القصيدة العصماء في نصرة سيد الأنبياء

خطت أنامل قلب دمع مضـطرم   *** بذي القصيدة مخزون من الألم
ميمية تصـهر الأكـباد تُشعلـها  *** يكـاد سُمَّعها أن يأخذوا قلمي
ترى الأقوام بها صرعى كأنهمُ ***  تساقوا كـأس مُدامـة من النُدم
رويت دمعي على غيظ تسابقه الـ ***  أحزان والأسى يهتاج على حَمَم
يا لائمي في الجوى إني لمغتبط ***  إليك عني ولو أنصـفت لم تَلُم
قال فاكبح من جماح النفس مُرتسِلا ***  إن النفـوس لتُردي كلَّ منـتقم
فقلت: الكـفرُ أقل الشر معركة ***  لأجل نور أتى للحل و الحـرم
وا حزن قلباه إن الحِبَّ قد قذفوا  *** فكيف لي بكظمٍ، لا غيرُ منهزم
فلا يقـيم على ضـيم يراد به ***  إلَّا الأذلان من العـير و الغنم
ذاكمُ أهل الصليب إن حربهمُ ***  لأهل الإسلام يبقى غير منفصم
دَنْمَرك طلعتهم في الشر مقبلة  *** أولئك أهـل الحقد و أهل الشتم
قد تولى كبر ذاك النَّذلُ منخسئا *** أبو لهْبِ العصــر ذاكم ُ أخو الحُمـَم
لكنهم يبتغون الصد عن رجل ***  لهم عدو لما قد قال في الصنم
ألقوا من الهَمِّ أكواما وهمُّـهمُ  *** أن يطفـؤوا خير نور في ذرى القمـم
سبُّوه و ابتذلوا الإيذاء مُرتسِما ***  وأطلقوا ترهات الزيغ والغشم
فأعظـمـوا الجَرح حتى عم جَرحُهمُ  *** وأظهروا الشتم لم يألوا بمحترَم
والله لو عرفوا فضلا يعُج بـه ***  لأقبلوا يطلبون العز في شمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته ***  قوم نيام تسلوا عنه بالحُلم
قد أشرق الصبح حين استل فيلقه *** غيثٌ تهتز به الأرض من العدم
أتى وأشرقت الأنوار من فمـه ***  منائر لم تزل نورا على الأمم
وكان ذاك منارَ الصدق معجـزةً ***  بكل شيء ترى أعجـوبـة القدم
اُسكت أيا باذلا قـولا ذميما مشى ***  في قوله الإثمُ كي يلقى على القمم
اُسكت و لا تُبْدِ قولا فالمقـام لمن ***  حاز المكـانة من عرب و من عجـــم
اُصمت ولا تُبْدِ حرفا فالشموس إذا ***  بَدَتْ مَحَتْ سلَف الأنوار والظُـلَم
شمس إذا ما ارتوت عينٌ برؤيته ***  باتت من حرِّ الجوى والشوق لم تَنَم
أعني الحبيب أيا من يصطلي ألما  *** هل لي بحب كحب المصطفى الأَمــم
تَضَوَّعْ من كل مسك وخذ مُلتمسا ***  غَرفا من البحر أو رشفا من الدِّيَم
صنف وألف وقل شعرا فما فعلت ***  يداك إلا كأبعــاض من الشـيم
يا أيها المُجْتَري بالحـقد ممتلئا  *** إن التَّخَلُّفَ في الكبر و في الغَشم
فكيف تُنكر فضلا بعدما شهـدت ***  به عليك الأيادي و كلُ الشــيم
والله لو نطق الدهـر هجا أمـة ***  لصاحب الحق لا تحمي أو تحترم
وإن رب ليجعل الـذي عسى أن ***  يؤلِّم النـفسَ كلَّ الخير والنـعم
لوما النار اشتعلت بالذي قد جاورت ***  لم يُدْرَ أطيب العود من كل الحُطَم
يا نفس لاتقنطي من فتنة عظمت ***  إن الشـدائد في التيـسير تنعدم
و إن الصبحَ بزوغُـه لمُنحـتم ***  وإن طـالت حيرة الأمة في الظُلَم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا ***  من العـناية ركنا غـير منهـدم
و نُشـهد الله أن الحِبَّ بلغـنا ***  ديـنا تماما عظـيم الشأن والنعم
لكنـنا اليوم ضيـعنا منـارتَه ***  أمـا لـنا توبـةٌ لله ذي الكـرم
فهذه نفثة من قـلبِ محـترقٍ ***  نظـمتها كي تُعلِّي نخوة الهِـمم
والحمد لله رب العالـمين على ***  إتمام ما قصدت نصـرَهُ بقـلم
ثم الصلاة على المحمود سيدنا ***  من اصـطفاه حبـيباً بارئ النَّسَم

 انطلاق أشغال “ملتقى الأدب الإسلامي الأردني في المغرب”

يواجه الأدب الإسلامي حرباً شعواء يشنها عليه العلمانيون والحداثيون والجاهلون بحقيقته ورسالته، وهذا في إطار محاولاتهم لإلغاء المرجعية الإسلامية عن جميع “العلوم الإنسانية”، ومنها الأدب، ذلك النشاط المؤثر والفعّال في حياة الأمة.
انطلقت يوم الثلاثاء 20 يونيو2006 بالرباط أشغال “ملتقى الأدب الإسلامي الأردني في المغرب” تحت شعار “نحو رؤية أدبية حضارية” بمشاركة مفكرين ومبدعين من المغرب والأردن.
ويروم هذا الملتقى الذي ينظمه المكتبين الإقليمين لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بكل من المغرب والأردن، الإسهام في تدعيم العلاقات الثقافية والأدبية بين المملكتين، وترسيخ الأدب الإسلامي “القائم على الأخلاق أولا وعلى أدب النفس قبل أدب الدرس ثانيا”.
أوضح عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، أن الأدب الإسلامي كمذهب أدبي ونظرية متكاملة يمثل في مفهومه ومميزاته طوق نجاة أمام فوضى المذاهب الفكرية والأدبية وكثرتها وماديتها وعجزها، ويهدف إلى تعزيز قيم الخير والعدل والحرية والمساواة والنهي عن المنكر وبناء الإنسان الصالح ورد الهجمة الشرسة على الإسلام.
وشدد محمد الزرورة نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في كلمة باسم كل من رئيس جامعة محمد الخامس أكدال وعميد كلية الآداب التابعة لها، على أن الجانب الأدبي كان دائما أحد المكونات الأساسية لحياة الإنسان المغربي، ويعكس بلغات تعبيرية متعددة واقعه وهمومه وكذا هموم العالمين العربي والإسلامي الذي هو جزء منهما.
وأشار “عودة أبو عودة” رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالأردن، إلى أنه منذ تأسيس هذه الرابطة سنة1984 وهي تحرص على نشر الأدب الإسلامي والتعريف به وتوضيح رسالته، مضيفا أن “ملتقى الأدب الإسلامي الأردني في المغرب” يشكل محطة لإبراز احتفاء المملكتين بالثقافة والأدب والفكر وبشتى فنون المعرفة.
من جانبه، قال حسن الأمراني أمين رابطة الأدب الإسلامية العالمية ورئيس المكتب الإقليمي في المغرب إنه ليس أفضل وأجدى من الفكر والأدب ليعيد إلى البشرية رشدها، وتسترد به توازنها، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يأتي تدعيما للعلاقات الثقافية والأدبية بين المملكتين وترسيخا لمبادئ الوسطية والاعتدال والحكمة والبعد عن الغلو والتطرف.
وقد تضمن برنامج هذا الملتقى عقد ندوة مركزية حول موضوع “الرؤية والتشكيل في الأدب الإسلامي” وستتناول “الأدب الإسلامي: مسيرة وتاريخ” و”الأدب الإسلامي: قيم وأبعاد” و”البيان القرآني والأدب الإسلامي” و”أدب المديح النبوي بين الغرب الإسلامي وشرقه”.
كما ناقشت هذه الندوة موضوعات تهم “أوليات النظرية اللسانية علمانية أو إسلامية” و”تجديد الرؤية الإسلامية في الأدب” و”تجديد الرؤية الإسلامية في النقد” و”كتابة أدب الطفل من منظور إسلامي” و”الشعر وأدب الأطفال في الأردن” إضافة إلى عدد من المحاور التي تناولت بالنقد والتحليل نماذج من الأدب الإسلامي.
وتم موازاة مع هذه الندوة، التي تواصلت أشغالها بمدينة وجدة يومي 26 و27 يونيو وتناولت مواضيع تهم قضايا الأدب الإسلامي وأدب الطفل والشعر الأردني، كما نظمت أمسيات شعرية ولقاءات مفتوحة مع أدباء أردنيين (يوم 23 يونيو بالدار البيضاء) وأنشطة مماثلة بكل من طنجة (يوم 24 يونيو)، فيما عرفت مدن وجدة وبركان والناظور وفاس تنظيم أنشطة موازية متنوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *