من أعلام المذهب المالكي العلامة محمد الجزولي (1393 هـ)

من أهل المغرب الأقصى، ولد بالرباط سنة (1306 هـ)، اشتغل بالقضاء.

قال عنه محمد بن اليمني الناصري شقيق محمد المكي الناصري المعروف: “صاحبنا كاتب الحقيقة وشاعر العاطفة؛ أخونا المطلع الخبير والداهية الكبير”.
توفي رحمه الله سنة (1393 هـ).
كتب رسالة لشيخ الطائفة التجانية بالرباط سماها: “لا طرق في الإسلام” ذكرها بكاملها محمد بن اليمني الناصري في كتابه: “ضرب نطاق الحصار”.
قال بعد مقدمة له في عتاب شيخ الطائفة التجانية: “ثم إني لا إخالك تجد ولا جوابا واحدا يوافق ما به تحتج، إلا إذا استقام الظل والشاخص أعوج، وقد صدّرت تلك الجمل بالجملة التي كانت السبب في تسطير هذا الرق، وذيّلتُها بأسئلة تقوم في وجه الباطل بسيف الحق. وهي:
1- الإسلام بدون هذه الطرق خير منه بها؟
2- هل هذه الطرق ضرورية الوجود للدين؟
3- إذا كانت غير ضرورية للدين وهو تام بدونها فما المحوج لها إذاً؟
4- هل كانت الديانة الإسلامية ناقصة قبل وجود هذه الطرق؟
5- هل المتمسكون بهذه الطرق أهدى ممن كان قبلهم من المسلمين ومن معاصريهم المسلمين الغير المتمسكين بها؟
6- هل المؤمن بكتاب الله وبما صح وروده عن النبي عليه السلام؛ العامل بمقتضى الشريعة يعد ضالا إذا قال: إن الإسلام غني بنفسه عن الطرق، واعتقد ذلك ودعا إليه؟
7- أي فائدة استفادها الإسلام من هذه الطرق بعد فشوها فيه حتى امتاز عصره بها بالعز والجاه والفضل والاستقامة عن غيره من أعصره الخالية منها؟
8- لو لم توجد في الإسلام هذه الطرق التي فرقته شيعا وجعلته طرائق قددا وبقي على ما كان عليه أيام النبي عليه السلام والأعصر الثلاثة بعده؛ أيكون غير صالح لهداية البشر وأتعس حالا مما هو عليه الآن؟
9- أعَثرنا بهذه الطرق على إكسير الأخلاق الذي صير الأمة في أخلاقها وأطوارها خيرا مما كانت عليه من قبل؟
10- إذا تمسك المسلمون بالكتاب والسنة واتحدوا عليهما ونبذوا هذه الطرق المبثوثة الأطراف أيَصيرون غير مسلمين ويعودون بذلك من الضالين؟
11- هل جاءت هذه الطرق بشيء زائد على ما في الكتاب والسنة يحتاج إليه الإسلام والمسلمون؟
12- إذا كانت لم تأت بشيء زائد على ما فيهما فما الفائدة من إحداث طرق منشقة في الإسلام ترى لنفسها فضلا وشفوفا على غيرها اغترارا بقول داع مجترئ؟
13- هل المؤمن المصلي على نبيه، الذاكر لربه، ائتمارا بأمر الله في كتابه العزيز، وبالصيغ الواردة عن محمد صلى اله عليه وسلم يكون أحط رتبة، وأخس مثوبة، وأقل أجرا من المصلي أو الذاكر وفاقا لقانون الشيخ فلان، وبالصيغ الموحاة إليه من حظيرة الأوهام؟
14- ما قولك فيمن يبتدع صيغا من الأدعية والصلوات، غريبة الألفاظ، ركيكة التركيب، ليست على نهج القرآن ولا على أسلوب الحديث يتلقفها من عالم الغيب في زعمه، ويمليها ألفاظا غير أليفة ولا مألوفة، مدعيا لها من الأجر والثواب والفضل الذي لا يحصره حساب الحاصل لتاليها مرة واحدة ما لا يحصل لمن ختم القرآن كذا وكذا ألف مرة؟
15- وما قولك فيمن يدعي ما لم يدعه محمد ولا عظماء صحابته من التصرف في الجنة والنار يدخلهما من يشاء ويخرج منهما من يشاء؛ كأن مفاتحهما في جيبه أو عقد اتفاقا مع خزنتهما أوجب تخصيصه بذلك أو شارك رب العزة في ملكوته، يغر بذلك السذج ويجرئهم على معاصي الله؟
16- هل قام الإسلام وانتشر في العالم بالقعود على الطنافس، ولَوْك الألفاظ وتحريك السبح وضرب الرؤوس، ونهش اللحوم والرقص على التمويل و… إلخ، أم بجلائل الأعمال وبذل النفس والنزوح عن الأوطان في سبيل الدعوة إلى الأقطار النائية الشاسعة مع بعد الشقة وعظم المشقة؟”.
ثم ذكر رحمه الله تتمة الأسئلة العشرين، ثم قال: (هذا قلّ من كثر، وبعض من كل، وإن شئتم زدنا، وإن عدتم عدنا، والحمد لله أولا وآخرا”. (ضرب نطاق الحصار على أصحاب نهاية الانكسار (ص:157- 164)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *