سلسلة الحلقات المضيئات في تراجم أئمة القراءات الراوي الثاني لعاصم )شعبة( الشيخ محمد برعيش الصفريوي

هو أبو بكر بن عياش بن سالم النهشلي مولاهم الكوفي الحناط1 مولى واصل بن حيان الأحدب2، وقيل مولى بني كاهل3.

وأما اسمه فقد اختلف فيه على ثلاثة عشر قولا:
فقيل اسمه محمد وقيل مطرف وقيل رؤبة وقيل سالم وقيل أحمد وقيل عبد الله وقيل عنترة وقيل قاسم وقيل حسين وقيل عتيق وقيل عطاء وقيل حماد4.
والأشهر أن اسمه شعبة5، فقد سأله أبو هشام الرفاعي وحسين بن عبد الأول عن اسمه فقال: شعبة وكذا قال سفيان.
وقال إسحاق سمعت أبا بكر يقول اسمي وكنيتي واحد، وروي هذا عن يحيى بن آدم ويزيد بن مهران وابن نمير.

ولادته
ولد شعبة سنة خمس وتسعين6.
شيوخه: قرأ القرآن على عاصم ثلاثة مرات وجوده وعرض أيضا على عطاء بن السائب وأسلم المنقري7.
تلامذته
زعم أبو بكر بن مجاهد أنه لم يقرأ القرآن على سرد على أبي بكر بن عياش غير أبي يوسف الأعشى.
وقد رد عليه الإمام الداني قوله هذا وبين أنه عرض عليه خمسة سوى الأعشى، وهم: يحيى بن عمر العليمي وعبد الحميد بن صالح البرجمي وعروة بن محمد الأسدي وعبد الرحمن بن أبي حماد وسهل بن شعيب8.
قال الداني: ولا يعلم أحد عرض عليه القرآن غير هؤلاء الخمسة.
وذكر الذهبي في الذين قرؤوا عليه أيضا أبو الحسن الكسائي9.
قلت ولعل هؤلاء لم يقرؤوا عليه لأن الإمام ابن الجزري ذكرهم فيمن روى عنه الحروف سماعا من غير عرض.
قال ابن الجزري10: وروى عنه الحروف سماعا من غير عرض إسحاق بن عيسى، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأحمد بن جبير، وبريد بن عبد الواحد، وحسين بن عبد الرحمن، وحسين بن علي الجعفي، وحماد بن أبي أمية، وعبد المؤمن بن أبي حماد البصري، وعبد الجبار بن محمد العطاردي، وعبد الحميد بن صالح، وعبيد بن نعيم، وعلي بن حمزة الكسائي، والمعافى بن يزيد، والمعلى بن منصور الرازي، وميمون بن صالح الدارمي، وهارون بن حاتم، ويحيى بن آدم، ويحيى بن سليمان الجعفي، وخلاد بن خالد الصيرفي، وعبد الله بن صالح، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبو عمر الدوري ولم يدركه. اهـ
ثناء الناس عليه
قال فيه أحمد بن حنبل: ثقة ربما غلط11، صاحب قرآن وخير.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش12.
وقال العجلي: كان ثقة قديما صاحب سنة وعبادة13.
وقال ابن مجاهد: أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش فيما يقال.. وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا أبا بكر بن عياش..14
وقال الذهبي: عمَّر دهرا وكان يقول أنا نصف الإسلام وكان سيدا إماما ثقة كثير العلم والعمل منقطع القرين.
وقال الحافظ بن الحجر: كان من العباد الحفاظ المتقنين15.
وقال عنه ابن الجزري: الإمام العلم راوي عاصم، وقال عنه أيضا: كان إماما كبيرا عالما عاملا16.
وقال هو عن نفسه: أنا نصف الإسلام.
وبالإضافة إلى القرآن كان صاحب حديث وفقه وعلم.
ذكر بشر الحافي المحدثين والفقهاء فقال: منهم أبو بكر بن عياش.
وقال يعقوب بن شيبة عنه: كان له فقه كثير، وعلم بأخبار الناس ورواية الحديث.
وقال ابن سعد: كان أبو بكر ثقة صدوقا عارفا بالحديث والعلم..17.
وقال عنه ابن خلكان: كان من أرباب الحديث والعلماء والمشاهير18.
إلى هنا انتهت حلقة هذا العدد وقد بقي فيها نبذة عن زهد هذا الإمام وعبادته وعقيدته ومواقفه وطرقه أبقيناها إلى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، فترقبوها في العدد المقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- لقب له لأنه كان يتجر في الحنطة (معرفة القراء ص:136).
2- طبقات ابن سعد 6/386، رجال البخاري للكلاباذي (معرفة القراءص:136)
3- الكنى للبخاري ص:14
4- وقال البخاري: لا يصح، وصحح المزي وابن حجر أن اسمه كنيته، وقال ابن عبد البر إن صح له اسم فهو شعبة وهو الذي صححه أبو زرعة
5- معرفة القراء ص:136
6- موالد العلماء لابن زبر الربعي 1/266
7- معرفة القراء ص:137، وغاية النهاية ص:144
8- النشر 1/174، معرفة القراء ص:137
9- معرفة القراء ص:137
10- غاية النهاية ص:144
11- أي ربما غلط في الحديث
12- جامع البيان ص:40
13- تهذيب التهذيب 2/366
14- السبعة لابن مجاهد ص:46
15- تهذيب التهذيب 2/366
16- غاية النهاية ص:144
17- طبقات ابن سعد 6/386
18- وفيات الأعيان 2/354

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *