القولون العصبي (مرض العصب فالمصران) هو حالة يتفاعل أو يتعامل فيها الجهاز الهضمي للشخص بطريقة غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروباتٍ، أو عند تعرض الشخص لبعض الحالات النفسية، فينتج عن هذا التعامل غير الطبيعي للجهاز الهضمي أعراض مثل انتفاخ البطن، وكثرة الغازات، وآلام غامضة ومتكررة، وإسهال أو إمساك.
هذا المرض ليس عضويا، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، وهي أعراض ليست خطيرة في حد ذاتها، ولا تِؤدي لمرض خطير مستقبلا، إلا أنها مزعجة جدا للمريض.
من أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات.
ولا تكون أعراض هذا المرض موجودة كلها عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى أحد المرضى معظم هذه الأعراض ولمريض آخر بعضها.
والقولون العصبي من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعا، وهو آخذ في الانتشار نتيجة تغير نمط الحياة بما فيها من توثرات عصبية وخروج عن نظام التغذية السليمة، واستبدالها بالوجبات السريعة الخالية من الألياف والخضروات والفاكهة والمليئة بالسكريات والنشويات التي تساعد على كسل الأمعاء، وأيضا انتشار التدخين بين الشباب.
هذا المرض يصيب الشباب أكثر من الكهول، والنساء أكثر إصابة من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف.
آلية المرض
لم يتوصل الطب لمعرفة آلية حدوث القولون العصبي على وجه التحديد ولكن النظرية الأرجح تقول أن القولون عندما يكون حساسا للضغط النفسي وبعض أنواع الأطعمة يختل عمله مسببا ما يسمى بالقولون العصبي.
أعراض القولون العصبي
1- آلام البطن
– ألم متكرر ومفاجئ مصحوب بالرغبة في التغوط وعادة ما يذهب الألم بالتغوط.
– آلام تتفاوت شدتها من مجرد الشعور بالضيق أو ألم خفيف يمكن تجاهله، إلى آلام شديدة تعيق الحياة اليومية.
هذه الآلام تزداد شدة بتناول الطعام أو بعد التوثر النفسي، وتقل عقب التبرز أو إخراج ريح.
2- تغير في حالة التغوط الطبيعي إما بإسهال أو إمساك أو تناوب إسهال وإمساك.
3- الانتفاخ وظهور غازات عبر الفم (تجشؤ) والشرج (ريح).
4- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من المرحاض والإحساس بعدم التغوط الكامل، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه.
5- خروج مخاط أبيض مع البراز.
6- أعراض الجهاز الهضمي العلوي:
25% إلى 50% من مرضى القولون العصبي يشكون من:
عسر الهضم.
قرحة المعدة.
الغثيان والرغبة في القيء.
7- شعور بالإرهاق والتعب التام.
8- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل عن الوجبة السابقة.
9- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.
أسباب القولون العصبي
– التدخين.
– شرب الخمر.
– بعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلقا أو مكتئبا أو حزينا.
– بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص لآخر مثل الفلافل، الخضروات غير المطبوخة كالخيار الفجل، الفول، العدس، وشرب القهوة.
الأمراض العضوية التي تشبه اضطراب القولون العصبي:
هناك حالات عضوية عديدة تتشابه مع حالة القولون العصبي من حيث الأعراض، وعلى الطبيب الماهر استبعاد مثل هذه الأمراض كأساس مهم في تشخيص حالة القولون العصبي، حيث أن إهمال هذه الأمراض واعتبار أن المريض مصاب بالقولون العصبي منذ البداية لمجرد وجود بعض الاضطرابات النفسية لديه يجعل الطبيب يقع في خطأ جسيم، وهو: معالجة المرض على أنه قولون عصبي لسنوات طويلة قبل أن يتم تشخيص المرض الحقيقي وعلاجه، والذي يبدأ في هذه الحالة في مرحلة متقدمة وفي وجود مضاعفات كثيرة كان من الممكن تجنبها مند البداية:
1- إنتانات الأمعاء (كالدوسانطاريا، والديدان، والنزلات المعوية): وهذه يمكن تشخيصها من خلال الفحوصات المخبرية.
2- إلتهابات القولون المزمنة: مثل تقرحات القولون ومرض كرونز: ومن أعراضه: إسهال متكرر، وآلام في البطن، وفقر الدم نتيجة النزف مع البراز، والإعياء ، وآلام المفاصل، وضعف الشهية، ونقص الوزن.
3- أورام القولون (وخاصة عند كبار السن) ومن أعراضها: النزيف الدموي مع البراز ونقص الوزن ويمكن تشخيصه بالمنظار الشرجي.
4-الدرن المعودي (أو داء سل الأمعاء) وهو من التشخيصات التي يجب ألا ننساها بالخصوص في بلدنا المغرب، ويجب التفكير فيه عند شكوى المريض من الإسهال المتكرر، ونقص الوزن مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وبخاصة في المساء، ويتشابه هذا المرض “كلنيكيا” مع بعض الأورام التي تصيب الجهاز الهضمي.
5- حالة المغص المتكرر الناتج عن انسداد المرارة ومسالك العصارة الصفراوية.
6- التهاب غدة البنكرياس المزمن.
7- قرحة المعدة والإثنا عشر.
8- مرض فقدان المناعة المكتسب السيدا..
العلاج
بعد عمل البحث والتأكد من تشخيص القولون العصبي نبدأ مرحلة العلاج.
الإرشادات:
– البعد عن الانفعال والتوثر النفسي
– تعامل مع مشكلتك بهدوء.
– استعن بالله في كل أحوالك ولا تجعل الدنيا أكبر همك.
– حافظ على قسط كاف من النوم.
– تعلم الاسترخاء العضلي والنفسي.
– الابتعاد عن شرب الكحول.
– أوقف التدخين.
– ابتعد عن شرب القهوة.
– تجنب المشروبات الغازية.
– إدخال الرياضة في نظام الحياة وبخاصة المشي.
– تناول الطعام على ثلاث وجبات وفي أوقات ثابتة وبكميات متوسطة.
– الأطعمة والأشربة الممنوعة على مريض القولون العصبي: ليس هناك حمية موحدة لهذا المرض فكل مريض ينزعج ويتأثر بأنواع مختلفة من الأطعمة، لذلك عليه تفادي الأطعمة التي يكتشفها بالتجربة الشخصية.
– البقوليات مثل: (اللوبيا الفول العدس..).
– الكرنب.
– سلطة الخضروات النيئة (الخص، الفجل، الطماطم).
– كثرة الحلويات والكيك.
– الفواكه المجففة.
– التوابل والبهارات (التبزيرة).
– تجنب الوجبات الدسمة.
– مشتقات الألبان.
– أي طعام يسبب آلاما وعدم ارتياح للبطن.
– تناول كمية كبيرة من الماء وخاصة في حالة الإمساك.
– اتباع نظام غذائي خاص للمصابين بالسمنة بالنسبة لمرضي القولون البدناء.
– بعض المشروبات التي تساعد على طرد الغازات والتخلص منها وتقلل من تقلص الأمعاء مثل: (الحلبة، الكراوية، الكمون).
الأدوية
– حالة الإمساك: HUILE DE PARAFFINE LACTULOSE
– حالة الإسهال:LOPERAMIDE
– الآم البطن: تستعمل الأدوية المضادة للتشنج مثل: TRIMEBUTINE
PHLOROGLUCINOL
PINAVERIUM
– حالة الانتفاخ: الفحم الطبي
-حالة الاكتئاب:AMITRIPTYLINE
IMIPRAMINE