أثر الإعلام العلماني في استفحال السيدا عبد الغني ادراعو

يسهم التناول الإعلامي العلماني لقضية السيدا في بلادنا بشكل كبير في إضعاف الخطاب التحذيري من تزايد عدد المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، حيث يتم تغييب الخطاب الشرعي في معالجة الظاهرة، ويبقى الخطاب العلماني الذي يتناول القضية من الجانب الوقائي، فالجميع يتفق على أن السبب الرئيس في انتشار هذا الداء الفتاك هي الممارسات الجنسية غير الشرعية وهذا ما خلصت إليه جميع الدراسات، في حين نجد أن الصحافة العلمانية تشجع هذه الممارسات بحجة الحرية الفردية وذلك عبر نشر ثقافة استعمال العازل الطبي دون التعرض لخطر الزنا أو الشذوذ والتحذير منهما والمطالبة بزجر مرتكبيهما.

كما تشجعها عبر نشر ثقافة العري وإظهار المفاتن، وإعلان العداء للقيم والأخلاق. فلقد بات واضحا لكل منصف مدى خطورة الإعلام العلماني من خلال حربه المستمرة على المقدسات والأخلاق وعلى رأسها الحياء، فجولة واحدة على المكتوب منه وجلسة واحدة أمام المرئي والمسموع منه تكفي لبيان خطورة هذه السموم الموجهة للشباب بالخصوص، وأن إعلامهم يخاطب بالأساس الجانب الشهواني في الإنسان بتوظيف جسد المرأة وما يتعلق به كعنصر فعال في التأثير على الرجل، وبالمقابل إفهام المرأة على أن ضعفها أمام الرجل يمكن أن يصبح قوة بتوظيف جسدها في التأثير عليه، وأن جسدها سبيل نجوميتها وشهرتها وهذا ما يفسر ما يطغى على القنوات الإعلامية العلمانية كقناة الوطنية الثانية في برامج اكتشاف “المواهب الفنية”.
فإذا علمنا أن للصورة تأثيرا كبيرا في انتشار القيم الغربية العلمانية وعلى رأسها الحرية الفردية التي تجعل الحرية الجنسية من ضروريات العلاقة بين الرجل والمرأة، وهو ما يفضي بلا شك وريب مع كثرة الممارسة إلى هاوية الأمراض المنقولة جنسيا وعلى رأسها مرض الإيدز، تبين لنا أن للصحافة العلمانية دورا فعالا في الإسهام غير المباشر في نشر السيدا، فجريدة الأحداث التي تخصص للشباب حيزا من مساحتها الإعلامية ليعرضوا فيها تجاربهم وأغلبها تدور حول المخالفات الشرعية من علاقات محرمة يسمونها مغامرات عاطفية أو جنسية، ونشر قصص الخيانات الزوجية، كل هذه الأمور وغيرها يعرض بأسلوب يجرئ الشباب المسلم على اقتحامها بدافع التجربة بعدما صُوِّرت في نفسه على أنها بطولات وإثبات للشخصية الحرة، وتحرير للقدرات الذاتية من قيود الدين والمجتمع.
وفي مجلة “نساء من المغرب” في ركن “صحتك” تلاعب كبير في الألفاظ يؤدي إلى التشجيع على الزنا ففي موضوع في العدد: 101 يتحدث عن عاملات الجنس بمصطلح العلمانيين -والبغايا بالمصطلح الشرعي- يخلص فيه القارئ إلى أن المرأة يمكن لها العمل في هذا الميدان لكن بمزيد من الاحتياط واستعمال أساليب الوقاية من الأمراض.
ولا تستحي مجلة نيشان في عددها 178 فبعد كل التهييج والإثارة والتهوين من شأن الزنا في ملفها الذي اختارت له موضوع: “كيف احترفت القوادة”، تنشر المجلة العلمانية مقالا في نفس العدد بعنوان “السيدا متى نوجه الضربة القاضية؟” وخلاصة جواب المقال أنه يجب الوعي بضرورة العازل الطبي والتشجيع على استعماله، فهل يكفي استعمال العازل الطبي وحده في محاربة السيدا أم هو وسيلة لإشاعة الحرية الجنسية البهيمية؟
فبهذا يكون الإعلام العلماني أكبر المشجعين على الزنا والشذوذ اللذان هما أكبر أسباب الإصابة بهذا الداء العضال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *