حملة عالمية محمومة تقاد اليوم للتطبيع مع الشذوذ الجنسي، فعبر قنوات الفن والسينما والمسرح والموسيقى والرياضة وغيرها تستهدف كل شرائح المجتمع للتطبيع مع ما يسمى بـ”المثلية”، بما فيها شريحة الأطفال؛ التي توعدتها “ديزني” بتخصيص 50% من الشخصيات الكرتونية في أفلامها ومسلسلاتها إلى شخصيات ذات ميول جنسية مختلفة بنهاية 2022.
والمغرب ليس بمنأى عن هذه الحملة الدولية، خاصة وأن الفصيل العلماني يدافع عن اللواط والسحاق، انطلاقا من الحق في تصريف الشهوة دون قيد ديني أو خلقي.
وقد شهدت الساحة الإعلامية خرجات متعددة لمجموعة من المثليين، من بينها الحوار الذي سبق أن أجرته جريدة الصباح مع “سمير بركاشي” منسق جمعية “كيف كيف”، والذي أثار حراكا اجتماعيا تمايزت فيه المواقف بين عموم الشعب الذي رفض اللواط، وأقلية لادينية دافعت عن الشذوذ بكونه سلوكا لا يعدو أن يكون ممارسة لحق فردي مكفول بموجب المواثيق الدولية.
حيث أعربت أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في تصريح لجريدة “المساء” أن مثار الجدل الذي يحدثه التطرق لهذا الموضوع هو خروجه من بوثقة الغرف المظلمة إلى النور، ومن السر إلى العلن، مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الناس المتحدث عنهم، الذين لهم تركيبة فيزيولوجية خاصة، وهم أيضا لهم حقوق وواجبات. كما أن المرجعية الحقوقية العالمية تعطي الحق لهؤلاء في أن يكونوا متواجدين وأن يعرف الجميع ميولاتهم. اهـ
وهذه النظرة للإنسان المخالفة للدين والفطرة هي التي يُسوَّق لها عبر عدد من المنابر الإعلامية، ويكررها بعض المتدخلين في العديد من المناسبات، حيث صرح المتطرف «عصيد» في «اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية الجنسية» أنه: «ضد رهاب المثلية الجنسية، لأنه نوع من التمييز.. وأن العطب في ثقافتنا، لأننا لا نعطي الأولوية للإنسان، بل للتقاليد والدين، أو اعتبارات أخرى، وأينما يكون الإنسان ثانويا تكون إهانة ومس للجوهر الانساني».
وقال الجنساني «عبد الصمد الديالمي» في المناسبة نفسها: «أنا ضد كراهية المثليين والمثليات لأن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، اتخذت قرارا سنة 2011 للتوقف عن التمييز ضد المثليين والمثليات».
واعتبارا للمرجعية الفكرية لهؤلاء المتدخلين فإن التعرض للشواذ وإلحاق العقوبة بهم يعد جريمة وتعدٍّ سافر على الحريات الفردية؛ من أجل هذا أطلقوا في يناير 2008 ومباشرة بعد أحداث القصر الكبير نداء لحماية الحريات الفردية وقع عليه أغلب العلمانيين كرد فعل على الانتفاضة التي قام بها سكان القصر الكبير ضد مروجي الشذوذ.
نشير هاهنا إلى أن موقف اللادينيين المغاربة من اللواط والسحاق يستند إلى نظرية «سيغموند فرويد» القائمة على التفسير الحيواني للإنسان والحياة، والداعية إلى إشباع الشهوة الجنسية وتحريرها من القيم والأخلاق والتقاليد وسلطة المجتمع، ومن يسمونهم «حراس الكبت والقهر»؛ والشذوذ الجنسي هو إحدى وسائل تصريف الشهوة التي تتضمنها هذه المنظومة.
وقد حذر الله في أكثر من آية من كتابه الكريم من فعل قوم لوط، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من عَمِل عمل قوم لوط، لعن الله من عَمِل عمل قوم لوط، لعن الله من عَمِل عمل قوم لوط، قالها ثلاثاّ».
وبالنظر إلى شناعة هذه الجريمة وقبحها وخطورتها عاقب الله مرتكبيها بأربعة أنواع من العقوبات لم يجمعها لقوم غيرهم وهي أنه: طمس أعينهم وجعل عالي قريتهم سافلها وأمطرهم بحجارة من سجيل منضود وأرسل عليهم الصيحة.
وفي هذا الصدد اعتبرت رابطة علماء المغرب «الشواذ جنسيا بالمغرب» جماعة شيطانية تعمل على تحويل المجتمع المغربي المسلم إلى سوق للفحشاء والمنكر والشذوذ الجنسي.