هل لاحظت وأنت تحادث أحد أصدقائك أنه يبتعد عنك أو أخبرك أن رائحة كريهة تنبعث من فمك وبشكل دائم؟
هذه الرائحة هي ما يطلق عليه إسم البخَر (البَخَرُ: الرائحة المتغيرة من الفم، قال أَبو حنيفة: البَخَرُ النَّتْنُ يكون في الفم وغيره، لسان العرب)، وهي حالة محرجة اجتماعيا وقد تسبب عُقدا نفسية.
في الحالة الطبيعية ليس للفم النظيف أية رائحة.
والبخر عرض (أي علامة من علامات المرض التي يعرف بها) وليس مرضا.
العوامل المسببة للبخر
ـ الأسباب الموضعية: (أو الفموية).
تنشأ الرائحة الكريهة عن تخمر الفضلات الطعامية المتبقية بين الأسنان، كما أن الصحة الفموية السيئة مثل النخور المهملة غير المعالجة (التسوس)، الخراجات السنية (تقيح الأسنان المتسوسة)، أمراض اللثة (جيوب لثوية، التهابات لثوية)، أجهزة وجسور سيئة وغير صحية (عدم الاعتناء بنظافة الأسنان الاصطناعية).. تتسبب في رائحة الفم الكريهة.
كما أن جفاف الفم يزيد من رائحته، لذلك فإن الأشخاص الذين يتنفسون من أفواهم عادة هم الأكثر عرضة للبخر.
ـ الأسباب العامة:
– إن التخمر الحادث في أنبوب الهضم سواء كان نتيجة اضطراب الوظيفة (التخمة)، أم كان عن الإكثار من الطعام، أو إدخال الطعام على الطعام (عدم انتظام الأكل)، يؤدي إلى تكوين مواد سامة تؤثر في الكبد والتي من غريزتها إتلاف السموم، فما كان منها طيارا (أي سريع التبخر) انطرح عن طريق الرئة، فجعل رائحة النفس كريهة، وما انطرح عن طريق الجلد جعل رائحة العرق نتنا.
– أمراض الممرات التنفسية العلوية: الأنف -الجيوب الأنفية ـ اللوزتين (الحلاقم)..
– التهاب القصبات الهوائية و خراجاتها.
– نوع الطعام: الثوم والبصل..
– المواد الغريبة في الدم: مثل الأسيتون عند مرضى السكري.
العلاج
يتم العلاج بعد تحديد السبب:
ـ إذا كان عاما: يجب علاج المرض العام المسبب لهذه الرائحة حسب الاختصاص.
ـ أما إذا كان موضعيا: ففي هذه الحالة يجب زيارة طبيب الأسنان.
وأخيرا هناك الكثير من الغسولات الفموية التي تخفف أو حتى تزيل الرائحة الكريهة مؤقتا ريثما يتم علاج السبب الرئيسي المؤدي إليها، ولعل أفضلها السواك الذي تمت الإشارة إليه في العدد السابق.