الأمة الإسلامية تنعي أحد علمائها البارزين العالم الجليل عبد الرحمن بن جبرين في ذمة الله

فقدت الأمة الإسلامية يوم الثلاثاء 20 رجب 1430هـ الموافق لـ13 يوليوز 2009 عالماً جليلاً وفقيهاً محنكا بعد ابتلاء طويل مع المرض، حيث وافت المنية الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين ظهر يوم الثلاثاء من رجب شهر الله الحرام.
وقد شيع جنازة الشيخ رحمه الله آلاف المسلمين، وذلك عقب الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله (الجامع الكبير) وسط العاصمة السعودية الرياض.
وشهدت الشوارع المؤدية إلى جامع الإمام تركي بن عبد الله ازدحامًا شديدًا قبل صلاة الظهر؛ بسبب كثافة المصلين والمشيعين؛ ما دفع الكثيرين منهم لقطع المسافة سيرًا على الأقدام للوصول إلى المسجد، ومن ثم مقبرة العود -وسط الرياض-؛ حيث وُوري الشيخ الثرى.
وقال شهود عيان إن المشيعين كانوا من مناطق متعددة ومن دول خليجية مجاورة قدموا إلى الرياض لتشييع جنازة الشيخ ابن جبرين رحمةُ الله عليه.
وقالت وكالة الأبناء السعودية الرسمية إن الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أدى بالنيابة بعد صلاة ظهر بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض صلاة الميت على فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين.
وقد أدى الصلاة معه كلٌّ من الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، وأشقاء وأبناء الفقيد وجموع غفيرة من محبي الشيخ.
من هو ابن جبرين؟
هو: الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين، ولد سنة 1349هـ في بلد محيرقة، إحدى نواحي محافظة القويعية الواقعة غرب مدينة الرياض، بدأ حفظ القرآن سنة 1361هـ فحفظه عن ظهر قلب، وتعلم مبادئ النحو الإعراب والفرائض.
وقرأ على والده مجموعة من الفنون المتنوعة في الحديث والعقيدة، فقرأ عليه الأربعين النووية وعمدة الحديث وأصول الإيمان وفضل الإسلام..
وكان عند والده مكتبة كبيرة فيها من العلوم المتنوعة، فبدأ الشيخ عبد الله يقرأ طوال النهار في صحيح البخاري وسيرة ابن هشام وسنن أبي داود وكثير من المطولات الأخرى، كتفسير ابن جرير وغيره.
تعليمه النظامي
التحق الشيخ بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، وبعد تخرجه منه التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية الشريعة، وتخرج منها عام 1381هـ، وكان الشيخ رحمه الله تعالى من أوائل من التحقوا بالمعهد العالي للقضاء، وأنهى مرحلة الماجستير عام 1390هـ في أخبار الآحاد في الحديث النبوي وقد طبع عدة طبعات وعمت فائدته، بإشراف فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى، ثم أكمل رسالة الدكتوراه في تحقيق كتاب شرح الزركشي على مختصر الخِرَقي وقد طبع في سبعة مجلدات.
شيوخه
تتلمذ على عدد من أكابر العلماء في المساجد وأثناء دراسته في المعهد العالي للقضاء، منهم:
1- الشيخ محمد بن إبراهيم.
2- الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم.
3- الشيخ عبد العزيز الشثري (أبو حبيب).
4- الشيخ عبد العزيز بن باز.
5- الشيخ عبد الله بن حميد.
6- الشيخ عبد العزيز بن رشيد.
7- فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي.
وقد كان رحمه الله مدرسًا في كلية الشريعة، وفي عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد كعضو إفتاء، إلى أن أحيل للتقاعد، وفرغ نفسه وجاهه لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر العلم وإفتاء السائلين.
والشيخ رحمه الله من نوادر الحفاظ ومتقنيهم للمتون العلمية وجرد المطولات حتى أثناء انشغاله وكبر سنه، وهو آية في صبره على إلقاء الدروس وتتابعها، وكان له ما يقارب ثلاثة عشر درسًا في الأسبوع، وقد فرِّغ وطبع منها عدة شروح.
مؤلفاته
الشيخ رحمه الله تعالى ممن سخر نفسه لإلقاء الدروس الكثيرة والمطولة، فظهر بذلك نتاج علمي زاخر فرغ وطبع أغلبه، وبعضه ألفه كتابة، ومن أشهر مؤلفاته:
1- رسالة في أضرار الدخان وتحريمه.
2- شرح منهج السالكين للسعدي في الفقه.
3- شرح العقيدة الواسطية
4- شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة.
5- شرح كتاب التوحيد للإمام.
من دروسه المشهورة
1- شرحه لكتاب شرح الزركشي لمختصر الخرقي.
2- شرحه لأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي.
3- شرحه العقيدة الطحاوية.
4- شرحه كتاب التوحيد.
5- شرحه للكافي في الفقه الحنبلي.
6- شرحه لمنار السبيل في الفقه الحنبلي.
وغيرها كثير مما يصعب حصره واستيعابه في هذه العجالة.
والشيخ رحمه الله كان يتولى الإشراف والمناقشة لكثير من الرسائل والأطروحات العلمية.
فرحم الله الشيخ ابن جبرين وأسكنه فسيح جنانه، آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *