أطلق المجلس العلمي المحلي بالرباط حملة ضد الحركات التنصيرية، استمرت طيلة شهر مارس المنصرم تحت شعار “وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ”، وقد تضمنت هذه الحملة ضد التنصير تنظيم ندوات فكرية وعلمية ومحاضرات في مختلف المساجد التابعة للمنطقة، بهدف دحض “شبهات التنصير”.
ولقد أصبح المغرب في الآونة الأخيرة وجهة مفضلة للحركات التنصيرية التي تلجأ إلى إخفاء أهدافها التنصيرية خلف العمل الخيري والاجتماعي، وقد تجاوز عدد المنصرين المعتمدين في الكنائس الموجودة في المغرب 800 منصر وهناك الكثير غيرهم ينشط خارج العمل الكنَسي.
وبينما يؤكد مصدر من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن هذه الحملة تأتي بعد أن توصلت الوزارة بمعلومات حول تزايد الحركات التنصيرية في المغرب واعتناق أزيد من 2000 مغربي للنصرانية -والصحيح أن العدد أكبر من ذلك بكثير-، يخرج علينا بعض الكتاب العلمانيين (المسمى أحمد نجيم) في مجلة “نيشان” (العدد: 142) ينكر على وزارة الأوقاف القيام بهذا النشاط الذي يعارض مشروع الدولة الرامي إلى توطيد العلاقات مع الدول النصرانية على حد زعمه، بل ويجعل اعتناق مغربي لأي ديانة نصرانية أو بوذية يدخل في قائمة حريات التعبير والرأي والاعتقاد، في غير ذلك من الكلام الفاسد، مستشهدا ببعض الآيات مخطئا في نقلها.
واعتباره أن الحملة التي قام بها المجلس العلمي عمل ضد مشروع الدولة.. يندرج ضمن سياسة العلمانيين في المغرب محاصرة الشأن الديني والعاملين فيه من العلماء والوعاظ والخطباء، بل دفاعه عن دعاة التنصير وقبوله بارتداد المسلم عن دينه هو المناقض لهوية المغرب باعتباره بلدا إسلاميا..
وأما القول بأن التنصر هو من قبيل الحريات الفردية وحرية الاعتقاد فإن أصحاب هذا القول ينطلقون من مرجعية علمانية تسوي بين الكفر والإيمان والشرك والتوحيد فلا فرق عند العلماني بين البوذي المشرك والمسلم الموحد، ومن ثم يدعون إلى إنكار المطلقات الدينية كاعتبار الإسلام ناسخا لكل الديانات التي سبقته.
فالعَلمانيون ينظرون إلى مسلمات الإسلام من خلال نظرية نسبية الحقيقة التي يوالون ويعادون عليها، ويجعلونها فكرة مقدسة يبطلون بها اعتقاد الحق فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من مطلقات، حتى يصير الإيمان بالله وملائكته والجن والشيطان والقبر وعذابه والبعث والنشور والجنة والنار.. من قبيل الحقائق النسبية غير المطلقة.
فلماذا إذن يتكلف الإنسان العبادة والتدين إذا كان الأمر كله نسبيا؟
أما المسلم فمقتنع ألا إيمان له إلا إذا اعتقد أن الإسلام ناسخ لما قبله لقول ربه سبحانه: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران).