ثقافيات

جديد الكتب

صدر مؤخرا كتاب جديد للدكتور حسن أوريد بعنوان “الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة”، وهو كتاب يأتي تفاعلا مع أحداث العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

الكتاب الصادر عن منشورات “الخيام” بالمضيق يُعدّ استمرارا للمشروع النقدي الذي بدأه الدكتور أوريد بكتاب “الإسلام والغرب والعولمة” ثم كتاب “مرآة الغرب المنكسرة”، قبل أن يصدر كتابه “أفول الغرب”.

يقول د. أوريد في مقدمة كتابه الجديد: “هذه الأوراق التي كتبت عفو الأحداث، تسعى أن تمسك بتلابيب مرحلة مفصلية. هي شهادة وتتوخى أن تكون إبانة”.

ويضيف: “هي ليست مجرد استحضار فصول مريعة لتقتيل شعب لم يسبق أن جرى في التاريخ على مرأى من العالم. أثبتت الصورة في الزمن الصفر، ما يجري من تقتيل وتدمير، ولذلك لا يصح لأي أن يقول إنني لم أكن أعرف. الصمت والتجاهل، هو تواطؤ في الجريمة، بل مشاركة. وفي أدنى درجة، خذلان وهوان”.

وفي مقال كتبه أوريد بنفس عنوان كتابه (قبل خمسة أشهر، موقع الجزيرة)، نجده يقول: “نحن مطالبون بإعادة النظر في كل شيء. في الآخر، ودعوته “العالمية”، وفي أنفسنا، وفيمن يُعتبرون “ضمائر حية”، وهم كائنات مختبرية، في حقيقة الأمر”.

وزاد في ذات المقال: “فقدَ الغرب بريقه أو إغراءه. أرادنا من غير نسغ، ولا هُوية، ولا قضية. مجرد سوق لبضائعه ورؤاه، مع وسطاء ووكلاء، نتاج توليد مختبري”.

فربّما اتضحت الآن الفكرة التي حولها يدندن كتاب أوريد الجديد، إنها فكرة قديمة لديه وجدت في أحداث غزة الأليمة صدى حقيقيا لها.

 

مكتبتك في القضية الفلسطينية

نقدم للقارئ في هذا العدد، من جريدة “السبيل”، كتاب مهما في بابه؛ هو كتاب “اليهود أنثربولوجيا” لمؤلفه الخبير المصري الدكتور جمال حمدان.

يقف الكتاب عند أبرز المراحل التي مر منها اليهود في تنقلاتهم وهجراتهم وشتاتهم، كما يخصص حيزا مهمّا لنسف المزاعم الصهيونية حول “النقاء العرقي”.

وهذه أهم محاور الكتاب: في التاريخ القديم، الشتات البابلي، الشتات الهلليني، الشتات الروماني والوسيط، الشتات الحديث، توزع اليهود في العالم، مجتمع الجيتو، صفات اليهود الجسمية، أدلة الاختلاط التاريخية.. الخ.

أما الغاية من الكتاب، فقد حددها حمدان بقوله: “وفي تقديرنا أن مثل هذه الدراسة أصبحت ضرورة شرطية لأي فهم عربي سليم، أو عرض لقضيتنا الكبرى، بعد أن تختلط الأمر بالدعايات الصهيونية المغرضة والمضللة وتزييف التاريخ وابتسار الحقيقة العلمية ذاتها”. (جمال حمدان، اليهود أنثربولوجيا، منشورات الملتقى، 2021، ص 37-38)

 

فنون.. المقاومة بالرواية

ما أحوج أبناء المسلمين، في هذا الزمن الأليم الذي تمر منه الأمة، إلى أدب مقاوم يكوّن الشخصية على الصمود والعنفوان والتعليق بالمقدسات.

وفي هذا الإطار منبه القارئ الكريم إلى روايات نجيب الكيلاني الذي أعطى لرواياته صبغة إسلامية واضحة، تجمع بين المتعة والمعنى، وتتخذ من المتعة وسيلة لتكريس المعاني الإسلامية والقيم النبيلة.

ومن رواياته هذه، رواية “عمر يظهر في القدس”، التي تصبح قراءتها في زمن العدوان على الفلسطينيين نوعا من المقاومة والصمود والانتصار للحق الفلسطيني.

في هذه الرواية ينبعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه من جديد في أرض القدس التي فتحت في عهده، فيظهر للناس شجاعة المسلم وحرصه على أمر الله ويقينه فيه.

مفارقات مسلية بين الفينة والأخرى، تستمد جدارتها من ظهور عمر في زمن متقدم؛ غير أن هذه التسلية لا تستحيل غاية تحول بين القارئ والمعاني النبيلة، بل تسوقه إلى هذه المعاني سوقا.

ومن ذلك مفارقة إسلام “عميلة إسرائيلية” على يد عمر، لينتهي بها المطاف شهيدة على يد “الإسرائيليين” بعد أن علموا بإسلامها. مفارقة مسلية لكنها معبرة، تعري عنصرية الكيان وتبعث أملا للفلسطينيين بقدرتهم على قلب المعادلة لصالحهم وصالح الأمة!

 

 

نافذة على مشروع فكري

قراءة في أعمال د. فريد الأنصاري (1)

جمالية الدين

عرِف الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى، بمشروعه في “الفطرية وبلاغ الرسالات القرآنية”، وهو مشروع للنظر والعمل جمع فيه بين الفكري والشرعي، والعلمي والتطبيقي.

وقد ارتأينا في هذا الشهر الفضيل أن نخصص هذه الزاوية (نافذة على مشروع فكري) لإطلاق قراءة جديدة تعتني بأعمال الدكتور فريد الأنصاري، عسى أن نعرّف القارئ الكريم على فكر شخصية وطنية وإسلامية ربما لم تأخذ حيزها المطلوب من الدراسة إلى حدود الساعة.

في كتابه “جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح”، يبرز د. فريد الأنصاري، على شكل إشراقات، بعض معالم الجمال في عقيدة التوحيد وعقيدة اليوم الآخر، كذا في العبادة ومنازلها.

وذلك بعد أن ميز فريد الأنصاري بين مفهوم الجمالية في الإسلام ومفهومها في الفكر الغربي. فالجمالية الإسلامية، في نظره، “تقوم على أركان ثلاثة هي: الحكمة والمتعة والعبادة. باجتماعها جميعا في وعي الإنسان ووجدانه يتكامل المفهوم الكلي للجمالية في الإسلام” (فريد الأنصاري، جمالية الدين، ص:52). أما الفكر المادي الغربي فيسجن الجمالية في المتع المادية، غير أنه فشل في ذلك لأن “الجمالية لم تستطع أن تتخلص من بعدها الذوقي، رغم محاولة الوضعيين سجنها في حدود المادة. فقد بقيت تحت سلام التجربة الوجدانية”. (نفسه، ص:40).

وإن الجمالية في الإسلام، حسب د. الأنصاري، تظهر بادية في كل سلوك إسلامي مهما اختلفت تجلياتها وتعددت. وفي ذلك يقول: “إن السلوك الإسلامي انطلق متحليا بجماليته إلى جميع مناحي الحياة: الفنية، والإبداعية، والثقافية، والعمرانية، والأخلاقية، والاجتماعية. فكانت له في كل ذلك تجليات خاصة تتميز بخصوص المفهوم الإسلامي للجمال”. (نفسه، ص:60).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *