرك فما فائدته!؟ ولماذا يجبر الناس عليه!؟
وأخيرا، هل سنسمع في الإعلام مرة أخرى في قابل الشهور بفضيحة جديدة لوزارة الصحة!!؟؟ الله أعلم..