يغفر الله في هذا الشهر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن

من النفحات الربانية التي من الله تعالى بها على عباده في هذا الشهر الفضيل شهر شعبان أن “يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان؛ فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن” (السلسلة الصحيحة 3/1144).

فالشرك والشحناء من الذنوب المانعة من المغفرة في هذا الشهر، وفي غيره.
والشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله إذا مات صاحبه عليه؛ قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} وقال سبحانه: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}.
فمن تخلص من الشرك وأخلص توحيده لله، فاز بجوائز عديدة منها:
– الفوز بالمغفرة ليلة النصف من شعبان.
– يبدل الله سيئاته حسنات، مصداقا لقوله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}.
– يغفر الله له ذنوبه مهما كانت، طالما أنه لا يشرك بالله شيئاً.
قال الله تعالى في الحديث القدسي الذي أخرجه الترمذي: “يا ابن آدم، لو آتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة”.
أما الشحناء فهي حقد المسلم على أخيه المسلم وبغضه له. فعلى الإنسان أن يتخلص منها، فهي المانعة من المغفرة، ليس في ليلة النصف من شعبان فحسب، بل في جميع أوقات التي تتنزل فيها المغفرة والرحمات.
فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيُغْفَر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا”.
وفي مسند الإمام أحمد:” كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس، فقيل له: (أي سُئل في ذلك) قال: إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر لكل مسلم -أو لكل مؤمن-إلا المتهاجرين، فيقول أخِّرهما”. (صحيح الجامع: 4804).
فمن لم ينزع الشحناء من صدره حتى يفوز بهذه الجائزة العظيمة في ليلة النصف من شعبان: وهي مغفرة الرحمن، أتراه يتحصل على المغفرة في رمضان؟!
قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة”. (أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *