السنة والمجتمع وقفات تربوية ومنهجية مع أحاديث وآثار من الموطأ صبرا آل غزة فإن النصر قادم محمد زغير

عن مالك أنه بلغه عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما يزال المؤمن يصاب في ولده وحامته حتى يلقى الله وليست له خطيئة” صحيح تابث عن أبي هريرة من وجوه.

غريب الحديث
حامته: قال مالك: حامته، ابن عمه وصاحبه من جلسائه.
وقال غيره: حامته: قرابته ومن يحزنه موته وذهابه.

تتوالى الهجمات على المسلمين من اليهود بكل ما تحمله من المعاني والألفاظ، بل والأدوات، وهذا ليس جديدا إذ التاريخ أكبر شاهد وهو الآن يعيد نفسه، أما القرآن الذي هو دستور الإنسانية فقد لخص هذه الهجمات وهذا العدوان في مقاطع من الآيات الكريمات منثورة داخل 114 سورة، قال تعالى: “وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ” وقال تعالى: “وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء”، وقال تعالى: “وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم: يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود”، من خلال هذه الآيات وهذا الحديث وغيرهم مما لم يذكر نستشف أن المؤمن مطالب بالصمود والثبات المبنيين على الإيمان الراسخ، قال تعالى: “وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”، وقال تعالى: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ”، وقال تعالى: ” الم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ “.
وأخرج الطبراني بسند حسن كما في الفتح من حديث سخبرة رفعه: “من أعطى فشكر، وابتلى فصبر، وظلم فاستغفر، وظلم فغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون”، بل إن المؤمن كما في حديث الباب: “ما يزال المؤمن يصاب في ولده وحامته …” والمؤمن هنا: أي العالم بالله الراضي بأحكامه العامل على تصديق موعوده، لذلك كان أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث صهيب قال: “عجب لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له”.
ولا أجد كلمة أواسي بها إخواني إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي وقال حسن صحيح: “ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد شيئا هو خير وأوسع من الصبر”، وما ذاك إلا لأن الصبر يشتمل على صبر الطاعة والمعصية والبلية، ولأن مقامه أعلى المقامات لأنه جامع لمكارم الصفات والحالات، ومن ثم قدم على الصلاة في قوله تعالى: “واستَعِينُوا بالصَّبرِ والصَّلاة” ومعنى كونه أوسع أنه تتسع به المعارف والمشاهد والأعمال والمقاصد.
والآثار في هذا المعنى كثيرة لكن العبرة بالذكرى، والحمد لله أولا وآخرا.
وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *