لا بد أن تكون هناك خطوات عملية من أجل أن نصل إلى العتبة الدنيا التي نفهم بها عن رب العالمين سبحانه، وهذه بعون الله بعض النقاط:
1- الاهتمام باللغة العربية: فالقرآن الكريم نزل باللغة والعربية بل يمكن أن نقول إن اللغة العربية هي الوعاء الذي اختاره الله لتستوعب القرآن الكريم “إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون” يوسف “وكذلك أنزلناه حكما عربيا”، الرعد، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “العربية من الدين”، فلذلك أول خطوة في طريق تصحيح علاقتنا مع القرآن الكريم هو بعض الاهتمام بهذه اللغة، فمن يريد أن يتعامل مع القرآن الكريم فلا بد أن يتجاوب مع لغته.
2- كثرة التساؤلات في القرآن: قالوا قديما العلم خزائن ومفتاحه السؤال، وأي علم أوسع وأغزر من القرآن الكريم، فإضفاء التساؤلات المختلفة على القرآن الكريم يعطينا فهما أوسع للقرآن وامتدادا زمانيا ومكانيا له، فمثلا لماذا جاءت هذه السورة قبل تلك؟ ولماذا قدم الجملة هذه على تلك؟
إن هذه التساؤلات وغيرها تجعل القرآن الكريم يفتح لنا أسراره الكامنة، وخزائنه الزاخرة.
3- العمل تحت قول المفسرين العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب: وهي قاعدة مهمة حيث أن ما كان سببا في نزول بعض آيات القرآن الكريم لا يقتصر على الحادثة فقط، إنما تقاس عليها كل الحوادث المشابهة، فأسباب النزول هي وسائل إيضاحية وليست وعاء حصريا، فما نزل في الوليد بن المغيرة يقاس عليه كل من يتصف بصفاته وما نزل بأبي لهب يقاس عليه كل من يتصف بالصفات ذاتها.
4- الاهتمام بالصحيح من تفسير القرآن الكريم: ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الناقل عن الله وهو المبين للقرآن الكريم.
5- عدم أسر أنفسنا بالاسرائيليات غير الثابتة التي وردت في التفاسير السابقة، لأنها تشكل عقبة في فهم القرآن وتخرجنا عن مقاصده العامة.
إن إعادة صياغة علاقتنا مع القرآن الكريم هي مسؤولية الجميع وعلى رأسها المؤسسات التعليمية والثقافية وعلى رأس كل ذلك يأتي البيت المسلم.
فيا ربنا أعنا على تلاوة كتابك، واجعل هذه التلاوة محفوفة بالتدبر والفهم والتطبيق، واجعل القرآن شاهدا لنا ولا تجعله شاهدا علينا آمين.