في وقت قياسي ودون مقاومة تذكر سقطت هذه السنة العاصمة صنعاء في يد جماعة الحوثي، وتبعتها معظم المؤسسات الحيوية والسيادية في البلاد، والأغرب من ذلك أن عددًا كبيرًا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد أية مقاومة من جانب الجيش؛ ما بعث عددا من المحللين السياسيين على وضع أكثر من علامة استفهام.
فقد باتت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم هي رابع عاصمة عربية تسقط في أيدي طهران بعد دمشق وبغداد وبيروت.
ولم تخف إيران فرحها الشديد بنجاح الانقلاب الحوثي في اليمن، وسارع مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي ليعلن أن «ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية».
وقال زاكاني إن «ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية»، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية.
كما أشاد مسؤول إيراني بما سماه انتصار «الجمهورية الإسلامية في اليمن»، مؤكداً أن النصر الذي حققه الحوثيون سيفتح الطريق لفتح المملكة العربية السعودية.
ولم يكن طبعا للانقلاب الشيعي في اليمن لينجح لولا التنسيق الأمريكي الإيراني، ولولا المصالح المتبادلة بين الطرفين، وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن: «لدى إيران دورًا في محاربة «الدولة الإسلامية»، وأشار إلى أن «أميركا ستجعل أولويتها التواصل مع إيران والحوثيين في اليمن مستقبلا».
وفي ظل الغفلة العربية وانشغال الدول الإسلامية بمحاربة أبنائها ومحاربة «الأخونة» فإن أمريكا ماضية في تطويق العالم الإسلامي بعشرات الكيانات المعادية على أسس طائفية وعرقية وعنصرية؛ وما انشطار السودان إلى شمال مسلم عربي وجنوب نصراني زنجي إلا فاتحة عهد دخول هذه السياسة الشيطانية حيز التنفيذ.