إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة لفظ الجلالة “الله” ناصر عبد الغفور

بعد تلكم التوطئة التي قدمتها بين يدي هذا البحث، نشرع بتوفيق الله في شرح تسعة وتسعين اسما من أسماءه سبحانه، والبدء باسم الله واسم الرب:

1- الله:
هو المألوه المعبود، ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال .
..وهو يدل على ذات الله تعالى وعلى أفعاله الحكيمة، وعلى أسمائه الحسنى كلها، فهو الاسم الذي يجمع كل أسماء الله تعالى.
قال الإمام ابن القيم في المدارج: “…فعُلم أن اسمه “الله” مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، دال عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية، التي اشتق منها اسم الله، واسم “الله” دال على كونه مألوها معبودا، تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا، وفزعا إليه في الحوائج والنوائب..” .
ومن أهل العلم من قال أنه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، ومن حججهم:
– أن هذا الاسم هو الأصل في الأسماء كلها وسائر أسمائه سبحانه ترجع وتضاف إليه، قال تعالى: “وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى”، وقال جل وعلا: ” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ..” سورة الحشر، فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له.
– أن هذا الاسم ما أطلق على غير الله تعالى، فهو خاص به سبحانه، لم يسم به غيره تبارك وتعالى.
– أن له خاصية غير حاصلة في سائر الأسماء وهي أن كل الأسماء والصفات إذا دخل عليها النداء أسقط عنها الألف واللام، أما هذا الاسم فيحتمل هذا المعنى.
قال الخطابي: ألا ترى أنك تقول: “يا الله”، ولا تقول: “يا الرحمن”، فلولا أنه من أصل الكلمة لما جاز إدخال حرف النداء على الألف واللام.
وهذا مذهب من قال أن لفظ الجلالة اسم جامد لا اشتقاق له، فقالوا أن الألف واللام فيه لازمة، كما نقل القرطبي عن الشافعي وأبو المعالي والخطابي والغزالي .
و قيل إنه اسم مشتق، من “إله”، لكن حذفت الهمزة وعوض عنها بالألف واللام، وقيل مشتق من “الإله” فحذفت الهمزة للتخفيف .
قال ابن القيم رحمه الله: “القول الصحيح أن الله أصله الإله، كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم” ، وقد ذكر رحمه الله شبهة المانعين للاشتقاق ورد عليها ردا كافيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *