المقاومة الفلسطينية وموقف المغاربة (ع.إ)

مثلت المسيرة الشعبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والتي كسرت هدوء العاصمة الرباط، وملأت شوارعها المجاورة لمقر البرلمان وساحة باب الأحد الشهيرة بألوان العلم الفلسطيني، أقوى دليل لمن يشكك في وفاء المغرب والمغاربة للقضية الفلسطينية شعبا ومقاومة. المسيرة التي بدت كطوفان بشري تشكل من جميع فئات الشعب المغربي ومختلف أطيافه السياسية دعما للمقاومة في عملية “طوفان الأقصى” بدعوة من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة “باب الأحد” الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات مطالبة بإلغاء اتفاقيات التطبيع بين الرباط وتل أبيب، مثل “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، و”لا لا ألف لا للتطبيع والهرولة”، وأخرى منددة بانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين وداعمة للمقاومة الفلسطينية، مثل “حماس ليست إرهابية، إسرائيل إرهابية”، و”غزة رمز العزة”. اذ حمل المتظاهرون صورة القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف إلى جانب صورة المقاوم المغربي الراحل عبد الكريم الخطابي، في إشارة إلى تمثيلهما الهدف نفسه، وهو تحرير أرض محتلة من قوة استعمارية، كما رفعوا صورا توثق جرائم الاحتلال ولافتات تدين صمت المجتمع الدولي.

لا يمكن لمشاهد مثل هذه أن تشكك في تاريخ وطيد من تلاحم المغاربة مع قضيتهم الوطنية فلسطين ومقاومتها على الخصوص. فلسطين لم تكن قضية شعب بل قضية شعب مقاوم ضد احتلال غاشم لا يشبه إلا النظام النازي في غطرسته وقتله للمدنيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ.

ومن اللافت جدا أن ننتبه لخروج الأحزاب المغربية في بيان رسمية للاعتراف بمجهود المقاومة الفلسطينية في دحر وتكسير صورة العدو الاسرائيلي، بعدما تمكنت من التوغل في أعماق إسرائيل وخدش صورتها دوليا. وهي مواقف ثابتة لهذه الأحزاب تجاه المقاومة الشعب الفلسطيني.

كذلك لا يمكن إغفال طبيعة الأشكال التضامنية المستمرة منذ بداية طوفان الأقصى، هي أشكال تضامنية مدنية وشعبية مسجلة لشرعية المقاومة  الفلسطينية في كل محطة.

وفي هذا الصدد، يقول عزيز هناوي أحد أبرز المناضلين الأوفياء للقضية الفلسطينية وعضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة أن الوقفات الداعمة للمقاومة الفلسطينية، تأتي ضمن سلسلة الوقفات التي شهدتها المدن المغربية تزامنا مع بدء عملية طوفان الأقصى وستليها وقفات طيلة الأسابيع القادمة.

مضيفا، أن الشعب المغربي يعبر من خلال هذه الوقفات عن مباركته للمقاومة الفلسطينية على الإنجاز الكبير والتاريخي والاستراتيجي المتمثل في كسر آلة الحرب الصهيونية وإثبات أن المقاومة لديها شرعية الإنجاز وأن مسلسل الهرولة نحو التطبيع يُضيع القضية ويُضيع الأوطان.

هي جزأ من كل عما دأب عليه الشعب المغربي في إثبات مواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية في مسيرتها النضالية والتحررية من غطرسة وهمجية الاحتلال الاسرائيلي لعقود.

وفي نفس الوقت لا يمكن تصور موقف آخر للمغاربة غير الدعم والتضامن باستمرار مع المقاومة حتى إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *