إيران وحزب لبنان.. وأسطورة الوقوف في وجه.. أمريكا وبني صهيون -الدور اليهودي في تأسيس العقيدة الشيعية- عبد اللطيف أبو أمل

إن صعوبة مقالنا اليوم، تتجلى في القيمة الاعتبارية المزيفة التي يحظى بها الشيعة عند عوام المسلمين، وهم من أتقنوا عبر التاريخ أسلوب التقية والكذب وتزييف الحقائق، وكم عانت الأمة الإسلامية من خلطهم للمفاهيم وتشويه صورتها، ومن تبديل للحقائق وتزويرها.. ومن هذا الخلط التلميع الدائم والمستمر لإيران وحزب الله وكأنهم جند الله المنتظرون، حتى يقول أحد الناس عن حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي: (إنه صلاح الدين في القرن العشرين).
ولابد أن تعطش عوام المسلمين إلى ما يشفي عليلهم، ويروي غليلهم، وينسيهم سلسلة الهزائم والانكسارات، التي توالت على العالمين العربي والإسلامي، كان سببا في انخداعهم بمسرحيات إيران وحزبها اللبناني التي لا تنتهي، وقد أثبت التاريخ والواقع أنهم أبطال في الخطابات العنترية والمسرحيات الهزلية التي تثير الغثيان بدل الضحك، وجرذان لا تغادر جحورها عند الجد والضنك.. لكن الغشاوة طغت على أعين المتفرجين، مما يزيد من خطورة القوم وعقيدتهم وأهدافهم.. خصوصا أن الحيلة انطلت على مثقفينا قبل عوامنا. والحقيقة أني لم أفكر في يوم من الأيام في التطرق لهذا الموضوع، لولا مقال (طوارئ شفوية) لصاحبه إدريس أبو زيد -الذي رددنا عليه في مقالات سابقة- حيث يظهر جليا مدى انخداع الناس بإيران وأسطورة وقوفها أمام أمريكا والكيان الصهيوني.
وللحديث عن الشيعة ودولتهم في إيران وحقيقتهم الكامنة وراء أسطورة الوقوف بوجه أمريكا وكيان بني صهيون، لابد من تقسيم موضوعنا إلى خمسة محاور قد تساعدنا على كشف بعض من الغموض الذي يلف هذه الشرذمة من المبتدعة الضالين الذين جعلت منهم السنون الخداعة التي نعيشها قادة وأبطالا تصاغ لهم الأمجاد الكاذبة وتهتف لهم الجماهير.. وستكون محاور بحثنا على الشكل التالي:
 الدور اليهودي في تأسيس العقيدة الشيعية.
 أوجه التشابه بين العقيدة الشيعية والعقيدة اليهودية.
 ارتباط حزب الله -بفروعه الكثيرة- بدولة إيران، عقديا وسياسيا وولاء.
 التعاون الإيراني/ الصهيوني/الأمريكي في مجال التسلح.
 الخلاصة.

الدور اليهودي في تأسيس العقيدة الشيعية
تؤكد الروايات التاريخية، وكتب العقائد، وكتب الحديث والرجال والأنساب والطبقات، أن نشأة الفكر الشيعي كانت على يد اليهودي عبد الله بن سبأ. واختلف المؤرخون حول الكثير من تفاصيل سيرة هذا الرجل، بل واختلف حتى في وجوده من عدمه، لكن الحقيقة التي أثبتتها الوقائع والأحداث التاريخية أن نفي وجوده لم يكن إلا لنفي أي علاقة بين العقيدة اليهودية وابنتها بالتبني العقيدة الشيعية.
وليس صعبا على كل باحث في كتب السيرة والتاريخ أن يستنبط تفاصيل الصراع الإسلامي اليهودي منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاليهود عرفوا منذ القدم بالدس والنفاق والفتن التي يثيرونها بين الناس، فلم يأمن المسلمون من أذاهم بل وقفوا إلى جانب كفار قريش معلنين عداءهم الصريح للإسلام والمسلمين. فأمهلهم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نقضوا العهود فأعلن عليهم الحرب التي كانت حسب كتب السيرة على أربعة مراحل:
1. إجلاء يهود بني قينقاع من المدينة.
2. إجلاء يهود بني النضير.
3. غزوة بني قريظة.
4. فتح خيبر.
ولسنا في مقام الحديث عن تفاصيل هذه الحرب الآن، لأن ذكرها أصلا كان لتبيان الحقد اليهودي على الإسلام والمسلمين، وعزمهم الثأر من هذا الدين الذي مرغ أنوفهم في التراب، فتوالت مكائدهم ومؤامراتهم، فاختاروا عبد الله بن سبأ لما عرفوا عنه من مكر وخبث عظيمين يؤهلانه لإحداث فتنة عظيمة في كيان الدولة الإسلامية.
ومهما حاول الشيعة حجب الشمس بالغربال، ونفي وجود هذا الرجل، فأمهات كتبهم تعترف بوجوده، بل وتعترف بتأسيسه لما يسمى بالسبئية التي كانت أولى تمظهرات الفكر الشيعي في التراث الإسلامي ونواة تأسيس هذا الفكر الشاذ.
يقول الناشئ الأكبر في كتابه مسائل الإمامة (ص:22-23): (وفرقة زعموا أن علياً حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبأ رجلاً من أهل صنعاء يهودياً.. وسكن المدائن..).
أما النوبختي فقد أورد في كتابه فرق الشيعة (ص:23) عن أخبار ابن سبأ فذكر أنه لما بلغ ابن سبأ نعي علي بالمدائن، قال للذي نعاه: (كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض).
ويقول في (ص:44) من نفس الكتاب: يقول ذلك الكشي في هذا الكتاب: (وذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه، وكفرهم).
يقول النوبختي: (فمن هنا قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهود).
وفي رجال الكشي (ص:98-99) يروي الكشي بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر قوله : (أن عبد الله بن سبأ كان يدّعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين رضي الله عنه هو الله). تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وهناك أقوال مشابهة عن جعفر الصادق وعلي بن الحسين يلعنان فيها عبد الله بن سبأ في نفس الكتاب.
وليس قليلا ما يمكن إيراده من أدلة على وجود عبد الله بن سبأ، وقد آثرنا كعادتنا الاستدلال من كتب الشيعة دون صحاح السنة وكتبها المعتبرة حتى لا نتهم بالتجني على القوم.
وعلى كل حال فعبد الله بن سبأ هذا كان أول من وضع القول بالرجعة والوصية وتأليه علي رضي الله عنه، وجمع حوله الأتباع من جهال المسلمين وحديثي العهد بالإسلام، فأخذ يتنقل في بلاد المسلمين بعد أن ادعى الإسلام ليثير الفتنة ويبث سمومه بين المسلمين، فكانت أولى نتائج مكره وخداعه مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
وكتب السيرة والتاريخ أفاضت في الحديث عن الرجل ودوره في التأسيس للفكر الشيعي، وخلق الفتنة وبث السموم بين المسلمين، وما يهمنا في مقامنا هذا هو إثبات التأثير العقدي اليهودي على الفكر الشيعي لفك غموض العلاقة بين الصهاينة وأشقائهم الشيعة لدحض أسطورة وقوفهم في وجه أشقائهم /الأعداء: أمريكا وبني صهيون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *