مع د.عبد الواحد أولاد الفقيهي أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتطوان   حاوره: ذ.الحسين باروش

بيداغوجية الذكاءات المتعددة… الأسس والخصائص والشروط

ـ ماذا نقصد إذن بنظرية الذكاءات المتعددة؟ وكيف ظهرت؟

مع بداية القرن الماضي تقريبا ومن خلال العديد من المقاربات لم يعد السؤال المطروح (هل الذكاء فطري أم مكتسب؟) بل أصبح السؤال (هل الذكاء واحد أم متعدد؟). وإذا كان الكثير من العلماء قد تبنوا معامل الذكاء أو دافعوا عن وجود عامل عام للذكاء، فهناك آخرون لم يقبلوا ذلك، ودافعوا بالمقابل عن فكرة أن الذكاء يتضمن عددا كبيرا من العوامل والمكونات. من هؤلاء ثورندايك الذي اعتبر أن هنالك ثلاثة أنواع من الذكاء: الذكاء المادي أو الميكانيكي ـ الذكاء المجرد ـ الذكاء الاجتماعي. وقال ثورستون بوجود سبع قدرات عقلية أولية مختلفة هي: مكانية ـ عددية ـ لفظية ـ تذكر… أما جيلفورد فقال  بنظرية العوامل المتعددة في تكوين الذكاء ــ وطور بنية ثلاثية الأبعاد للعقل الإنساني في محاولة منه لتنظيم تلك العوامل: العمليات  ـ المحتويات ـ النتاجات. لكن هذه المساهمات ظلت حبيسة استخدام بنود الاختبارات ـو لها فرضيات رياضية  ـو لم تحسم في النقاش الذي ظل قائما حول “الطبيعة الحقيقية” للذكاء.

وقد حدث التغير مع عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر Howard Gardner صاحب نظرية النظريات المتعددة.  حيث طلبت إحدى المنظمات المدنية من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة رصد وتقييم وضعية المعارف العلمية المتعلقة بطبيعة الإمكانات الذهنية للإنسان ومدى تحققها. وعلى إثر ذلك شرع فريق من الباحثين في العمل، ينتمون إلى آفاق علمية متعددة؛ منهم هاوارد جاردنر كعالم يشتغل على القدرات الرمزية لدى الأطفال العاديين والموهوبين، وتغيرها وتدهورها لدى الراشدين الذي تعرضوا لإصابات دماغية. وتحددت مهمة جاردنر في إطار هذا الفريق في وضع دراسة مفصلة لما توصلت إليه العلوم حول المعرفة الإنسانية La cognition Humaine، بهدف الوصول إلى تصور للذهن الإنساني أوسع وأشمل مما هو سائد.

كان أول عمل تم إنجازه، في ظل مشروع هذا البحث، كتاب جاردنر (أطر العقل) :(Frames of mind  The Theory of Multiple Intelligences) الصادر سنة 1983، السنة التي تؤرخ لميلاد نظرية الذكاءات المتعددة. وأثناء تأليفه لهذا الكتاب تمكن جاردنر من استثمار معطيات علمية تنتمي إلى حقول عديدة منها: علم النفس وسيكولوجية الطفل والفلسفة وعلوم التربية؛ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية؛ والعلوم المعرفية. وهو ما أضفى على هذه نظرية الذكاءات المتعددة قوة إبيستمولوجية من جهة، ومكن من إدراج مجموعة من الأنشطة الإنسانية تختلف قيمتها حسب السياقات الثقافية.

من أجل تجاوز المشاكل المنهجية والثقافية التي تطرحها الاختبارات، وتجاوز النزعة الغربية المتمركزة التي تقصي تعدد السياقات الثقافية، يعرف جاردنر الذكاء بأنه إمكانية بيونفسية تشمل ثلاث عناصر: ــ القدرة على حل المشكلات التي يصادفها الفرد في حياته اليومية؛ ــ القدرة على خلق أو ابتكار نتاج مفيد أو تقديم خدمة ذات قيمة داخل ثقافة معينة؛ ــ ثم القدرة على اكتشاف أو خلق مشكلات ومسائل تمكن الفرد من اكتساب معارف جديدة. وواضح من هذا التعريف حضور البعد الثقافي للذكاء وارتباطه بسياقه باعتبار أن طبيعة المشكلات التي يتم حلها وقيمة الخيرات التي يتم إنتاجها تختلف من ثقافة إلى أخرى؛ فهي قد تكتسي قيمة قصوى داخل مجتمع مقارنة مع مجتمع آخر له أولويات أخرى في سلم القيم. وإذا كان الأمر كذلك فإن قدرات الأفراد في حل المشاكل وإنتاج الخيرات ستكون متعددة ومتباينة، ليس فقط بين الحضارات، بل وداخل الحضارة الواحدة.

ـ ماهي أنواع وأشكال الذكاءات المتعددة؟

لقد طرح  هاوارد جاردنر سنة 1983 من خلال كتابه (  Frames of mind) سبعة ذكاءات، ثم أضاف فيما بعد ذكاءين ليصبح المجموع تسعة ذكاءات: الذكاء اللغوي ــ الذكاء الموسيقي ــ الذكاء المنطقي الرياضي ــ الذكاء الفضائي (المكاني ـ البصري ) ــ الذكـاء الجسمي الحركي ــ الذكاء الذاتي (ضمنشخصي) ــ الذكاء التفاعلي (بينشخصي) ــ الذكاء الطبيعي  ــ الذكاء الوجودي.

  • فـالذكــاء اللغــوي يتجلى في مستواه البسيط في قدرة الفرد على التعرف على مختلف الحروف الأبجدية والكلمات المعزولة والجمل البسيطة، وفي القدرة على إنتاجها عبر أنشطة الكلام والكتابة. ويتجلى في مستواه المعقد في القدرة على استعمال اللغة بشكل معقد وسليم في التعبير والتواصل، وفي فهم مختلف استعمالات اللغة داخل سياقاتها المتعددة.. أما في مستوى التمكن فيتجلى في القدرة على إبداع أعمال أصيلة، واستعمال الأساليب البيانية المتعددة، والتعامل مع اللغة كلغة واصفة.
  • الذكاء المنطقي الرياضي: يبدو في مستواه الأساسي، في قدرة الفرد على القيام بعمليات العد والتصنيف والعكس على موضوعات عينية، وكذا معرفة الأرقام وربط الرموز العددية بما يقابلها من الأشياء، واتخاذ هذه الأخيرة قاعدة للقيام بعمليات استدلالية بسيطة. ويظهر، في مستواه المعقد، في قدرة الفرد على القيام بعمليات وحسابات رياضية منظمة، وتوظيف مجموعة منها في حل المشكلات، وامتلاك تفكير مجرد يعتمد على المفاهيم، وفهم الإجراءات الرياضية والخطاطات المنطقية المختلفة. ويتجلى هذا الذكاء، في مستوى النبوغ، في القدرة على توظيف العمليات الرياضية وإيجاد المقادير المجهولة أثناء حل مسائل معقدة، وفهم واستعمال سيرورات وأنشطة فوق معرفية، مع استعمال التفكير المنطقي والقيام في نفس الوقت بالعمليات الاستقرائية والاستنباطية.
  • الذكـاء البصري ـ الفضائي يتمثل الذكاء البصري ـ الفضائي، في أبسط مستوياته، في القدرة على التعرف على مختلف الألوان والأشكال، والاستمتاع بها والاستجابة لها، وفي إبداع رسوم وأشكال ونماذج وصور بسيطة، وفي المعالجة المادية للأشياء وتجميعها يدويا، والتحرك داخل الفضاء والتنقل من مكان إلى آخر. كما يتمثل، في مستواه المعقد، في معرفة وإنتاج الأبعاد الفضائية (المكانية)، وإعادة إنتاج الموضوعات والمشاهد من خلال الرسم والنحت والتصوير والمسرح، وقراءة مفاتيح ورموز ومساحات الخرائط، واستعمال الخيال المبدع وتشكيل الصور الذهنية، ورؤية وفهم المواضيع والمشاهد منظورا إليها من أبعادها المختلفة. أما في مستوى المهارة والتحكم، فيتجلى الذكاء البصري ـ الفضائي، في فهم كيفية إنجاز مهام معينة وفق تصميم أو شكل معين، ووضع بطائق أو خرائط محددة لتحديد مسار معين أو ترميز أماكن محددة، وإبداع أعمال فنية، وفهم الرسوم أو الصور الفضائية (المكانية) المجردة، كالرسوم الهندسية، ومعرفة وإنتاج علاقات بصرية فضائية معقدة بين الأشكال.
  • الذكاء الجسمي الحركي يتجلى الذكاء الجسمي ـ الحركي، في مستواه الأولي، في الأفعال الارتكاسية الآلية، وفي الحركات البسيطة ومختلف الأنشطة الجسدية التي تمكن من تحقيق الاستقلالية والتحكم في الوسط المادي وإنجاز أفعال مقصودة لتحقيق هدف معين. ويتجلى، في مستواه المعقد، في القدرة على التعبير المناسب بحركات الجسد ولعب الأدوار، وعرض الحركات المتناسقة والمنظمة، وممارسة التمارين والمغامرات والألعاب الجسدية. وفي مستوى التمكن، يتجلى الذكاء الجسمي ـ الحركي في القدرة على عرض حركات جسدية مبتكرة، والعرض الدرامي للمشاهد المعقدة والمعبرة عن الأفكار والقيم والمفاهيم، والإنجاز الرشيق لحركات لها هدف محدد. كما يتجلى في القدرة على معالجة الموضوعات المادية التي تتطلب حركات جسدية ويدوية دقيقة ومحكمة، وتنفيذ أنشطة إبداعية وإنجاز اختراعات مادية جديدة.
  • الذكاء التفاعلي يتحدد الذكاء التفاعلي في قدرة الفرد على فهم الآخرين ومعرفة العلاقات التي يتبادلها معهم والتصرف وفق هذه المعرفة. يتجلى في مستواه البسيط في قدرة الطفل على التمييز بين الأفراد الذين يحيطون به (الآباء والأقارب والأصدقاء)، والتعرف على طباعهم المختلفة، والاعتراف بهم وتقبلهم وإقامة علاقات تواصلية معهم، كما يتجلى في القدرة على محاكاة أصوات وتعبيرات الآخرين. ويتجلى في مستواه المعقد في قدرة الفرد على إقامة علاقات متميزة مع الآخرين، وفهم وتفهم وجهات نظرهم، واعتماد آليات المشاركة والتفاعل الاجتماعي، ومعرفة العوامل التي تتدخل في الانتماء الجماعي، والمشاركة في الأنشطة والعلاقات الاجتماعية العامة. أما في مستوى التمكن، فيتجلى الذكاء التفاعلي في قراءة دوافع ونوايا وانتظارات ومعتقدات الأشخاص الآخرين، وفهم طريقة تصرفهم وكيفية التعامل معهم وفق المعرفة الحاصلة حولهم. كما يتجلى في القدرة على حل صراعات وخلق توافقات داخل الجماعة وفق آليات يتم التحكم فيها. وفي هذا المستوى يمكن الذكاءُ التفاعلىُ الفردَ من التأثير الفعال في الحياة الاجتماعية. ونجده عادة لدى الزعماء السياسيين والدينيين، والآباء والمدرسين الموهوبين، والعاملين في قطاع التجارة والأطباء والمعالجين والمرشدين الاجتماعيين.
  • الذكاء الذاتي يتجه الذكاء الذاتي نحو المظاهر الداخلية للشخص. يتمثل في مستواه البسيط في القدرة على التمييز بين مختلف المشاعر والانفعالات والميول الذاتية البسيطة، والتعبير عنها وربطها بتجاربها الخاصة، والوعي بالذات أو بوجودها منفصلة ومستقلة عن الآخرين. كما يظهر، في مستواه المعقد، في إبراز القدرة على التركيز، وتقدير الذات واعتبار أهمية فرادتها وتميزها، والسعي نحو اكتساب الكفاءات الهادفة إلى تطويرها، وتحديد وفهم مختلف المؤثرات في سلوكها وتأثيراتها في علاقتها بالآخرين. أما في مستوى التمكن فيتجلى هذا الذكاء في القدرة على التحكم في الانفعالات والمشاعر والميول الذاتية، والتعبير من خلال قواعد أو شفرات رمزية مختلفة، وتوظيف هذه الأخيرة كوسيلة لفهم وتوجيه الفرد لسلوكه الذاتي، والاهتمام بأسئلة الذات، وسبر وفحص المعتقدات والتصورات والقيم والأهداف الشخصية، والوعي باستعمال السيرورات الفكرية الخاصة في مواجهة الوضعيات الصعبة. ويوجد مثل هذا الذكاء لدى الروائي الذي يتمكن من استبطان ذاته ووصف مشاعره؛ ولدى العميل أو المعالج الذي يتوصل إلى معرفة عميقة بحياته العاطفية؛ ولدى الشيخ الحكيم الذي يستمد العبر من تجاربه لتزويد الآخرين بها.
  • الذكاء الطبيعي يتحدد الذكاء في القدرة على معرفة مختلف خصائص الأنواع الحيوانية والنباتية والأشياء المعدنية، أي معرفة مظاهرها وأصواتها ونمط حياتها ونشاطها وسلوكها؛ كما يتجلى في القدرة على تصنيف وتحديد الأشكال والبنيات الموجودة داخل الطبيعة، في صورها المعدنية والنباتية والحيوانية؛ وتصور أنساقها، والسعي نحو استكشافها وفهمها؛ وكذا تحديد وتصنيف كل الأشياء والمواد المستخرجة من أشياء الطبيعة، أو التي لها علاقة بها. ويتم التعرف على الذكاء الطبيعي لدى الأشخاص الذين تستهويهم الحيوانات وسلوكاتها، ومن لهم حساسية تجاه البيئة الطبيعية والنباتات؛ كما يوجد لدى الذين تستهويهم كيفية اشتغال الجسم الإنساني؛ وكذا الماهرين في تصنيف واختيار وتجميع وجدولة المعطيات. ويوجد في شكله المتطور لدى عالم الطبيعيات الذي يعرف ويصنف النباتات والحيوانات؛ كما يوجد لدى الأشخاص الذين يهتمون بالنشاط الطبيعي من البيولوجيين والجيولوجيين وعلماء الأرصاد والفلك…إلخ.
  • الذكاء الوجودي يتحدد الذكاء الوجودي في قدرة الإنسان على طرح ومحاولة الإجابة على الأسئلة الكبرى المتعلقة بالوجود الذاتي والإنساني والمعنى العميق للحياة الشخصية والعامة، من قبيل: لماذا نحيا؟ ولماذا نموت؟ لماذا نحب؟ ولماذا هناك شر؟ كما يتحدد في السعي إلى معرفة المعنى والقيمة اللتين يضفيهما كائن متعال (الله) على حياة الإنسان؟ ويتجلى الذكاء الوجودي في أرقى مظاهره لدى المفكر والفيلسوف.

وتظل لائحة الذكاءات المتعددة مفتوحة مما يكشف عن ضخامة واتساع القدرات والإمكانيات الإنسانية التي لم تكن موضوع بحث من قبل بالشكل الذي اعتمدته نظرية الذكاءات المتعددة. وتجدر الإشارة إلى أن الذكاءات الإنسانية المتعددة تظهر في بداية حياة الفرد كقدرات عصبية ـ بيولوجية خالصة. ولكنها تتبلور وتتفتح من خلال التفاعل الذي يحدث بين الكائن الإنساني والأنظمة الرمزية التي تتبلور داخل كل سياق ثقافي معطى.

 

– ما الذي يجعل نظرية الذكاءات المتعددة تفرض نفسها اليوم، ليس فقط كمرجعية علمية بل كمقاربة بيداغوجية تواكب الحاجيات المحلية والكونية؟

سؤال مهم جدا لأنه يربط نظرية الذكاءات المتعددة بما يحدث اليوم من مستجدات على المستوى الإنساني العام والاجتماعي الخاص والتربوي تحديدا.  إن مقاربة الذكاءات كبيداغوجيا مفتوحة تمكن المربين من استعمال وتوظيف الذكاءات المتعددة لتعزيز أي تصور  تربوي مفضل  لديهم، فهي تحتوي على البعد الفارقي، وبيداغوجية المشروع، وبيداغوجية الخطأ واللعب الخ. كما تضم نماذج بيداغوجية بديلة تقوم على أنظمة ذكاءات متعددة، بتعابير مختلفة وبدرجات متفاوتة؛ كالتعليم التعاوني الذي يركز على الذكاء التفاعلي، والتربية السيكولغوية التي تتمحور على الذكاء اللغوي…إلخ؛ كما انها بيداغوجية مواكبة ومستقبلية، يمكن فهمها على ضوء نموذج (الفكر المركب) باعتبار أن الإنسان كائن عاقل ووجداني وأسطوري ميال للعب وللخيال وللشعر… وهي بيداغوجية تراعي منظومة حقوق الانسان، وعلى رأسها الحق في التعلم من خلال الاعتراف بقابيلة وحق وأحقية المتعلم في التعلم بأشكال معينة. وهي بيداغوجية تقوم على مبدأ الإنصاف والتفريد، على أساس أن البشر يختلفون عن بعضهم البعض مما يعني تأسيس المناهج على مبدأ التعديد المنهجي الذي يفيد إمكانية  تدريس وتعليم المضامين  والمواضيع والنظريات والكفايات بأكثر من طريقة واحدة؛ بل بطرق متعددة بالفعل. ولعل هذا ما تؤكده التقارير الدولية والعلمية التي تربط تغيير وإصلاح الأنظمة التعليمية باستثمار تعدد وغنى الطاقات والإمكانات الإنسانية. ومن أبرز الخصائص التي تميز هذه البيداغوجية قوتها الابيستمولوجية المتمثلة في استثمارها معطيات علمية دقيقة تنتمي إلى علم النفس العصبي. كما أنها بيداغوجية بقدر ما تنطوي على استمرارية لتوجهات سابقة، تمثلت في أفكار روسو وبستالوتزي وفروبل ومونتيسوري وجون ديوي؛ لها القدرة على احتضان وتركيب التجديدات البيداغوجية التي سعت إلى التخلص من المفهوم الضيق للتعلم؛ وفي نفس الوقت هي مقاربة تضم اجتهادات المدرسين الذين يتجاوزون استعمال الكتاب والسبورة، وتوسع من الحصيلة التكوينية للمدرسين من الاستراتيجيات التي تتجاوز الطرق التقليدية؛ وتمكن المتعلمين من الوعي بأساليب عملهم واختيار المناسبة منها لحل المشكلات؛ وتسهم في تنظيم البيئة الفصلية وفق حاجيات المتعلمين؛ وتعمل على تنويع أساليب التقويم المغايرة تماما للاختبارات التقليدية؛  علاوة على كونها مقاربة توفر سيا مناس للفئات التي تعاني صعوبات التعلم أو من ذوي الحاجات الخاصة.

والخلاصة أن بيداغوجية الذكاءات المتعددة تتقاطع مع تزايد الاهتمام بالطفل خلال القرن العشرين والواحد والعشرين؛ مادام أنها تعمل على خلق وعي بضرورة توجيه التعليم نحو هدف تنمية الذكاء، وخاصة تعلم تنميته. ويعني ذلك أن الذكاءات المتعددة يمكن أن تشكل معيارا مناسبا تبنى وتنظم على أساسه البرامج والمواد الدراسية، كما تقدم في نفس الوقت أساسا ملائما لاختيار الطرق البيداغوجية والوسائل الديداكتيكية المناسبة لسيرورة التعليم.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *