من ترك ثلاث جُمَع تَهَاوُناً بها طبع الله على قلبه عبد الله الزناسني

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الـْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) فأمر بالسعي، ومقتضى الأمر الوجوب، ولا يجب السعي إلا إلى واجب، ونهى عن البيع؛ لئلا يشتغل به عنها، فلو لم تكن فرضاً لَمَا نهى عن البيع من أجلها، والمراد بالسعي هنا الذهاب إليها لا الإسراع؛ فإن السعي في كتاب الله لم يُرَدْ به العَدْوُ. (المغني لابن قدامة، 3/158، والشرح الكبير 5/157).
قال شيخ الإسلام: “فجعل السعي إلى الجمعة خيراً من البيع، والسعي واجب، والبيع حرام”. (مجموع الفتاوى 23/232).
وروى بن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لينتهينَّ أقوام عن وَدْعهم الجُمُعاتِ أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثم ليكونُنَّ من الغافلين)؛ (الودع: الترك؛ الحديث رواه مسلم).
وعن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك ثلاث جُمَع تَهَاوُناً بها طبع الله على قلبه).
والطبع والختم واحد، والمراد أنه بتركه الجمعة قد أغلق قلبه وختم عليه فلا يصل إليه شيء من الخير. (جامع الأصول لابن الأثير 5/666).
وفي لفظ الترمذي وابن ماجه: (من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً بها طبع الله على قلبه) (صحيح سنن النسائي 1/142).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يحضر الجمعة ثلاثة نفر: فرجل حضرها يلغو فذلك حظه منها، ورجل حضرها بدعاءٍ فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصاتٍ وسكوت؛ ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً؛ فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك أن الله تعالى يقول: “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها” (صحيح ابن خزيمة 1813، وصحيح أبي داود 1019، المشكاة 1396).
وقال صلى الله عليه وسلم: “من غسَّل واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوةٍ يخطوها قيام سنة وصيامها” (رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم 693).
فاللهم اجعلنا من المحافظين على صلاة الجمعة المغتنمين لفضائلها.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *