الحلقات المضيئات في سلسلة تراجم أئمة القراءات الشيخ محمد برعيش الصفريوي

 

إسناد قراءة عاصم
تنتهي قراءة عاصم إلى عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب.
قال الداني: ورجال عاصم أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وأبو مريم زر بن حبيش، وأخذ أبو عبد الرحمن عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخذ زر عن عثمان وابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم1.

وفاته
توفي عاصم في آخر سنة سبع وعشرين ومائة2، وقيل سنة ثمان وعشرين3، ولعله في أولها، وقيل غير ذلك وليس بمعتمد.
قال أبو بكر بن عياش: دخلت على عاصم وهو في الموت فقرأ: “ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ” بكسر الراء، وهي لغة لهذيل، وفي رواية فأغمي عليه ثم أفاق ثم قرأ قوله تعالى: “ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ” الآية..، فهمز فعلمت أن القراءة منه سجية4.

راويا عاصم بن أبي النجود: حفص وشعبة
حفص: أما حفص فهو حفص بن سليمان5 بن المغيرة الأسدي مولاهم المقرئ الغاضري6 البزاز الكوفي، ويكنى أبا عمرو ويعرف بحفيص7، دعاج القراء8.
تلميذ عاصم وابن زوجته ومن ثَمَّ أتقن القراءة عليه9.

ولادته
ولد سنة تسعين، وذلك في آخر عصر الصحابة، نزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ أيضا بها10.

شيوخه
قال الذهبي: روى عن عاصم عامة القراءات مسندة، وسماك وحماد بن أبي سليمان والسدي11.

تلامذته
قال الداني قرأ عليه عرضا وسماعا عمرو بن الصباح وعبيد بن الصباح وأبو شعيب القواس وحمزة بن القاسم وحسين بن محمد المروزي وخلف الحداد.
كما روى عنه عرضا وسماعا: حمزة بن القاسم الأحول وسليمان بن داود الزهراني وحمدان بن أبي عثمان الدقاق والعباس بن الفضل الصفار وعبد الرحمن بن محمد بن واقد ومحمد بن الفضل زرقان، وخلف بياض الحداد، وهبيرة بن محمد التمار، والفضل بن يحيى بن شاهي بن فراس الأنباري، وحسين بن علي الجعفي، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وسليمان الفقيمي12.

ثناء الناس عليه وعلى قراءته
قال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم13.
وعن يحيى بن معين قال: القراءة قراءة حفص.
وقال أبو الحسين بن المنادي: قرأ حفص على عاصم مرارا وكان الأولون يعدونه في الحفظ –يعني للقراءة- فوق أبي بكر -أي شعبة- يصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم..14
وقال الذهبي: ..أما في القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث15.
وشهد الحافظ بن حجر بإمامته في القراءة16.

اشتغاله بالحديث
كما اعتنى حفص القرآن والقراءة اعتنى أيضا بالحديث، فله ترجمة في المصادر التي تعنى بالرواة والتراجم، إلا أنه كان ضعيفا، وقد حدث عن علقمة بن مرثد وثابت البناني، وأبي إسحاق السبيعي وكثير بن زادان، ومحارب بن دثار، وإسماعيل السدي وليث بن أبي سليم وعاصم، وخلق سواهم. وحدث عنه بكر بن بكار وآدم بن أبي إياس وأحمد بن عبدة وهشام بن عمار، وعلي بن حجر وعمرو الناقد، وهبيرة التمار، وآخرون17.

طرق حفص
رويت قراءة عاصم برواية حفص من طرق كثيرة منها:
– طريق عبد الصمد عن عمرو بن الصباح عنه.
– طريق زرعان الدقاق عن جماعة من أصحاب حفص منهم عمرو بن الصباح وغيره عنه.
– طريق أحمد بن سهل الأشناني عن عبيد بن الصباح عنه.
– طريق السمسار عن أبي شعيب القواس عنه.
– وطريق الحلواني عن القواس عنه.
– طريق الدوري عن هبيرة بن محمد التمار الأبرش عنه18.
وطريق الأشناني عن عبيد بن الصباح عنه هي: طريق التيسير للإمام الداني.

وفاته
توفي حفص رحمه الله تعالى سنة ثمانين ومائة على الصحيح.
وبهذا نكون قد أتينا على ترجمة مقتضبة للإمام حفص الراوي الأول لعاصم وبه نختم حلقة هذا العدد، وفي العدد القادم إن شاء الله تعالى سنتطرق إلى ترجمة شعبة بن عياش الراوي الثاني لعاصم.
فترقبوا ذلك.
——————–
1- التيسير ص:9
2- السير 5/260
3- غاية النهاية ص:153
4- السير 5/260
5- وحفص بن داود
6- معرفة القراء ص:142
7- التيسير ص:6
8- قراءات القراء المعروفين للأندرابي ص:102
9- معرفة القراء ص:142
10- غاية النهاية ص:111
11- معرفة القراء ص:145
12- غاية النهاية ص:111
13- جامع البيان ص:41، معرفة القراء ص:143
14- تاريخ بغداد 8/186
15- معرفة القراء ص:143، والكاشف 1/341
16- تقريب التهذيب 1/226
17- معرفة القراء ص:143
18- جامع البيان ص: 104، قراءات القراء المعروفين ص:102-104

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *