الحلقات المضيئات في سلسلة تراجم أئمة القراءات القارئ الثاني: الإمام ابن كثير المكي براوييه الإمامين: البزي وقنبل

 

الإمام ابن كثير
هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زادان بن فيروز بن هرمز الإمام أبو معبد الكناني الداري المكي المقرئ، إمام المكيين في القراءة مولى عمرو بن علقمة الكناني -كنانة بن خزيمة بن مدركة-.
أصله فارسي، وكان داريا بمكة، والداري هو العطار مأخوذ من عطر دارين وهي موضع بنواحي الهند، وهو من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى في السفن إلى صنعاء فطردوا الحبش منها.
ولد بمكة سنة 45هـ ولقي بها عبد الله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك، ومجاهد بن جبر، ودرباس مولى عبد الله بن عباس، وروى عنهم وأخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره، وعلى مجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس، روى القراءة عنه إسماعيل بن عبد الله القسط، وإسماعيل بن مسلم، وجرير بن حازم، والحارث بن قدامة، وحماد بن سلمة ومعروف بن مشكان، وسفيان بن عيينة.
كان رحمه الله فصيحا بليغا مفوها. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم، ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد.
قال ابن مجاهد: ولم يزل عبد الله هو الإمام المجتمع عليه في القراءة، حتى مات سنة عشرين ومائة.
قال ابن عيينة: رأيته يخضب بالصفرة ويقص للجماعة.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال ابن سعد: كان ابن كثير المقرئ ثقة له أحاديث صالحة.
قال الذهبي: وكان واعظا يقص على الناس، وإذا أراد أن يقرئ أصحابه جمعهم، ووعظهم ثم أخذ عليهم، ويقول: إنما أفعل هذا حتى يتقدموا إلى تلاوة القرآن بقلوب خاشعة ونفوس خاضعة وعيون دامعة.
الراوي الأول: البزي
هو الإمام أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة المكي، مقرئ أهل مكة ومؤذن المسجد الحرام من موالي بني مخزوم.
مولده سنة سبعين ومائة، قرأ القرآن على عكرمة بن سليمان وأبي الإخريط وهب بن واضع، وعبد الله بن زياد مولى عبيد بن عمير الليثي عن أخذهم عن إسماعيل بن عبد الله القسط.
قال أبو عمرو الداني: اتفق الناقلون عن البزي على أن إسماعيل القسط قرأ على ابن كثير نفسه وقرأ على البزي أبو ربيعة محمد بن إسحاق الربعي، وإسحاق الخزاعي والحسن بن الحباب وأحمد بن فرح وأبو عبد الرحمن اللهبي وطائفة.
وقد سمع البزي من سفيان بن عيينة ومالك بن سعيد ومؤمل بن إسماعيل وأبي عبد الرحمن المقرئ وسليمان بن حرب وعدة.
قال الذهبي: وأذن بالحرم أربعين سنة، وأقرأ الناس بالتكبير من (والضحى)، وأتى في ذلك بخبر غريب تفرد به وليس هو بالقوي في الحديث، رواه عنه جماعة.
وقال أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة قال سمعت مؤمل بن إسماعيل يقول: القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق.
وقال ابن أبي بزة البزي: فمن قال مخلوق فهو على غير دين الله، ودين رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يتوب.
توفي البزي سنة خمسين ومائتين.

الراوي الثاني: قنبل
هو الإمام محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة، الإمام أبو عمر المخزومي مولاهم المكي المقرئ شيخ المقرئين، ولد سنة خمس وتسعين ومائة، وجود القرآن على أبي الحسن القواس، وأخذ عن البزي أيضا انتهت إليه رياسة الإقراء لعلو سنده، تلا عليه ابن مجاهد وأبو الحسن بن شنبوذ ومحمد بن عيسى الحصاص قيل: إنه كان يستعمل دواء يسقى للبقر يسمى قُنَيْبُلاً، فلما أكثر من استعماله عُرف به، ثم خفف.
وقيل له قُنْبُل؛ وقيل: بل هو من قوم يقال لهم القَنابِلة، وكان قد ولي في وسط عمره شرطة مكة. فحمدت سيرته، ثم إنه طعن في السن وشاخ وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
التراجم كلها من طبقات القراء للذهبي وغاية النهاية لابن الجزري بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *