الحلقات المضيئات في سلسلة تراجم أئمة القراءات رواية الإمام نافع: قالون ـ ورش المقرئ رشيد إفراد

مر معنا في الحلقة الماضية ذكر ترجمة الإمام نافع مقرئ الحرم المدني، ونحن في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى سنتعرض إلى ذكر بعض الآخذين عنه من أئمة القراءة وعلى رأسهم الإمامان قالون وورش رحمهما الله تعالى.

وقبل الشروع في المقصود نشير إلى أنه قد وقع في عرض ترجمة الإمام نافع العدد الماضي بعض الأخطاء المطبعية وجب التنبيه إليها.
ففي الفقرة الأولى السطر الثاني (جعوفة) وصوابه (جعونة).
وفي الفقرة الثالثة السطر الأول (حماز) وصوابه (جماز).
وفي السطر الذي يليه (سينا) وصوابه (مينا).
وفي الفقرة الثانية عشر السطر الأول (ولي) وصوابه (مولى).
وفي السطر الذي يليه (وأيو) وصوابه (وأبي).
أما الإمام قالون فهو:
عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الإمام ابن موسى الزرقي الزهري مولاهم المدني المقرئ النحوي، قارئ أهل المدينة ونحويهم في زمانه.
قيل إنه كان ربيب نافع، وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته، وقالون: لفظة رومية معناها: جيد، فعن أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون قال: كان نافع إذا قرأت عليه يقعد لي ثلاثين، ويقول لي: قالون، يعني: جيدا جيدا بالرومية، قال عبد الله بن علي: إنما يكلمه بذلك لأن قالون أصله من الروم، كان جد جده عبد الله من سبي الروم من أيام عمر بن الخطاب، فقدم به مَن أسره إلى عمر إلى المدينة وباعه فاشتراه بعض الأنصار، فهو مولى محمد بن محمد بن فيروز.
قال قالون: قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها في كتابي؛ وقال النقاش: قيل لقالون كم قرأت على نافع؟ قال: ما لا أحصيه كثرة، إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة؛ قال عثمان بن خرزاء: حدثنا قالون قال: قال لي نافع: إلى كم تقرأ؟ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل لك من تقرأ عليه.
قال علي الهسنجاني الحافظ: كان قالون شديد الصمم، ولو رفعت صوتك لا إلى غاية لا يسمع، فكان ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ.
أخذ القراءة عرضا عن نافع، وقراءة أبي جعفر، وعرض أيضا على عيسى بن وردان وقرأ عليه بشر كثير منهم ولداه: أحمد وإبراهيم؛ وأحمد بن يزيد الحلواني ومحمد بن هارون أبو نشيط، وأحمد بن صالح المصري، وأبو سليمان سالم بن هارون الليثي شيخ ابن شنبوذ وغيرهم.
وحدث عنه موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، وأبو زرعة الرازي، وعثمان بن خرزاء الأنطاكي وغيرهم؛ مات سنة عشرين ومائتين، عن بضع وثمانين سنة. والله تعالى أعلم. بتصرف من طبقات القراء للذهبي (1/179)، غاية النهاية لابن الجزري (1/542).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *