… لو ولد إنسان ثم كبِر حتى صار يافعا، ولم يطلع على تاريخ القضية الفلسطينية اللبنانية مع المحتل اليهودي، فأطلعناه عن الأحداث الجارية، وعن الموقف الدولي والعربي من القضية، ثم سألناه: من المعتدي ومن المعتدى عليه؟ لأجاب ولو بريب: إن المعتدى عليه هم اليهود، وإن المعتدي هم حركة حماس (التي اختارها الشعب بمقاومتها) التي قتلت وأسرت، وحزب الله الذي اعتدى على الوحدة الترابية للدولة العبرية وقتل وأسر، وهو الآن يقصف حيفا وما بعدها.
وما موقف الدول الكبرى تجاه ذلك إلا دليل على جرم لبنان وفلسطين.
ومما يؤكد نتيجتي موقف الدول العربية والإسلامية من هذه الحرب، فهي لم تتدخل، ولم تتخذ موقفا جادا ومشرفا تجاه القضية إلا ما كان نشازا، بل وقفت موقف المتفرج القائل: “يداك أوكتا، وفوك نفخ”.
عند ذلك قدمنا له تاريخ القضية، فعلم فورا أنها حرب يهودية صليبية، تحركها الأيادي الماسونية للقضاء على الأمة الإسلامية.
ثم استغرب استهداف المدنيين العزل وعلى رأسهم الأطفال وسكوت جل العالم عن ذلك، فقلنا له: إنه الخوف من زوال الحظوة عند أمريكا، وزاد استغرابه عندما أخبرناه: أن جماعة من الحاخامات اليهود أفتوا بجواز قتل أطفال لبنان وفلسطين.
نعم إنهم يقتلون الأطفال والولدان ويتعبدون بذلك ومن هذا نعلم أن اليهودية لم تعد دينا محرفا فحسب، بل صارت مخططا إجراميا الهدف منه القضاء على الأجيال القادمة، وممّا يؤكد هذا الأمر ما نشر من صور لأطفال صهاينة وهم يكتبون رسائل الموت لأطفال لبنان وفلسطين فوق الصواريخ الإ سرائيلة.
لقد حان الوقت لنقول لمن أبناؤهم يتمتعون في المصايف والمخيمات، يتمتعون معهم بدفء الصيف وأمواج البحيرات، وهم مسؤولون عن هذه الحرب: إن أبناء فلسطين ولبنان جثتهم قد تعفنت، وأشلاؤهم قد ضاعت مع الحطام والنفايات، إنهم يصلون نار القنابل والصواريخ.
إن أبناءكم يرجعون إلى منازلهم فيخبرونكم بأسعد أوقاتهم…، وإن أطفالهم قد يرجعون وقد لايرجعون ومن رجع منهم لا يجد أبا ولا أما يحكي لها خوفه وهلعه وهمّه.
إن أبناءكم بمختلف اللعب يلعبون، وأبناؤهم تحت حطام البنيات وبقايا الحافلات يحتمون.
إن أبناءكم يستنكفون أكل أشهى المأكولات، وأبناؤهم منعت عنهم المعونات، وخربت لتحقيق ذلك الطرقات، حتى المصاب منهم لا يجد دواء، ولا يشم هواء، ولا يرى سماء.
فالشعار عند اليهود: “ولا تعفوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك… واملأوا الدور قتلى”.
أما آن لكم أيها المسلمون أن تتحركوا لمنع هذه الهمجية التي سالمتموها فما سالمتكم، وكرمتموها فأهانتكم وأذلتكم، فاتقوا الله، وامنعوا قتل أبنائهم لبنان وفلسطين، فقد يأتي الدور على أبائنا ونسائنا.
حسن التادلي