“إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة” ناصر عبد الغفور

إن من أشرف العلوم منزلة وأعظمها قدرا علم التوحيد، وكما يقال شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلوم أن هذا العلم إنما هو العلم بالله جل وعلا: حقوقه سبحانه وما يجب له من صفات الجلال ونعوت الكمال، وما يستحيل عليه من كل ما لا يليق، وما يجوز في حقه من الأفعال .
ومن أعظم أبواب التوحيد العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، فتحقيقه غاية الغايات وأعظم الثمرات، ومما يبين ذلك بجلاء:
● أن القرآن لا تكاد تخلو آية من آياته من ذكر صفة أو اسم، يقول شيخ الإسلام: “والقرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله، أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة، والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدرا من آيات المعاد، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي المتضمنة لذلك.. وأعظم سورة أم القرآن ..” .
كما أن السر في كون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن كونها لم تتضمن إلا ما يتعلق بتوحيده وأسمائه سبحانه وصفاته .
● أن العلم بها يورث العبد خشية ومراقبة لله سبحانه في سره وعلانيته في ليله ونهاره، كما قال تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء”.
● أن جميع عبادات القلوب من محبة وخوف ورجاء وتوكل ورهبة وما ينتج عن ذلك من أعمال الجوارح، إنما تستمد من هذا العلم العزيز، فكلما ازداد العبد معرفة بربه -بأسمائه وصفاته- كلما ازدادت عبوديته.
● أن العلم بها والاجتهاد في تحقيق مقتضياتها من أعظم أسباب تقويم النفس وبنائها بناء يقاوم زلازل الفتن من شبهات وشهوات، خاصة في هذه الأزمان التي طغى فيها الفساد وكثرت فيه المغريات، مما أوجب على كل عاقل اللجوء إلى ركن شديد، ولا أعظم من اللجوء إلى أسمائه سبحانه وصفاته وتدبرها وعقلها..
● أن الاشتغال بمعرفة أسماء الله وصفاته اشتغال بما خلق العبد من أجله ألا وهو عبادته سبحانه، إذ لا يتصور عبادة من لا نعرفه، لذا أمر الله نبيه -والأمر كذلك لنا- بالعلم به سبحانه فقال: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”، ومن أعظم طرق العلم بأنه تعالى لا إله إلا هو: “تدبر أسمائه وصفاته وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلاله، فإنها توجب بذل الجهد في التأله له والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال” .
قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه، قال تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته” .
● أن أسماءه سبحانه من أعظم ما يتوسل به ويدعى به ، قال شيخ الإسلام: “وأما سؤال الله بأسمائه وصفاته..، فهذا أعظم ما سأل الله تعالى به..” .
وللحديث بقية..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *