أَلاَ حَيَــــاءٌ بِمَغْــــــــرِبِ السَّخَافَـــــــــاتِ
حتـَّـى تَسَمَّـــى بِمَغْــــــرِبِ الثَّقَافــــَـاتِ؟
إِنَّي لَيَنْــدَى جَبِينِـــي حِيــــنَ أَقْـــــرَؤُهـَــا
أَوْ حِيـــنَ أَسْمَـعُهَـــا عَبْـــرَ الإِذَاعـَـــــاتِ
أَيْنَ الثّـَقَافَــــاتُ؟ أَيْـــنَ الفـَـنُّ؟ وَيْحَكُــــمُُ
يَا ثُـلَـَّـةً لَوَّثـَـــتْ أَرْضِـــي وَحُرْمَـــاتِـــي
يا ثُـلَّـــةً لَــــمْ تَــــــدَع ْشَيئـًــــا نقــَدَّسُــــهُ
إلاَّ وَشَنـَّـــــتْ عليـــهِ شـَـــــرَّ غـَــــارَاتِ
لَمْ يَسْلـَـم العــِرْضُ لـمْ تَسْلـَــــمْ كَرَامتُنـــا
مِنْكُــــمْ وَلاَ سَلِمـَـــــتْ آيُ الــدِّيـَـــانـَــاتِ
أَفْسَدتُــم الــذوقَ أجْهَــــزْتُـمْ عَلى لُغَتـِــي
هُويَّتِي كُلِّ شَــــيءٍ بِــالفِـرُوسـَـــــــــاتِ
أصْبَحْتُ أَتَّهِمـــُُ التَّارِيـــخَ فِــي وَطَنـِــي
أَ كَانَ مِن قبــلُ مَهْـــدًا لِلْحَضَـــــــارَاتِ؟
هَلْ عَاشَ فِــي وَطَنِي قَـَـوْمٌ كَــرَامَتُهُــمْ
أَغْلَى مِن المَــالِ وَالأَرْواحِ وَالــــــذَّاتِ؟
هَل كانَ في الأطْلَسِ المُمْتَدِّ مِــنْ أَسَـدٍ
وَكَان ذا مِخْلَبٍ يُخْشَـى وَصَـــــــوْلاَتِ؟
هَلْ تَعْرِفُ الخَيْلُ أَرْضِي؟ إِنَّ تُــرْبَتَهَا
مَـا إِنْ بِهَــا أَثـَـرُ الخَيْـلِ المُغِـيــــــرَاتِ
أَتَاشَفِيــــــنُ لَنَــا جَـــــدٌّ نَّتِيــــــهُ بِــهِ ؟
أَمْ أَنَّـنـَــا أَدْعِيـَـــاءُ الإِنْتِمـَــــــــــــاءَاتِ؟
مَا عُدْتُ أَدْرِي أَ أَرْضِي كَان حَــلَّ بِهَا
دِينُ الهُدَى أَمْ أَنَا فِي مَوْطِنِ الــــــلاَّتِ؟
قَدْ كِدتُ أُضْطَرُّ إِنْ صَلَّيــْتُ فِي وَطَنِي
أُبْـــدِي لِمَنْ أنْكَرُوا دِينِـــي اعْتِـــذَارَاتِي
وَصِرْتُ أَخْفِضُ صَوْتِي إِنْ خَلَوْتُ إِلَى
رَبِّي وَأَحـْـذَرُ أَنْ تُفْشـَــــى ابْتِـهَــــالاَتِي
وَصارَ مَنْ يَجْحَدُ الرَّحْمَـــانَ نُكْـــــرِمُهُ
إِذْ يَلْعَنُ الرُّسْلَ إِذْ يَنْفـِــي النُّبـُــــــوءَاتِ
وَصَارَ لِلْمِثْلِيِّ المَأْبُـــونِ فِي بَلَـــــــــدِي
نَقَابَـــةٌ أَتْقَنـَــتْ فـَـــــــــنَّ المُحـَـــــامَاةِ
بَلْ صَارَ يٌدْعَـــى كَفَنـَّــانٍ يُعَلِّمُنـَـــــــــا
فَنَّ التَّخَـنُّـــثِ مِنْ أَرْقـَــى المِنَصـَّــــاتِ
العُـــرْي فِـــــي وَطَنـِـي فِكْــرٌ وَمَنْقَبَــةٌ
وَالْعَيـــْبُ وَالْجَهْــلُ فِـي زِيِّ العَفِيفَــاتِ
نَسْتَقْطِــبُ العُهْـرَ فِي أَجْلـَــى مَظَاهِــرِهِ
بِاسْــــمِ الثقـَافـَـــاتِ تَــبًّـــا لِلثقـــافـَـــات
يَا قـَـوْمُ لَسْـنـَـا حَمِيـــــرًا إِنَّ نَخْـــوَتَنَـــا
تَـأْبَى المَخـَازِيَ لاَ تَـرْضَى الإِهَـانَـــاتِ
شَبَابُنـَــــــا المُـسْتَنِيــــــرُ الحرُّ يَنْبـُـذكُــمْ
وَلَيْسَ يَنْصُـرُكُـــمْ غَيْــــرُ الحُثـَـــــالاَتِ
ذَرَّاتُ أَرْضِـــي تُعَـــادِيــــكُمْ وَتَلْعَنُكُـــمْ
أَغَرَّكُمْ رَقْصُكُـــمْ وَسْــــطَ الهُتَــافـَـــاتِ؟
فَلْتـَرْحَلُـوا يَا قــُرُودَ الْغـَرْبِ عَنْ وَطَنِي
أَرْضِِِ الأُسُــــــودِ وَغَابَـاتِ اللَّبـُـــوءَاتِ
أَخْشَــى عَلَيْكــُـمْ دَهــَـاءَ الأُسْدِ فَارْتَحِلُوا
لاَ تُنْذِرُ الأُسْدُ قُطْعَـــــــانَ النَّعَامَــــــاتِ