بعد خمس سنوات من الاحتلال لبلاد الرافدين وعاصمة الخلافة العباسية أين وصلت الديمقراطية الأمريكية؟
نترك الجواب للأرقام والإحصاءات التي ستبقى شاهدا تاريخيا على هذه الديمقراطية المتميزة:
القتلى من المدنيين والجرحى
ذكر فريق من الأطباء الأمريكيين والعراقيين أن 655 ألف شخص قد ماتوا في العراق منذ الغزو الأمريكي البريطاني في مارس 2003، وأكثر من 36 ألفاَ أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة.
الأسرى والمعتقلين
ويقدر عدد المحتجزين في السجون والمعتقلات العراقية وتلك التابعة لقوات الاحتلال بما يقارب 32.000 معتقل، حسبما ذكرت وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة “وجدان ميخائيل”.
وذكرت منظمة الـ”يونيسيف” في تقرير لها حول الطفولة في العراق أن قوات الجيش أو الشرطة العراقية اعتقلت نحو 350.000 طفلا بسبب مزاعم عن انتهاكات أمنية، بينما قال ممثل المنظمة في العراق “روجر رايت” إن أطفال هذا البلد “يدفعون ثمنا باهظا”.
الاغتصاب في السجون
ذكرت المحامية سحر الياسري ممثلة اتحاد الأسري والسجناء السياسيين العراقيين: “أن عدد المعتقلات والسجون في كافة محافظات العراق حسب تقارير المنظمات الأجنبية والصحافة الأمريكية يبلغ 36 سجنا عدا أبو غريب الذي يعد الأرحم بين السجون رغم فضائحه الفظيعة”، وقالت في حوار لها على هامش مؤتمر بعنوان: “إرهاب الحرب الأمريكية على الإرهاب”: “أن عدد السجناء العراقيين يصل إلى 400.000 سجين منهم 6.500 حدث و10 آلاف امرأة تم اغتصاب 95% منهم”.
اغتيال الكفاءات وأساتذة الجامعات
وفي مخطط خطير هُجِّر أكثر من 4.000 عراقي بين مفكر وأستاذ وأكاديمي وباحث وخاصة علماء الذرة والكيمياء، وينبغي التنبيه على أن المهجرين بينهم مجموعة كبيرة من النخب العلمية والثقافية العراقية الذين نجوا من الاغتيالات المبرمجة التي ذهب ضحيتها 144 صحفيا وأكثر من 160 طبيبا وأكثر من 200 أستاذ جامعي عراقي.
البطالة
لا توجد إحصائيات مؤكدة عن حجم البطالة في العراق الآن لكن التقارير الرسمية تشير إلى أن البطالة كانت قبل الحرب تشكل نسبة 30% من مجموع القوة العاملة أما الآن فتفوق 60%.
قطاع التعليم
لقد تم استهداف قطاع التعليم في العراق حيث تشير التقارير إلى أن نسبة 84% من مؤسسات التعليم في البلاد تعرضت للتدمير والتخريب والنهب من قبل الاحتلال.
الإدمان في العراق
بعد الاحتلال وجد الناس أنفسهم أمام مشكلة خطيرة وجديدة على المجتمع العراقي، وهي مشكلة الإدمان حيث أظهرت التقارير الخاصة بوزارة الصحة العراقية بأن من بين كل عشرة شبان عراقيين أربعة منهم مدمنون على المخدرات أي بنسبة تقارب الـ 50% لاسيما وهم يستخدمون نوع من المخدرات القادمة من إيران والتي تعتبر من أخطر أنواع المخدرات وأكثرها سمية.
وتستمر الكارثة
وكل ما ذكرناه من هذه الحقائق المدعوة بالأرقام لا تمثل النسبة الحقيقية للمعاناة الحقيقية في عراق ما بعد التحرير لأن هذه المأساة موجودة في كل عائلة، وحي في البلاد، وأن التعتيم الإعلامي والخوف من قول الحقيقة يجعل الحقيقة ناقصة في هذا المجال وإلا فإن النسب الحقيقية هي أكبر مما ذكر بكثير.