قولا نافعا
عن سفيان بن عبد الله الأنصاري، رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك. قال: (قل: آمنت بالله ثم استقم). رواه مسلم.
قال حكيم لابنه: يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله تعالى يحيي القلوب الميتة بالعلم كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر.
سئل الحسن عن التواضع فقال: هو أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت له الفضل عليك.
ثلاثة تنفع في الدنيا مع ثوابها في الآخرة: الحج ينفي الفقر، والصدقة تطرد البلاء، والبر يزيد في العمر.
سئل أحد الصالحين: أي ولديك أحب إليك؟ فقال: هما مني بمنزلة السمع والبصر.
صحبة الرجال
قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لأخ له: إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته زانك، وإن خففت له صانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها، وإن وعدك لم يحرضك، وإن كثرت عليه لم يرفضك، وإن سألته أعطاك، وإن أمسكت عنه ابتداك.
الحكمة
الحكمة نورالأبصار، وروضة الأفكار، ومطية الحلم، وكفيل النجاح، وضمين الخير والرشد، والداعية إلى الصواب، والسفير بين العقل والقلوب، لا تندس آثارها، ولا تعفو ربوعها، ولا يهلك امرؤ بعد عمله بها.
المشورة
قال عمر بن عبد العزيز: المشورة والمناظرة بابا رحمة، ومفتاحا بركة، لايضل معهما رأي، ولا يفقد معهما حزم.
ابن أدهم واستجابة الدعاء
سئـل إبراهيم بن أدهم.. ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟
فقال: لأنكم عرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به، وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس.
الحاسد
كان يقال: الحاسد إذا رأى نعمة بهت، وإذا رآى مصيبة شمت .
وكان يقال: من علامات الحسود أن يتملق الرجل إذا حضر، ويغتابه إذا غاب، ويشمت بالمصيبة إذا نزلت.
تسلية وترويح
الشَّعْبـِيّ وملك الروم
كان الشعبي نديم الخليفة عبد الملك بن مروان، كوفيا تابعيا جليل القدر، وافر العلم.
حكى الشعبيّ قال: أنفذني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم، فلما وصلتُ إليه جعل لا يسألني عن شيء إلا أجبته. وكانت الرسل لا تُطيل الإقامة عنده، غير أنه استبقاني أياماً كثيرة، حتى استحثثتُ خروجي. فلما أردت الانصراف قال لي: من أهل بيت الخليفة أنت؟ قلت: لا، ولكني رجل من عامة العرب. فهمس لأصحابه بشيء، فدُفعتْ إليّ رقعة، وقال لي: إذا أدّيتَ الرسائل إلى الخليفة فأوصلْ إليه هذه الرقعة. فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك، ونسيت الرقعة. فلما خرجت من قصره تذكّرتها، فرجعتُ فأوصلتُها إليه. فلما قرأها قال لي: أقال لك شيئاً قبل أن يدفعها إليك؟ قلت: نعم، قال لي: من أهل بيت الخليفة أنت؟ قلت لا، ولكني رجل من عامة العرب، ثم خرجت من عند عبد الملك، فلما بلغتُ الباب ردّني، فلما مثلت بين يديه قال لي: أتدري ما في الرقعة؟ قلت: لا. قال: اقرأها. فقرأتها، فإذا فيها: “عجبتُ من قوم فيهم مثل هذا، كيف ملّكوا غيرَه!” فقلت له: والله لو علمتُ ما فيها ما حَمَلتُها، وإنما قال هذا لأنه لم يَرَك. قال عبد الملك: أفتدري لم كتبها؟ قلت: لا، قال: حسدني عليك، وأراد أن يُغريني بقتلك.
فلما بلغت القصة مسامع ملك الروم قال: ما أردت إلا ما قال! (من كتاب “وفيات الأعيان” لابن خلكان).
الصـوم والحـر
كان الحجاج بن يوسف الثقفي، على ما به من صلف وتجبر وحب لسفك الدماء، جواداً كريماً، لا تخلو موائده كل يوم من الآكلين، وكان يرسل إلى مستطعميه الرسل، ولما شق عليه ذلك، قال لهم: رسولي إليكم الشمس إذا طلعت، فاحضروا للفطور، وإذا غربت، فاحضروا للعشاء، وحدث أن خرج يوماً للصيد، وكان معه أعوانه وحاشيته، ولما حضر غداؤه، قال لأصحابه، التمسوا من يأكل معنا، فتفرقوا كل إلى جهة، فلم يجدوا إلا أعرابياً، فأتوا به، فقال له الحجاج: هلم يا أعرابي فَكُلْ.
قال الأعرابي: لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.
قال الحجاج: ومن هو؟
قال الأعرابي: الله سبحانه وتعالى، دعاني إلى الصوم فأنا صائم.
قال الحجاج: صوم في مثل هذا اليوم على حره؟
قال الأعرابي: صمتُ ليوم هو أحرُّ منه.
قال الحجاج: فأفطر اليوم وصم غداً.
فقال الأعرابي: أَوَيضمن لي الأمير أن أعيش إلى غد؟
قال الحجاج: ليس لي إلى ذلك سبيل.
قال الأعرابي: فكيف تطلب مني عاجلاً بآجل ليس إليه سبيل؟
قال الحجاج: إنه طعام طيب.
قال الأعرابي: والله ما طيَّبه خبازك ولا طباخك، ولكن طيبته العافية.
قال الحجاج: أبعدوه عني.