اجتماع الأحزاب على تشويه الحجاب أحمد اللويزة

فلا غرابة أن تتوالى هجماتهم حتى يشتتوا على حراس الفضيلة جهودهم ويكون وقع الصدمة قويا والأثر فعالا فالمال موجود ومن يمول ينتظر فقط إشارة من المتطوعين المنافقين، والصهيونية المسيطرة على القلوب والعقول بالترهيب والترغيب على كامل الاستعداد للوقوف بجانب الخونة؛ الذين يخونون الله والرسول والإسلام والأمة والأوطان، ويخدمون في المقابل أجندة خارجية أحكمت سيطرتها وتخشى أن تنهض هذه الأمة من جديد؛ فهي تتحسس كل صحوة إسلامية لتئدها في مهدها.

الذي يتابع ما يجري في هذه الأيام أو السنين المتأخرة يلاحظ أن القوم أصيبوا بهستيريا وراحوا يحاربون الحجاب ومن تم العفة والفضيلة وهو ما يعني انتصارا للفضيحة والرذيلة وأصبحوا كغريق يضرب هنا وهناك لعله يظفر بقشة خلاص ولكن أي خلاص يطلب هؤلاء؟

لقد اجتمعت كتائب الفجور ورموا عن قوس واحدة، هدفهم إصابة العفة في مقتل والتمكين لمظاهر الجاهلية وحياة الإنسان البدائي، إنهم يخوضون حربا جديدة قديمة؛ الهدف نفسه يقاتلون من أجله تغيرت الوسائل فقط. فمن زمن بني قينقاع ابتدأت المعركة ضد الحجاب يوم عابوا على مسلمة ستر وجهها -كما هو حال كثير من أحفادهم وسدنتهم-فراودوها على إظهاره، فلما أبت عمدوا إلى كشفه بالقوة، وكانوا بذلك قد نكثوا العهود فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن شفع فيهم رأس النفاق عبد الله بن أبي وكذلك يشفع فيهم خلانهم اليوم.
وبهذا يكون اليهود أول من أشعل فتيل هذه الحرب وجيشوا لها الجيوش وتحالفت اليهودية والشرك والوثنية وتكالب الجميع على الفضيلة عنوان الإسلام البارز، واستمر النزال منذ ذلك الحين وفي كل مرة تعود فلول الغزاة خائبة خاسرة تجر أذيال الهزيمة حتى مكن لهم على حين غفلة من أهل الإسلام وتقديرا من العزيز العلام؛ لما تسلط الاستعمار على بلاد المسلمين وبعد أن خرج تاركا أبناءه من التبني الأوفياء ليواصلوا المشوار ويحملوا المشعل موفرا لهم الدعم المادي والمعنوي.
وهكذا تنكر أبناء العروبة والإسلام لنسبهم الشريف ورضوا بنسب لقيط وضيع، وأوقدوا نار الحرب من جديد، وتقاسمت الأدوار في تناسق غريب بديع، يدل على مدى الإخلاص في الهدم والتخريب لصرح الحياء والوقار، ولم يتركوا بابا إلا طرقوه خدمة لغرضهم الدنيء تسفيها وتبخيسا لقدر الحجاب وإظهارا للمحجبة في منزلة الساقطة المتخفية في قناع، واستعملوا كل الوسائل المتاحة من قصص وروايات وبرامج ومسلسلات وأفلام ومنتديات وقوانين وتشريعات ومضايقات في العمل والإدارات إلى درجة الإرهاب والقتل، كما حدث في ألمانيا وسيحدث في بلاد أخرى… والغريب أنهم لم يملوا ولم يكلوا فالفكرة نفسها تصاغ في إبداع وإخراج جديد، فالنفس طويل، والصبر بلا حدود، فكل شيء في سبيل خدمة الغرب ونشر الفساد يهون.
إن مما لا يختلف فيه اثنان أن الغرب يقف بحزم للحيلولة دون تقدم العالم الإسلامي وخروجه من بوتقة الضعف والتخلف ويسعى جاهدا وبكل الوسائل ليبقى هذا العالم عالة على صناعته وتكنولوجيته، وسوقا لاستهلاك بضاعته. فكيف بمن هذا همه يحارب الحجاب وبشراسة مبهرة في الوقت الذي ينعته هو وزبانيته من الطابور الخامس بأنه رمز التخلف والرجعية والانحطاط.
فلا غرابة أن تتوالى هجماتهم حتى يشتتوا على حراس الفضيلة جهودهم ويكون وقع الصدمة قويا والأثر فعالا فالمال موجود ومن يمول ينتظر فقط إشارة من المتطوعين المنافقين، والصهيونية المسيطرة على القلوب والعقول بالترهيب والترغيب على كامل الاستعداد للوقوف بجانب الخونة؛ الذين يخونون الله والرسول والإسلام والأمة والأوطان، ويخدمون في المقابل أجندة خارجية أحكمت سيطرتها وتخشى أن تنهض هذه الأمة من جديد؛ فهي تتحسس كل صحوة إسلامية لتئدها في مهدها، وهاهم يطيشون فزعا لما رأوا الحجاب آخذا في الانتشار كأحد أهم مظاهر هذه العودة الميمونة لدين الله عز وجل، وإلا فبما يفسر كل هذا الخوف والوجل؟
ولما هذا الاستنفار؟
ولم كل هذه الجهود من أجل قطعة قماش تهز العالم وتترك في نفسه من الرهبة ما لا تتركه ترسانة حربية كاملة شاملة؟َ!
إن مما لا يختلف فيه اثنان أن الغرب يقف بحزم للحيلولة دون تقدم العالم الإسلامي وخروجه من بوتقة الضعف والتخلف ويسعى جاهدا وبكل الوسائل ليبقى هذا العالم عالة على صناعته وتكنولوجيته، وسوقا لاستهلاك بضاعته. فكيف بمن هذا همه يحارب الحجاب وبشراسة مبهرة في الوقت الذي ينعته هو وزبانيته من الطابور الخامس بأنه رمز التخلف والرجعية والانحطاط، وأنه هو سبب تموقع العالم الإسلام في المؤخرة، وكأن نساء المسلمين كلهن محجبات ومستترات إن لم يكن العكس هو الصحيح. وعليه فإن كان شيء من هذا صحيحا فليتركنا هذا الغرب الظالم في تخلفنا وظلاميتنا وليتركنا نحدد مصيرنا لوحدنا، ولكنهم يرون في الحجاب صحوة ضمير وصيحة نذير وإفاقة بعد تخدير وإعلانا بقدوم جديد للإسلام ليبسط على الأرض عدله وسلطانه.
إن عداة الفضيلة قوم خلص وحيويون يراهنون على الزمن من أجل تغيير خريطة الفكر الإسلامي وجعله يقبل بأفكارهم المتطرفة، وهذا ما يدل عليه اجترارهم للكلام نفسه وترديدهم للأفكار نفسها وانظر لما يقول قائلهم: “جسد المرأة الأنيق والمصقول بعناية يزعج في الشارع، والمشاهد الساخنة في الأفلام تثير حفيظة الإسلاميين، وكل هذا سيصبح عاديا ومبتذلا مع مرور الوقت… ومع الزمن لن تصدر فتوى كلما صور مخرج ما فخذي امرأة، أو على الأقل تصير الفتاوى أقل تشددا… بعد عشر سنوات لو صور مخرج ما نفس القصة، لن يحظى بالسبق، لأن المجتمع سيكون قد تعود، وما تكرر تقرر”. (من مقال بموقع هسبريس الالكتروني)
وإذا كان هؤلاء نَفَسهم طويل وطموحهم كبير، فإنه للأسف يقابله فتور من أهل الفضل والخير أو على الأقل يكتفون بردود أفعال سرعان ما تخفت في انتظار هجمة أخرى منسقة مدبرة؛ فما يتركه هذا يكمله الآخر وما لم يقله صاحب فيلم “حجاب الحب” مثلا تكفل به ساركوزي وهكذا (كتبت هذا المقال قبل أن يصعد الملا ساركوزي المنصة ليفتي في النقاب) وليعطي الضوء الأخضر للببغاوات المنتشرة في ربوع العالم الإسلامي ليرددوا معه المقولة نفسها ولربما زاد بعضهم على ما قاله مما لم يخطر على باله وهو يلقي خطبته العصماء والتي ربما ستحل الأزمة المالية الخانقة بعد أن تكشف النساء على وجوههن، وقد قرأنا بعض ما كتبه فقهاء الصحف والمجلات والمواقع تأييدا لشيخهم “ساركو” وتطعيما لحججه وتقوية لأدلته ولا تنتظر من الخونة إلا ذلك أو مزيدا من ذلك.
لا شك أنه في هذه اللحظة سيتحرك بعض الغيورين، وسيندد من يندد، ويرد من يرد، ويستنكر من يستنكر، ولكن رجاء.. فالحرب مستمرة.. كر وفر.. وستستمر فرنسا في النزال بدء من النقاب حتى تنزع آخر قطعة ثوب على أجساد المسلمات ممن لا زلن متمسكات بخيار العفة والوقار والحياء والطهر، وتبقى هذه الضجة الساركوزية عن الحجاب مجرد حلقة في مسلسل طويل لم تنته فصوله بعد، وإلى هجمة أخرى أرجو ألا ينام الغيورون، ولا يقفوا في موقع الدفاع ولكن ليجعلوا من الحجاب وما يعنيه من عفة وطهر ونقاء قضية المسلمين الكبرى، ولا يمل الوعاظ والخطباء والعلماء والمثقفون الأوفياء لقضايا الأمة، ولا يتعب كل مسلم يحمل هم الإسلام في قلبه، أيا كان موقعه من الدعوة إلى هذه الشريعة في كل وقت وحين، حتى يصير الآخرون في موقع الدفاع عن أفكارهم التي ترشح جهلا مركبا، وتقطر حقدا مركزا، ونحن واثقون أنهم سينفقون الأوقات والأعمار والأموال ثم تكون عليهم جهودهم حسرة ثم يغلبون بقدرة من تكفل بحفظ هذا الدين وإن اجتمع عليه من بأقطارها “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” الحج.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *