كم من مغربي قرأ في صحيفة أو موقع إخباري إفادة تقول باستهداف ثابت من ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف عبر صورة في مقرر دراسي أو صورة تضرب في قيمة من القيم الإسلامية.
وكم من مغربي تساءل عن صحة هذه الأخبار في أصلها، لأنه مقتنع بإسلامه وبدولته التي تقر في دستورها بإسلامية الدولة وأن لا شيء يعلو فوق شريعة الله تعالى.
نعم، رغم كل هذا يقع التشويش في عدد من المرات، بغية التأثير في الرأي العام وفي صناعة القرار، للتراجع على ما اعتبر تاريخيا عند المغاربة من باب المسلمات.
إنها الإرادات التي لا تريد أن ترى مغربا قويا ومستقلا ومنسجما مع ثوابته الدينية والتاريخية، هي الأجندات التي تريد أن تعبث بمستقبل أجيال هذا الوطن العتيد، بدس الدسائس والمشوشات في عدد من المقررات الدراسية بصور هدفها زعزعة المقدّس والتّشويش عليه.
الصور المنتشرة في عدد من المرات بمقررات دراسية مغربية، يستهدف فيها الدين الإسلامي مرة عبر رسوم أو إيحاءات أو صور نمطية، وأحيانا تستهدف فيها اللغة العربية أو القيم الإسلامية أو الرموز الصالحة المُصلِحة للأمة المغربية المسلمة.
يمكن الحديث في هذا السياق عن رسائل ودلالات الصور الواردة في مقرراتنا الدراسية، إذ لما يرى تلميذ سلك الابتدائي صورة لأسرة مجتمعة حول المائدة أو في غرفة لمشاهدة التلفاز وفي صورة أخرى تكون الأسرة متفرقة، كل فرد منها منغمس في أشغاله، فالرسالة من الصورتين تختلف تماما. فمن صورة تظهر الأسرة كلحمة واحدة إلى صورة تظهر أن الأصل في الأسرة هي الفرقة والعزلة.
ولما نجد صورا لطفل يلبس لباسا محتشما ونظيفا ومنظما، بينما صور أخرى لطفل فوضوي في لباسه وغير محتشم، فإن المقرر الدراسي يكون مسؤولا عن لباس الطفل وسلوكه في المجتمع، وبطبيعة الحال شتان بين من يحترم أخلاق وقيم المجتمع في لباسه ومن لا يحترمه.
الحرب خدعة، لأن الحرب في الأصل مستمرة، وقد تكون في أشد صورها عنفا ونحن في هدوء دون أسلحة، بل بوسائل ناعمة، وهذا حالنا اليوم. وهنا سنتساءل ما اسم الحرب الشرسة التي يخوضها البعض بأجندات أجنبية تعيث في مقرراتنا الدراسية فسادا عبر نشر الفوضى والأخلاق السيئة والقدوات الفاسدة، غير “حرب ناعمة” على مخزوننا الاستراتيجي من القيم والأخلاق.
كل المغاربة مسؤولين أمام الله وأمام تاريخ هذا الشعب عن صيانة ثوابتنا وديننا من الاستهداف المتكرر والذي يتجسد اليوم في مجالات ناعمة أبرزها مقررتنا الدراسية. وهذا ما يفرض المزيد من الحيطة والحذر والمسؤولية في فضح هذه المخططات الشيطانية التي تستهدف مستقبل شعبنا المسلم.