يعتقد أن الإنسان بدون دين يفقد كرامته لذلك فحقوق الإنسان في العالم يجب أن تبنى على أسس أخرى
من هو ألكسندر دوغيـن؟
دوغين الإنسان بدون دين يفقد كرامته الداخلية لذلك فحقوق الإنسان في العالم الإسلامي يجب أن تبنى على أسس أخرى..
ألكسندر دوغين “راسبوتين” عقل بوتين الذي يفكر، وهو فيلسوف وكاتب قومي وباحث سياسي روسي درس الطيران في معهد موسكو قبل أن يغير مساره إلى الفلسفة والعلوم السياسية وعلم الاجتماع.
الفيلسوف الذي اعتنق المسيحية الأرثوذوكسية في مخالفة صريحة لتقاليد عائلته السوفياتية، وآمن أن الدين هو الملجأ الآمن لروسيا قوية وموحدة وفاعلة.
يعرف دوغين بتأصيله لمفهوم روسيا الجديدة وهو “استرجاع الأمة الروسية الكبرى قوتها بالعودة إلى قيمها المحافظة”، واستخدم هذا المفهوم لتبرير السيطرة على مناطق كانت تخضع تاريخيا للاتحاد السوفياتي، مثل ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 والحرب الروسية على أوكرانيا لمنع تمدد نفوذ واشنطن.
ولد ألكسندر جليفتش دوغين في 7 يناير 1962 في العاصمة موسكو لوالد كان جنرالا في دائرة الاستخبارات العسكرية في هيئة الأركان العامة السوفياتية، ووالدة تعمل طبيبة.
بدأ دوغين دراسة الطيران عام 1979، لكنه طرد من معهد موسكو للطيران لأنه يحمل أفكارا مناهضة للسوفيات وضد الإلحاد والمادية، ليغيّر مساره فيما بعد إلى الفلسفة ويتخرج بماجستير في الفلسفة، ويحصل بعدها على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية وعلم الاجتماع.
ويرجع دوغين نشأته وانطلاقته الفلسفية والعلمية إلى تعرفه على العالم الإسلامي والفيلسوف الأذربيجاني حيدر جمال.
فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 انضم دوغين للمعارضة وشارك في الانتفاضة الشعبية التي ساهمت في إسقاط الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين، الذي كان يعده “شموليا سلطويا”، في المقابل أعلن تأييد الرئيس فلاديمير بوتين بعد وصوله للسلطة.
وصِف دوغين بأنه العقل المدبر وراء ضم شبه جزيرة القرم، الذي بسببه أدرجت الولايات اسمه في قائمة العقوبات الأميركية عام 2014 بعد احتلال الجزيرة.
في عام 2019، انخرط دوغين في نقاش مع المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي حول موضوع ما أطلق عليها “أزمة الرأسمالية وتمرد الشعبوية القومية”.
يعتقد دوغين أن النظريات الرئيسية المؤثرة في العالم بالعصر الحديث هي الشيوعية والفاشية والليبرالية، التي يعتبرها قائمة على “تحرير أعضاء الجسم من سيطرة العقل”.
ويضيف دوغين أن الليبرالية وزعيمتها أميركا القائمة على توفير الحرية الفردية والسوق الحرة، انتصرت على الفاشية عام 1945 وعلى الشيوعية عام 1991، لكنها تعاني “أزمة قاتلة” تهددها بالأفول الآن، من وجهة نظره.
وفي طرحه للفردانية التي تبنى عليها حقوق الإنسان في الغرب قال دوغين الإنسان بدون دين يفقد كرامته الداخلية لذلك فحقوق الإنسان في العالم الإسلامي يجب أن تبنى على أسس أخرى.
تعتبر “النظرية السياسية الرابعة” أهم نظرية أسسها دوغين، وهي نظرية الثورة وتصفية الاستعمار بالنسبة للمجتمع الروسي، والتي تدافع عن “أصالة الحضارة الروسية وعن حقوق الإنسان”، ولكن ليس وفقا للقيم الغربية التي قال إنها ليست شمولية وهي غير مقبولة لا في روسيا ولا في “العالم الإسلامي ولا في الصين”.
يرى دوغين أن على روسيا قيادة “الاتحاد الأوروآسيوي” (أقاليم الاتحاد السوفياتي السابق)، وهو ما دفعه لتأسيس الحركة الأوروآسيوية الدولية، وكانت الخطوة الأولى في هذا الهدف هي احتلال شبه جزيرة القرم، التي تكمن أهميتها في أنها توفر لروسيا منفذا بحريا.
ويرى أن من حق الحضارات الأخرى أن تعتمد التعاليم السياسية الخاصة بها القائمة على قيمها لا على القيم الغربية.
ولا يعد دوغين الولايات المتحدة خصما للاتحاد “الأوروآسيوي”، إنما الخصم الحقيقي هو حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) المؤسس على يد 12 دولة بينها أميركا، والذي أنشئ بهدف وقف تمدد الاتحاد السوفياتي عام 1949.
تقلد دوغين عدة وظائف منها:
– مؤرخ وأستاذ علم الاجتماع في جامعة موسكو سابقا.
– مستشار سياسي وعسكري للكرملين.
– مستشار رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف.
– عضو فاعل في حزب “روسيا الموحدة” الحاكم.
– مؤسس الجبهة القومية البلشفية وحزب أوراسيا الروسي.
كما ألف ما يزيد عن 60 كتابا، أهمها “الخلاص من الغرب الأوراسية”، و”الحضارات الأرضية في مقابل الحضارات البحرية والأطلسية”.
وتحول كتابه “أسس الجغرافيا السياسية” عام 1997 إلى منهج في أكاديمية هيئة الأركان العامة للجيش الروسي.