“الديانة الإبراهيمية الجديدة” في ميزان الشريعة الإسلامية محمد زاوي

حتى لا يلبّس أحد على المسلمين في دينهم، فـ”الديانة الإبراهيمية الجديدة” لا أساس لها في الإسلام، بل هي فيه منكَرة، من أوجه متعددة:

1-لا دين بعد الإسلام، بل هو خاتم الرسالات السماوية، مصداقا لقوله تعالى: “إن الدين عند الله الإسلام” (آل عمران:19)، وقوله تعالى: “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه” (آل عمران:85). وإن الإسلام هو الدين الوحيد الذي سلم من التحريف، بل هو العصي عن التحريف بشهادة التاريخ، وبنص القرآن قبل ذلك “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” (الحجر:9). وتقدم “الديانة الإبراهيمية الجديدة” نفسها كدين جديد، يجمع بين ما لا يجتمع: بين المحرَّف والسالم من التحريف، بين “المصدق المهيمن” والذي دونه، بين أديان خاصة (وهي محرفة اليوم) ودين العالمين… الخ.

2-تهدف “الديانة الإبراهيمية الجديدة” إلى الفتنة والفرقة وتجزئة الأمة، والله تعالى يقول: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا” (آل عمران:103)، ويقول تعالى: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” (الحجرات:10)، ويقول صلى الله عليه وسلم: “فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية” (رواه أبو داود بسند حسن).

3-“الديانة” صهيونية، وتهدف فيها “اليهودية المحرفة” إلى الهيمنة على “المسيحية المحرفة” و”الإسلام”، وفي هذا معاداة للإسلام واستبطان للرغبة في طمس معالمه ومعاييره. والله تعالى يقول: “إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين” (المجادلة:5).

4-تهدف “الديانة” إلى إطالة أمد الاحتلال في فلسطين، وتواجد الكيان الصهيوني بها، وفي قلب الأمة، حتى تشل وتستمر تبعيتها للإمبريالية. وهذا ظلم ما بعده ظلم، والله تعالى يقول: “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار” (إبراهيم:42)، ويقول عز وجل في الحديث القدسي: “يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا” (رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه).

5-ومن أهداف “الديانة”، تشويه الإسلام ومحاولة تحريفه والإلحاد في آياته، بأخذ بعضه وترك بعضه الآخر حتى يتحقق التوليف (في نظر أصحاب المشروع التخريبي/”الديانة الإبراهيمية الجديدة”)، والله تعالى يقول: “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن تم نوره ولو كره الكافرون” (التوبة:32)، ويقول عز من قائل: “إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا، أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة، اعملوا ما شئتم، إنه بما تعملون بصير” (فصلت:40).

6-الصهيونية إفساد في الأرض، وهذه الديانة الجديدة هي الوجه الإيديولوجي لهذا الإفساد، وقناعه المدلّس على الناس. والله تعالى يقول: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين” (الأعراف:56)، كما يقول جل وعلا: “والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار” (الرعد:25).

ماذا بقي، الآن، من دليل للذين يدلّسون على الناس بقولهم أن “الديانة الإبراهيمية الجديدة” لا تخالف الإسلام، ولا تسعى إلى الإضرار به وتحريفه؟ إن الخطة واضحة، وإن الإسلام يرفضها وينكرها ويحرم التطبيع معها، بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *