لقاء القناة الثانية مع الشيخ المغراوي

القناة الثانية: عطيني اسم ديالك والصفة أسيدي.

الشيخ: اسمي محمد بن عبد الرحمن المغراوي الأستاذ الجامعي بجامعة القرويين والمتقاعد بالمغادرة الطوعية، طبعا درّست في الثانوي ودرست في الكلية أكثر من ثلاثين سنة، وأنا الحمد لله الآن في الميدان الدعوي في تعليم القرآن وتعليم السنة، ولي مؤلفات في الإنتاج العلمي موجود في الأسواق في الشرق وفي الغرب، وشاركت في عدة مؤتمرات دولية ومحلية، ولي يعني دروس مسجلة في “سيديات” وفي الأشرطة، ولي ولله الحمد سبعة من الأبناء، وأنا الحمد لله أعتز بالإسلام وبالتوحيد وبالسنة والقرآن، ثم أعتز ببلدي المغرب.
القناة الثانية: إذن الشيخ المغراوي يعني سمعنا الفتوى ديالك واش يمكنك تعطينا المضمون ديالها والأسباب لخلتك تفتي هاد الفتوى.
الشيخ: هي هاد القضية قديمة مضت عليها سنين، ليست هي يعني حديثة العهد أو جديدة، وإنما هي كان سؤال من خارج المغرب عبر الانترنت لمدة سنوات هذه، سألني سائل على قضية على الآية: “وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ” فقال لي هل الحيض له علاقة بالزواج ولا لا، قلت: لا ماله علاقة بالزواج، وسطرت في الكلام حديث عائشة رضي الله عنها، فالنبي عليه الصلاة والسلام تزوجها بنت ست أو سبع وبنى بها وهي بنت تسع، وبينا العلماء كلهم في فهم الآية على أن التي لم تحض هي التي تزوجت صغيرة ولم تحض، وإذا طلقت بعد نكاح صحيح ثابت، فإنها تعتد ثلاثة أشهر، وهذا كلام الإمام مالك في المدونة وكلام الإمام ابن رشد في بداية المجتهد لما قال الاتفاق، وكلام القاضي عياض في شرح مسلم، وكلام المسفرين وكلام أئمة السيرة، وكلام أئمة الأصول، وكلام الإمام ابن عبر البر رحمه الله في كتابه الكافي، كل الكتب التي قرأناها ونحن صغار والتي هي العاصمية وهي منظومة الإمام ابن عاصم وشروحها، وكل هذا يعني كلام الفقهاء قاطبة لا أعلم بينهم خلاف، ثم السائل هنا من خارج المغرب وليس من داخل المغرب، ثم أنا في حالة السؤال أو الجواب لم يخطر ببالي قضية ما يثار في الجرائد وفي الإعلام، قضية القانون ما لقانون.. ثم الإنسان يتكلم من منطلق تخصصه من ناحية الشرع، ثم أنا لما ذكرت هذا الموضوع بنيت على أمور لأن البنت تكون قادرة ولها بنيتها، ولها شخصيتها، ولها قدرتها، ووصفتها بجميع الأوصاف التي يعني قد لا تتوفر إلا نادرا في بنت من البنات، ثم نحن ليس لنا مكان نعقد به الزواج، ولا نزوج أو نطلق أو شيء من ذلك، هذا الأمر للقاضي، فالقاضي هو الذي يقرر الزواج ويقرر في الطلاق، حنا مجرد بحث علمي يوجد في المصادر العلمية نبديه للناس ونظهره منطلقين التخصص العلمي، ولا علاقة لنا بهذه المسائل.
إشكال قد يطرح من الناحية الإعلامية ومن الناحية القانونية، والشرع دائما يبقى يعني دائما مستمر لا ينسخه أي شيء، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو يعني القدوة والأسوة والذي قال الله فيه: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا”، وقال: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ” هو الذي فعل هذا بأم المؤمنين، كانت مثالا في النكاح وفي الزواج وفي القدرة وفي العلم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتمنى المبيت عندها، وسودة لما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم طلاقها وهبت نفسها يعني يومها لعائشة حتى لا تطلق، ومات صلى الله عليه وسلم في بيتها وعلى صدرها اللهم صل عليه وعلى آله، فالقضية فيها قرآن وفيها سنة وفيها كلام العلماء، وفيها إجماع، وأنا لم أتعرض لأي شيء لا من قريب ولا بعيد ولا عندي أي علاقة ولا حساسية مع أحد ولا مع أي جهة من الجهات، فأنا تعجبت من هذا الزخم الإعلامي.. لما حدث لهذه القضية، ثم هذا أمر قديم جدا يعني هذا السؤال والجواب حنا غير من باب التجوز سميناه سموه الإخوة في الموقع فتوى، وإلا هو غير مجرد سؤال وجواب ليس هو فتوى، لأنني لست مفتي يعني أنا لست مفتي معمد من طرف جهة معينة، من طرف مثلا الحكومات أو فئة معينة، مجرد واحد يسأل بالتلفون واحد يسأل عن طريق الأنترنت، واحد يسأل في الطريق، واحد يسأل نجاوبه من باب إبداء الخير وإبداء العلم والإرشاد والتعاون من باب قوله تبارك وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ” فأنا تعجبت يعني من هذا التصرف.. ثم ما اتصل بي أحد يستفسر على هذا الموضوع، فأمر عجيب وعجيب جدا، فالقضية فيها نصوص كما قلت في القرآن ونصوص في السنة، ونصوص من كلام العلماء، فنحن الحمد لله لم نتجاوز أي شيء، أي شيء ما تجاوزناه، يعني ما حاولنا الاعتراض على أحد، ولا قلنا أن هذا جائز أو غير جائز، فنقل لكلام الرسول عليه الصلاة والسلام ونقل لكلام العلماء فهذا ليس جريمة، ولا يمكن أن يكون جريمة هذا ما عندي.
القناة الثانية: شكرا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *