حديث شائع لا أصل له ذ.محمد أبوالفتح

من الأحاديث الشائعة بين عوام الناس، ما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أحب الأسماء إلى الله ما عُبِّدَ وَحُمِّدَ”، وفي لفظ: “خَيْرُ الأَسْمَاءِ مَا عُبِّدَ وَحُمِّدَ”.

قال العلامة نجم الدين الغزي في هذا الحديث: لا يعرف، وقال السيوطي: لم أقف عليه (كشف الخفاء للعجلوني1/390- ح:1245)، وقال الشيخ الألباني: لا أصل له (الضعيفة 411).
والصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ» (رواه مسلم 2132 عن ابن عمر رضي الله عنهما).
وأما ما ورد من الأحاديث في فضل من تسمى بمحمد أو أحمد وأنه لا يدخل النار، فقد قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “هذا مناقض لما هو معلوم من دينه صلى الله عليه وسلم أن النار لا يجار منها بالأسماء والألقاب وإنما النجاة منها بالإيمان والأعمال الصالحة” (المنار المنيف ص57).
وإنما ورد في التسمية باسمه قوله صلى الله عليه وسلم: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلاَ تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» (متفق عليه).
وينبغي للوالد أن يختار لولده من الأسماء الحسنة مثل: أسماء الأنبياء، والصالحين.
– فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم” (مسلم).
– وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة” (متفق عليه).
وعليه أن يجتنب من الأسماء:
• ما فيه شرك بالله تعالى أو كان ذريعة إلى الشرك:
– مثل التسمية بما يختص بالله تعالى من الأسماء مثل: الرحمن، والأحد…
– أو التسمية بما عُبِّد لغير الله: مثل عبد النبي، وعبد الرسول، وعبد علي، وعبد الحسين….
– ويكره التسمية بيسار ورباح ونجاح… لأنه يقال: أثمَّ هو؟ فيقال: لا، فيقع السامع في التشاؤم. وهذا نهي عنه سدا لذريعة الشرك.
• التسمية بما فيه تزكية للنفس: مثل بَرّة، ومُبَارك… ومن أهل العلم من كره التسمية بأسماء الملائكة، وأسماء سور القرآن، فقد كره مالك التسمية بجبريل ويس (تحفة المودود 156، 165). ومثلها طه، فإن من الناس من يعتقد أنها من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك بصحيح، إنما هي من الحروف المقطعة التي لا يعلم معناها إلا الله، مثل: ألم، وحم… وفي التسمية بها امتهان للقرآن، وتسمية للمخلوق بما سمي به بعض القرآن وهو غير المخلوق.
• التسمية بما دل على معنى قبيح: مثل حرب، ومرة، وحَزْن، والعاصي…
• التسمية بأسماء الشياطين والجبابرة: مثل خنزب، وفرعون، وقارون…
• التسمية بأسماء الكفار: مثل من يسمي ابنته سوزان، وجيليات…
فمن سمى بشيء من هذه الأسماء فإنها تُغَيَّر، كما غَيَّر النبي صلى الله عليه وسلم اسم برة، فسماها زينب (مسلم2142)، وغَيَّر اسم عاصية، فسماها جميلة (مسلم2139)، وغَيَّر اسم العاصي فسماه مطيعا (مسلم 1282)…(ينظر تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم: الباب الثامن).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *