“أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا”

عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا” (صحيح الجامع).

أي لمثل نزول أحدكم قبره فليعدّ، وكان صلى اللّه عليه وسلم واقفاً على شفير قبر وبكى حتى بلَّ الثرى. وإذا كان هذا حال ذاك الجناب الأفخم فكيف حال أمثالنا؟
والعجب كل العجب من غفلة من لحظاته معدودة، وأنفاسه محدودة، فمطايا الليل والنهار تسرع إليه، ولا يتفكر إلى أن يحمل ويسار به أعظم من سير البريد، ولا يدري إلى أي الدارين ينقل، فإذا نزل به الموت قلق لخراب ذاته وذهاب لذاته، لما سبق من جناياته وسلف من تفريطاته، حيث لم يقدم لحياته.
وفيه ندب تذكير الغافل، خصوصاً الإخوان ومثلهم الأقارب، لأن الغفلة من طبع البشر، وينبغي للمرء أن يتفقد نفسه ومن يحبه بالتذكير، وللّه در حسان رضي اللّه عنه حيث يقول:
تخير خليلاً من فعالك إنما قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
(انظر مصابيح التنوير على صحيـح الجـامع الصغيـر للألباني).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *