إن مجتمعنا الإسلامي -للأسف الشديد- يعيش بصفة عامة حالة من الاضطراب والضياع والفوضى العارمة والخروج عن الطريقة السوية والفطرة النقية، ويتمثل ذلك في مظاهر متعددة من أقبحها وأشنعها: العري الفاضح، والتبرج الفتان.
ومن جملة أسباب هذا الواقع المرير ترجع إلى:
1 – ضعف الإيمان وعدم الخوف من الله تعالى
فالمرأة إذا لم تلبس لباس التقوى فإنها تصبح مهيئة للتمادي في طريق العري الجسدي والمعنوي معا.
ولذلك تصدى التشريع الحكيم للعري الجسدي والنفسي في سياق واحد وجعل صلاح هذا الأخير خيرا لأنه الأصل فقال تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ”.
2- المفاهيم الخاطئة، ومن ذلك اعتقاد أن التبرج والعري حرية وتمدن، فصور أعداء المرأة المسلمة لها العفاف والستر قيودا على الحرية والانطلاق!!
وقدموا لها الإغراءات الدنيوية المثيرة، والزخارف الفانية لصرفها عن الحشمة والوقار.
فعجيب أن تختزل حرية المرأة في حرية الجسد: العري والتبرج!!
مع أن الحرية الحقة أن تكسر المرأة أغلال العبودية لشهوات النفس البهيمية وترفع راية العفة والكرامة وقديما قالت العرب: “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها”، فالإسلام قد أعطى للناس الحرية لكن قيدها بالفضيلة حتى لا تنحرف وبالحق حتى لا تنزلق مع الهوى.
3- التقليد الأعمى
قد أولع النساء في زماننا هذا بالتقليد إلى حد الجنون، فقلدن المنحلات في أخلاقهن من نساء الغرب، والممثلات اللاتي لا همَّ لهنّ إلا إبراز مفاتنهن، وتفاصيل أجسادهن.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: “لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم، فقيل يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟” متفق عليه.
4- الاستخراب (الاحتلال) الغاشم
بحيث جلب هذا الأخير للديار المسلمة النساء الكاسيات العاريات ومسارحه ومراقصه وملاهيه وجرائده ورواياته وخياله وعبثه ومجونه وأباحوا فيها الجرائم وزينوا للناس عامة وللنساء خاصة هذه الدنيا الصاخبة العابثة التي تعج وتطفح بالفجور والفحش والعري والتبرج.
5- وسائل الإعلام بمختلف أشكالها
فقد عمد أعداء الفضيلة لتسخيرها في مآربهم الدنيئة ومن أهم ذلك إخراج اللؤلؤة المكنونة وإلقاؤها في مستنقع الرذيلة، وعمدوا إلى مسخ هوية المرأة المسلمة وتغريبها وتحريرها من الأحكام الشرعية وجعلها جسدا عاريا من كل خلق ودين وشرف وعفة وستر.
فاحذري أختاه أن تأذني لإنسانيتك أن تتردى في درك البهيمية، والنزول عن شرف الخطاب الإلهي في قوله تعالى : “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”.