الأعرابي الأحمق
سرق لأعرابي حمار، فقيل له: أسرق حمارك؟ قال: نعم وأحمد الله! فقيل له: على ماذا تحمده؟ قال إذ لم أكن عليه!
التحذير من صحبة الأحمق!
قال أحدهم:
إتق الأحمق أن تصحبه *** إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانبا*** خرقته الريح وهْنا فانخرق
أو كصدع في زجاج فاحش*** هل ترى صدع زجاج يرتتق
كحمار السوق أن أقضمته*** رمح الناس وإن جاع نهق
أو غلام السوء إن أسغبته*** سرق الناس وإن يشبع فسق
وإذا عاتبته كي يرعوي*** أفسد المجلس منه بالخرق
أيهم أشعر؟
اجتمع جرير، والفرزدق، والأخطل في مجلس عبد الملك، فأحضر بين يديه كيسا في خمسمائة دينار وقال لهم: ليقل كل منكم بيتا في مدح نفسه فأيكم غلب فله الكيس.
فبدأ الفرزدق فقال:
أنا القطران والشعراء جربى*** وفي القطران للجربى شفاء
فقال الأخطل:
فإن تك زق زاملة فإني*** أنا الطاعون ليس له دواء
فقال جرير:
أنا الموت الذي آتي عليكم*** فليس لهارب مني نجاء
الذليلان!
إن الهوان حمار البيت يألفه والحر ينكره والفيل والأسد
ولا يقيم بدار الذل يألفها*** إلا الذليلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته *** وذا يشج فما يأوي له أحد
عمر اليوم ينصرف
قال رجل اسمه (عمر) لعلي بن سليمان الأخفش: علمني مسألة من النحو.
قال تعلم، أن اسمك لا ينصرف، فأتاه يوما، وهو في مشغل، فقال: من بالباب؟ قال عمر.
قال عمر اليوم ينصرف، قال أو ليس زعمت أنه لا ينصرف؟
قال: ذاك إذا كان معرفة، وهو الآن نكرة.
أكيل السوء
قيل لرجل اشتهر بالبخل:
لماذا لا تدعو الناس إلى مائدتك وأنت معروف بالتأنق في الطعام؟
قال: يمنعني من ذلك أني لم آكل مع أحد إلا رأيت منه ما يعيبه.. يلتهم كبد الدجاج، ويستأثر بكلية الخروف، ويزدرد قانصة الإوز، ويستولي على صدور الفراخ، لذا فالوحدة عندي خير من أكيل سوء.
أحية أمك؟
قال رجل لطفل: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد! قال: إنما سألتك عن عمرك، فقال: فقل كم عمرك؟! فقال له كذلك. فقال: ثمانية أعوام. قال: أحية أمك؟ قال: ما هي بحية ولا عقرب، ولكنها امرأة. فقال: فكيف أقول؟ فقال له: أفي الأحياء أمك؟. فقال له كذلك فقال له: نعم.
مـن عـَلـَّمـك؟
زعموا أن أسداً وذئبـاً وثعلبـا خرجوا معـاً يتصيـّدون، فصادوا حماراً وظبيـاً وأرنبـاً. فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا صيدنا. قال الذئب: الأمر سهل؛ الحمار لك، والأرنب للثعلب، والظبي لي. فخبطه الأسد فأطار رأسه. ثم أقبل على الثعلب وقال: قاتله الله، ما أجهله بالقسمة. هات أنت. قال الثعلب: الأمر سهل؛ الحمار لغدائك، والظبي لعشائك، والأرنب تتخلـّل به فيما بين ذلك. قال الأسد: ويحك! ما أقضاك! من علـّمك هذه القضية؟ قال: رأس الذئب الطائرة!
لا أرضـاها لــك
خطب رجلٌ إلى ابن عبّاس يتيمةً يربّيها عنده، فقال ابن عباس: لا أرضاها لك.
قال: ولـِمَ، وفي حـِجْرِك نَشـَأَتْ؟
قال: لأنها تتطلـّع إلى الرجال وتنظر.
قال الرجل: لا أرى في ذلك عيبًا.
فقال ابن عباس: الآن لا أرضاك لها.
أُجـرة الحمـار
حكم القاضي بمصر بإفلاس رجلٍ كَثُرت ديونُه، فأركبه حماراً وطوَّف به في البلد ليحترز الناس من معاملته بعد ذلك. فلما أُنزِل عن الحمار قال له صاحبُ الحمار: أين أجرةُ الحمار؟ فقال له: يا أبله، فَفِيم كُنّا طول النهار؟!.
التحاسـد والتخـاذل
قال أبو عبيدة مَعمر بن المُثنَّى: مرَّ قيس بن زهير ببلاد غطفان، فرأى بها ثروة وعددا، فكرِه ذلك. فقيل له: أيسوؤك ما يسُرُّ الناس؟ قال: إنك لا تدري أنَّ مع النعمة والثروة التحاسد والتخاذل، وأن مع القلة التحاشد والتناصر.
لا أعــرف وجوههــم
سأل الخليفة أبو جعفر المنصور رجلاً من الخوار. فقال: ـ أخبرني أيّ جنودي كان أشدّ إقداماً في محاربتك؟ فقال: ما أعرف وجوههم. ولكن أعرف أقفاءهم. فقل لهم يديروا لي ظهورهم أعرّفك بهم.
أضف إلى معلوماتك
لمــاذا نعطـــس
العطس هو إطلاق الهـواء من الأنف والفم وهو رد فعل يحصـل بدون سيطرتنا…وسبب حـدوثه هو تهيج أطراف الأعصاب في غشـاء الأنف المخاطي ويمكن أن يحصل أيضا عندما يثير عصبنا البصري ضوء لامع مثل أشعة الشمس..أو يمكن أن ينتج الهيجان الذي يسبب العطاس عن تورم غشاء الأنف المخاطي في حالة الزكام أو دخول جسم غريب للأنـف، العطس هو محاولة الجسد إخراج الهواء بقوة للتخلص من الأجسام المبهجة.
الأسمــــاء والشعـــوب
الأسماء عند بعض الشعـوب لها حوادث غريبة ومعان أغرب، مثلا أسماء الرجال في بعض قبائل الهنود الحمر في أمريكا تصل إلى 40 أو 50 حرفا أبجـديـاً، وذلك لأنهم كانوا يضيفون حرفاً على أسمائهم الأصلية كل عـام…كما أن من عـادة بعض أهالي جزيرة بالي في أندونيسيا بيع وشراء الأسماء، والأسماء التي تجلب الحظ لصاحبها تباع بأسعار خيالية مرتفعة..أما في الصين فتجري العادة بتسمية الأطفال بأسماء منفرة حتى لا تحسدها وتـؤذيها الشياطين..بينما تكون الأسماء عند بعض القبائل الأفريقية سراً يجب ألا يذاع حتى لا يعرفــه الأعداء فيستعملوه في السحر لإيذاء أصحاب الأسماء.
حكم ومواعظ
– أنشد أحمد بن عبدالله الصنعاني لعبد الله بن عكراش
يزين الفتى في الناس صحة عقله*** وإن كان محظورا عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس خفة عقلـه*** وإن كرمت أعراقه ومنـاسبه
– لا يجب للعاقل أن يغتم لأن الغم لا ينفع وكثرته تزري بالعقل ولا أن يحزن لأن الحزن لا يرد المرزئة ودوامه ينقص العقل.
– وقال معروف الكرخي:
من عمل للثواب فهو من التجار، ومن عمل خوفاً من النار فهو من العبيد، ومن عمل لله فهو من الأحرار.
– وقال أويس القرني:
الدعاء بظهر الغيب أفضل من الزيارة واللقاء.
أي: لأن الرياء قد يدخلهما.
– قال أبو سليمان الدراني رحمه الله تعالى:
طوبى لمن صحت له خطوة واحدة يريد بها وجه الله تعالى.
– وقال الفضيل رحمه الله تعالى:
ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
– وقال الحسن:
إنما خلد الله أهل الدارين بنياتهم لأن المؤمن ينوي العبادة ما دام حياً وكذلك الكافر.
-المحبة أربعة أحرف ميم وحاء وباء وهاء، فالعبد يستعمل حرفين الميم من الندامة والحاء من حفظ الرحم، والله تعالى يجازي عبده بحرفين الباء من البر والهاء من الهداية.
قال شاعر:
غدا توفى النفوس ما كسـبـت*** ويحصد الـزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساؤوا فبئس ما صنـعـوا
فالـلـه ذو رحـمة وذو كـرم*** وإن جهلنا فـحِــلمـه يسعُ
يا رب اكتبنا الـيوم فـي مَـلإ *** تمسكوا بالكتاب فانـتـفـعـوا
– قال إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه:
دخلت على بعض إخواني أعوده، فجعل يتنفس ويتأسف، فقلت له: على ماذا تتنفس وتتأسف؟ فقال: ما تأسُّفي على البقاء في الدنيا، ولكن تأسُّفي على ليلة نمتها، ويوم افطرته، وساعة غفلت فيها عن ذكر الله تعالى.
يا أيها الغافل جد في الرحــيل*** وأنت في لهـو وزاد قـلـــــــــيل
لو كنت تدري ما تلاقي غــدا*** لذبت من فيض البكاء والعويل
فاخلص التوبة تحظـى بــــهـا*** فإن قـدامـك نـوم طــــــــــويل
ولا تنم إن كنـت ذا غــــبـطة*** فما بقي في العمر إلا القلـــــيل
قال إبراهيم بن شيبان:
الشرف في التواضع، والعز في التقوى، والحرية في القناعة.
طلق بن حبيب ودعاؤه العجيب:
كان رحمه الله يقول في دعائه: اللهم إني أسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك، ويقين المتوكلين عليك، وتوكل الموقنين بك، وإنابة المخبتين إليك، وإخبات المنيبين إليك، وشكر الصابرين لك، وصبر الشاكرين لك، ولحاقا بالأحياء المرزوقين عندك.
قال وهيب بن الورد المكي:
اتق الله أن تسب إبليس في العلانية وأنت صديقه في السر.
قال ابن القيم رحمه الله:
من وافق الله في صفة من صفاته، قادته تلك الصفة إليه بزمامها، وأدخلته على ربه، وأدنته وقربته من رحمته، وصيرته محبوبا له، فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، حيي يحب أهل الحياء، جميل يحب أهل الجمال، وتر يحب أهل الوتر.
ضاعت مفاتيحي معك
يا رابطا مناه بخيط الأمل إنه ضعيف الفتل، لو فتحت عين التيقظ، لرأيت حيطان العمر قد تهدمت، فبكيت على خراب دار الأمل، جسمك عندنا وقلبك على فراسخ، لا بالتسويف ترعوي، ولا بالتخويف تستوي، ضاعت مفاتيحي معك.
أَروحُ بِشجوٍ ثُمّ أَغدو بِمِثلِهِ
خوف السابقة وحذر الخاتمة، قلقل قلوب العارفين، وزادهم إزعاجا (يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ)، ليس لهم في الدنيا راحة، كلما دخلوا سكة من سكك السكون أخرجهم الجزع إلى شارع من شوارع الخوف.
أَروحُ بِشجوٍ ثُمّ أَغدو بِمِثلِهِ *** وَتحسَبُ أَني في الثيابِ صَحيحُ