رفع تهمة الإرهاب عن مدينة التراب يوسف بن أحمد شهاب

عسى الله أن يجعل هذه الصفحات متنفسا ولو يسيرا لتفريج الكرب وتطييب النفوس وشفاء للصدور، نظرا لما فاض به الكيل وأثقل على حد الاصطبار على ما يلقاه الأبناء الأحرار والشرفاء من مدينة اليوسفية، خاصة أصحاب الأقلام النظيفة والاعتقاد الصحيح، ما يلقونه من القريب قبل البعيد، من كيل للتهم بالجملة والمجانية، ويا ليتها كانت تهمة جنحية أو جنائية، يسهل التعامل معها بمقتضى المساطر القانونية، لكنها التهمة الفاضحة والعلامة الواضحة، التي صارت على طرف كل لسان دعي، وفي قلب كل حاقد على الانحلال وصي..

الإرهاب تهمة حق أريد بها باطل.. واليوسفية وأبناؤها أكثر مواطني المغرب تضررا منها على قدر سواء، مما تضرر منه الأبرياء في تفجيرات الدار البيضاء، حتى صار من المخزي والشنيع لأبناء مدينة التراب أن ينتسبوا إلى مسقط رأسهم وموطن نشأتهم، وحتى صار رمز HA المثبت على بطاقة التعريف الوطنية بمثابة وشمة قبيحة على وجه هذه الوثيقة الإدارية التي تعرف به.
أي نعم لا ينكر أحد خاصة المهتمين بتاريخ المدينة المتأخر أنها كانت مرتعا لفترة قصيرة من الزمن لتيار شذ في اعتقاده وفي تطبيقه لمعتقده، بتكفير أفراد المجتمع، وتطبيق أحكام الشريعة (الحدود) بعيدا عن سلطة السلطان، فاعترضت السلطة القضائية لهذه الفرقة بأحكام السجن باعتبارهم عصابة إجرامية، وكان هذا خطأ منها ما زالت تمارسه عقب أحداث الدار البيضاء المنكرة، وما من مستمع لنا إذ نقول: الحل في نشر العلم الصحيح وتوعية الناس بدينهم اعتقادا ومنهجا وتشريعا.
مدينة اليوسفية في التسعينات عرفت أحداثا كانت إنذارا لأصحاب الشأن، من أجل أن يتخذوا الإجراءات اللازمة والنافعة وعلى رأسها تيسير السبيل لأهل السبيل السليم من أجل تحفيظ كتاب الله ونشر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الظلامية بكل أشكالها، وزجر الانحلالية بكل أطيافها، لكن مازالت المدينة لهذه الساعة تفتقد إلى جمعيات تثقيفية ووداديات اجتماعية وحركات ترشيدية، فلا يذكر اسم المدينة إلا في نشرات الأخبار في معرض ذكر خبر عن التفجير والتكفير.
وحتى لا أتيه في موضوع غير ما أقصد من رفع الملام عن مدينة اليوسفية، أقول: اتقوا الله في أعراض المسلمين واعلموا أن منطقة “احمر” لها من التاريخ ما يشرف أبناءها، فليرجع الجاهلون، وليجدُن من التاريخ ما يسكت أفواههم، وما زالت إلى اليوم مدينة التراب تنجب الألمعي، والشاعري والأدبي والعلمي، والفقيه والمقرئ والرياضي.
ووالله لو شئت أن أذكر الأسماء لأطلت، ولو شئت أن أعد المناقب لما استطعت..
معشر المغاربة الكرام، كنا -والحمد لله- نحن أبناء اليوسفية، كنا السباقين إلى دق ناقوس خطر المفاهيم المغلوطة والمناهج الفاسدة، كنا السابقين -والحمد لله- إلى التنديد بالتكفير، بتكفير المسلمين من غير حجة بينة ولا دليل، وكنا السباقين والحمد لله إلى دعوة المعنيين باعتماد الفكر والعلم سبيلا إلى ترسيخ الأمن وخطوة أولى في طريق الازدهار.
ستبقى مدينة التراب والحمد لله فخورة بأبنائها في شتى المجالات، والحق والحق أقول.
أبناء مدينة التراب أبعد الناس عن وسمهم بتهمة الإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *