مكانة أم المؤمنين عائشة عند الرافضة وعند دعاة التقريب بقلم: معاذ السالمي

ليس أولهم، وحتما لن يكون الأخير، ذاك الرافضي الفاجر الذي تطاول على أمنا عائشة الطاهرة المبرأة من رب العزة، الصديقة بنت الصديق، حبيبة سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، فقد سبق ذلك البائسَ الحقير إلى الخسة والنذالة فئام من الهالكين، فأين هم الآن؟ لقد ماتوا ومات ذكرهم، وأُتْبِعوا في هذه لعنة..، فما أغنت عنهم خياناتهم وغدراتهم، ماتوا والغيظ يملأ صدورهم، ماتوا بعد أن نكَّدت معيشتَهم مرارةُ حقدهم الأسود على أسُود الإسلام الذين مزقوا ملك أجدادهم الفرس المجوس بضربات سيوفهم ورماحهم، فدحر الله بهم ملل الكفر، وتساقطت عروش الطغيان والفساد صريعة تحت رايات الحق، وتلك سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
وقبل الاستطراد في حكاية بقايا من مخازي وفضائح القوم، أعرج بالقارئ الكريم على سرد كرونولوجي مختصر للجريمة التي ارتكبها ذلك الرافضي المدعو “ياسر الحبيب”:
– يوم السابع عشر من رمضان: الرافضي الحقير ينظم بلندن احتفالا بذكرى وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ويلقي خطبة فاجرة تطاول فيها على عرض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– انتشرت أصداء الخطبة بسرعة، وهو ما أثار سخطا عارما لدى المسلمين، خاصة بالكويت حيث محل إقامة المجرم.
– يوم الحادي عشر من شوال: الحكومة الكويتية تسحب الجنسية من الرافضي ياسر الخبيث، ردا على تطاوله على عرض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بالطعن في عرض أم المؤمنين الصديقة الطاهرة عائشة رضي الله عنها؛ وتُقرر متابعته قضائيا.
– الأنتربول يرفض طلبا من السلطات الكويتية بملاحقة المجرم وتسليمه لقضاء بلده، فيما رفعت جمعية إسلامية بريطانية دعوى قضائية ضده لدى القضاء البريطاني، وطالبت هي الأخرى بتسليمه للسلطات الكويتية.
– المجرم يؤكد أنه تلقى دعما من حكومة الرافضي الحاقد نوري المالكي بمنحه الجنسية العراقية، ومساعدته على الفرار إلى بريطانيا عن طريق العراق.
– المجرم يعتبر في لقاء مع قناة بي بي سي العربية (بتاريخ 20/09/2010) أن الذين يعارضون أفكاره ومواقفه يعانون من عدم الانفتاح على الآراء، ويرفضون تقبل وجهة النظر المخالفة؛ هكذا يعتبر هذا الزنديق أن الطعن في شرف بيت النبوة من باب تعدد الآراء، واختلاف وجهات النظر!! وهو بذلك يلتقي مع كلام الزنادقة الذين يحاربون ثوابت الأمة، وشعائر الدين تحت مسمى حرية الرأي، والحق في الاختلاف الفكري.
وهكذا، يظهر لك أخي القارئ مدى جرأة ووقاحة هذا الفاجر، بل أكثر من ذلك، فإن هذا المجرم له مجالس ودروس سوداء يسب فيها باستمرار أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم أجمعين، لكن، شاء الله تبارك وتعالى أن يفضح حقيقة الرافضة لكل العالم على لسان ذلك الخبيث، إذ أن له تسجيلا مرئيا على الانترنت يدعو فيه صراحة إخوانه الروافض إلى الخروج عن صمتهم، وترك التقية وإظهار معتقداتهم، لأن الأمر -حسب زعمه- لم يعد يستدعي التخفي، ما دام أن النواصب (ويقصد بهم أهل السنة والجماعة) باتوا يعلمون بعقائد الشيعة ومخططاتهم (هكذا يقول).
وإن تعجب فعجب حال كثير من المنتسبين للسنة، الذين مازالوا إلى الآن ينادون -وما بحت أصواتهم- بضرورة “التقريب بين السنة والشيعة”!!، وكأني بهؤلاء يسترخصون أعراض أزواج وصحابة رسول الله في مقابل التقارب مع من يسبهم ويرميهم بالعظائم!!! متذرعين بكونهم إنما يسعون للتقارب مع “المعتدلين من الشيعة” الذين لا يقعون (زعموا) في أعراض أمهات المؤمنين والصحابة، فيا ليت شعري ماذا عساهم أن يقولوا الآن عن كل أولئك “المعتدلين” بعد أن لزموا الصمت جميعا إزاء كل ما تفوه به حبيبهم “غير المعتدل” ياسر الحقير؟؟
كيف ينظر أصحاب التقريب -هداهم الله- إلى تهجم كتلة الروافض بالبرلمان الكويتي على الشيخ عثمان الخميس في محاولة منهم للثأر للمجرم الحقير (بعد تجريده من الجنسية وملاحقته قضائيا)، وتحريضهم الحكومة على إيقاف ما اعتبروه تشددا، وازدراء من الشيخ لآل البيت رضوان الله عليهم؟
وعلى ذكر الشيخ الخميس -وفقه الله- فقد أضحى من ألد أعداء حاخامات العقيدة الرافضية، على خلفية تصديه للتغلغل الشيعي بالكويت من خلال كتب ومقالات ومحاضرات تكشف سوءة تشيعهم المزعوم لآل بيت النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وزادت عداوة الروافض وامتلأت صدورهم غلا وحقدا على الشيخ عثمان بشكل خاص بعد حضوره القوي في سلسلة مناظرات مع عدد من عمائمهم على قناة المستقلة قبل بضع سنوات، حيث أفحمهم وألقمهم الحجر، ما دفع حينها بمراجعهم وآياتهم وحججهم إلى الإفتاء بحرمة مشاهدة القناة الآنفة الذكر، ولم يكتفوا بذلك، بل اتهموا مدير القناة الذي أشرف على إدارة جلسات المناظرة بأنه وهابي، ويتلقى ملايير الدولارات من السعودية، سعيا منهم إلى تشويه القناة وصرف أتباعهم أو المتعاطفين معهم والمغررين بدعوتهم عن الاهتداء بنور الحق؛ والتبصُّر بالشواهد العقدية والتاريخية التي ساقها الشيخ عثمان لفضح القوم والتدليل على بطلان ملة الرافضة.
وقد باتت مخططات الرافضة اليوم -بفضل الله تعالى أولا ثم بفضل عدد من العلماء والدعاة الذين نصبوا أنفسهم للذب عن عقيدة التوحيد وكشف مخططات الرافضة- مكشوفة؛ ولم تعد أراجيف القوم تنطلي على الناس كما كان ذي قبل؛ بل على العكس من ذلك فقد اهتدى آلاف العوام من الشيعة -داخل إيران وخارجها- لمذهب أهل السنة والجماعة.
لذلك كله وغيره كثير، مازلنا نقول: أفيقوا يا دعاة التقريب، فقد -والله- بلغ السيل الزبى، وما بقي لعاقل عشر معشار حجة لمصالحة القوم، فإن أبيتم إلا التقريب، فإنا نقول لكم: اذهبوا إلى “إخوانكم” وتقاربوا معهم، إنا على حب صحابة نبينا وآل بيته مُصِرُّون، وعلى البراء ممن قذفهم أو لمزهم أو تعرض لهم دائمون؛ وسُحقا لتقارب على حساب من أقام الله بهم الدين، وبنوا أمجاد المسلمين.
وختاما، نسوق هذين النصين لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد رجوعا إلى سبيل الحق والرشاد:
– الأول: روى الإمام قوام السنة الأصبهاني التيمي في «الحُجة في بيان المحجة» (377) من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها، أنها ذُكِرَتْ عند رجل، فسبَّها! فقيل له: أليست أمك؟! قال: ما هي بأمّ! فبلغها ذلك، فقالت: «صدق؛ إنما أنا أم المؤمنين، وأما الكافرين فلست لهم بأمّ».
– الثاني: يقول الله تبارك وتعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّار وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح:29).
من هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله (في رواية عنه) تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، ووافقه طائفة من أهل العلم في ذلك، حيث قال رحمه الله: «أيها الناس من وجد منكم في صدره غيظا على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية».
والله الهادي إلى سواء السبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *