تدرس فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق حاليًا تشكيل مرجعية فلسطينية جديدة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، التي يسيطر عليها تيار “أوسلو”، لكي تمثّل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وهو ما كان أعلنه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”.
وأوضح المركز الفلسطيني للإعلام أنّه من المقرر “أن تضم هذه المرجعية كافّة فصائل المقاومة الفلسطينية، إضافةً إلى شخصيات وطنية تؤمن بخيار المقاومة”، لافتاً النظر إلى أنّه “تم تكليف تحالف القوى الفلسطينية في دمشق لإعداد مشروع لهذه المرجعية خلال شهر واحد”.
وأشارت المصادر إلى أنّ هذه الخطوة جاءت في ظل تعنّت محمود عباس ورفضه إعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينية.. حسب اتفاق القاهرة 2005″.
وكان مشعل قد أعلن أن قوى المقاومة الفلسطينية تبحث “بناء مرجعية وطنية تمثل الداخل والخارج وتضم جميع قوى وتيارات شعبنا وشخصياته الوطنية”.
وخلال مهرجان احتفالي أقيم بالعاصمة القطرية الدوحة قال مشعل إنه “لم يعد مقبولا أن يظل الشعب الفلسطيني دون مرجعية وطنية تمثل الداخل والخارج وتحافظ على حق العودة”.
وقال: “إن فصائل المقاومة ممنوعة منذ أربع سنوات من دخول منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها”، معتبرا أن المنظمة في حالتها الحالية “لا تشكل مرجعية بل هي تعبير عن حالة عجز وأداة لتعميق الانقسام الفلسطيني”.
وأضاف “سنعدّ لرحلة التحرير والعودة عدتها من الآن، فاليوم غزة وغدا الضفة الغربية وبعد غد كل فلسطين”.
وقال مشعل إن “المعركة مازالت مستمرة سياسيا وعسكريا بأشكال أخرى، وشعبنا مازال يخوض معركة كسر الحصار وفتح المعابر، ومعركة الإعمار ومعركة المصالحة على أسسها الصحيحة”.
وأوضح مشعل أن فصائل المقاومة تتعرض “للمساومة بقسوة” في كل هذه الملفات، مشيرا إلى أن الأولوية الآن هي كسر الحصار وفتح المعابر وإعادة إعمار غزة، وكذا إعادة بناء البيت الفلسطيني والوحدة الوطنية “على أصولها الصحيحة”.
وصرح رئيس المكتب السياسي لحماس بأنه “لا مصداقية لأي دعوة للمصالحة في ظل الاعتقالات والتنسيق مع العدو”، مشيرا إلى أن الحوار والمصالحة لا بد أن يكونا “على أساس المقاومة والثوابت الوطنية، لا مدخلا كاذبا لفرض الأجندات الخارجية والتنازل عن المقاومة وسلاحها”.
علما أن فكرة إنشاء مرجعية سياسية جديدة فاعلة خارج مظلة منظمة التحرير الفلسطيني ليست فكرة جديدة، وقد قوبلت بانتقاد تام وشديد من طرف حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير.
وأعرب شفيق الحوت الممثل السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان: “أنه بعد التوقيع على اتفاقية “أوسلو” فإن المرجعية الفلسطينية التي كانت تجسدها منظمة التحرير الفلسطينية بدأت تنقص شرعيتها تدريجيا، وذلك عن طريق تغييب المجلس الوطني الفلسطيني، فبعد 1991 لم ينعقد مجلس فلسطيني باستثناء واحد، عقد فيما بعد لإلغاء ميثاقها في قطاع غزة، واختزلت المنظمة بقيادة فتح، وفتح اختزلت بقائدها الراحل ياسر عرفات.
وبعد مرور كل هذه السنوات أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية اسما بلا مضمون، حتى أن اسمها لا زال مسجلا لدى المنظمات الإرهابية لدى واشنطن، فبعد توقيع محمود عباس في 1993 على اتفاقية “أوسلو” باسم منظمة التحرير الفلسطينية بقيت المنظمة وحتى هذه اللحظة تعتبر منظمة إرهابية يرفع الحظر عن التعامل معها مرة كل ثلاثة أشهر بإذن الرئيس الأمريكي.
فمن يريد السير على نهج “أوسلو” لا ينطبق عليه وصف تحرير فلسطين” اهـ.