علل البيان الصادر عن الخارجية المغريبة قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران بما بات يشكله المد الشيعي من خطر على المذهب السني المالكي لبلاد المغرب، وإذ نتفق مع هذه الخطوة من هذه الزاوية العقدية دون الولوج في الأبعاد السياسية، نعدها من هذا المنظار مباركة في حرص المسؤولين على حراسة حياض عقيدة الأمة وثوابتها، ولكن هل يكفي أن نغلق السفارة، أو نعلق أعمالها؟ سؤال عريض هام يحتاج جوابه التفكيك والبيان.
لذا يحسن أن نذكر بدءا ببديهيات مقابل مسلمات، فمن المسلَّم به عند كل آدمي أن العالم أصبح قرية صغيرة تتجاذب أهلها أفكار ومعتقدات، وتتناوشها مبادئ وإيديولوجيات، بات من الضروري المتحتم مقابلتها بالحصانة العقدية المتينة والحصافة الفكرية الرشيدة.
ففي ظل السالف المسلَّم ذكره وجب إشراك وزارات وهيآت ومنظمات وجمعيات لمواجهة المشروع الشيعي الرافضي الصفوي الذي يهدد الكيان السني في بلاد كثيرة –ولعل بلادنا حرسها الله تشرُف بأولية هذه المبادرة بقطع النظر عن مسوغاتها السياسية-.
فمن فضل القول أن ألفت الانتباه أن الجدوى لن تتحقق بإغلاق السفارة الإيرانية وكفى، بل على وزارات الإعلام والثقافة والتربية الوطنية والشبيبة و.. أن تقوم بدورها من خلال الأدوات الهادفة، يكلَّل ذاك كله ويتوَّج بكلمة الفصل والبيان التي تتشوف لها النفوس! وتشرئب لها الأعناق! من الوزارة المعنية ألا وهي وزارة الدين والمجلس الأعلى و.. في حماية عقيدة المغاربة عقيدة السنة والجماعة. وتظهر ضرورة تكاثف الجهود كل في تخصصه إذا وضعنا في الحسبان هذا السيل العرم من فضائيات وإذاعات ومواقع ومنتديات الفكر الشيعي الرافضي؛ الذي لا تستطيع أية قوة على وجه الأرض أن تمنع المشاهد والمستمع من متابعته، ثم التفاعل والتأثر به، بل الدعوة إليه فيما بعد، إلا بالحجة القوية المستمدة قوتها من قوة مذهب أهل السنة الحق، بقوة أصوله المتمثلة في كتاب ربنا الحق، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وآثار سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
فعسانا نرى وقفات على مستوى الحدث من وزارة الدين ووزيرها في دحض معتقدات الرافضة في الرجعة والإمامة والتقية والعصمة وغيرها.. أم يخشى أن يكون ذاك صورة من صور العقوق بين التصوف الابن والتشيع الوالد، ينقض العاق غزله من بعد قوة أنكاثا، يتخذ أيمانه دخلا بينكم أن تكون الصوفية أربى من السلفية، إنما يبلوكم الله به، وليُبيننَّ لكثيرين في الدنيا قبل يوم القيامة ما هم فيه ممترون وعنه صادون ناكبون.
وإلى الشرفاء الغيورين على هذا البلد الآمن -مشكورين غير مأمورين- أقدم ورقة عمل تتضمن إجراءات عملية أراها -في تقديري- مع صدق النيات نافعة بإذن الله لتحصين أفراد الأمة من الزحف الشيعي الرافضي الصفوي:
1- تخصيص حملات توعية في أيام وأسابيع ثقافية في المؤسسات التربوية عن هذه النحلة تعريفا وأصولا واستدلالا..
2- تصفية المقررات الدراسية لمختلف الأسلاك من كل دخيل يخدم التشيع أو يمد مادته، وتركيز أصول المعتقد السني الصحيح في الأجيال.
3- تصفية ومراقبة الكتاب والشريط والمجلة و.. مما يباع في المعارض والمكتبات والأكشاك وغيرها..
4- تناول موضوع التصدي للتشيع تناولا عقديا بحثا من خلال الندوات والمحاضرات وخطب الجمع وغيرها..
5- كشف بطلان عقيدة التقريب بين السنة والشيعة وأن التاريخ يؤكد خدمتها للمشروع الرافضي فقط.
6- السعي الحثيث في نشر مواقف أعلام الأمة وعلمائها عبر التاريخ من نحلة الرفض بدءا بالإمام مالك رحمه الله.
7- تجلية الصلة الوطيدة بين التشيع ورضيعه التصوف وإبراز أوجه المشابهة المتكاثرة مما ذكره أهل العلم قديما وحديثا دون مزايدة ولا مواربة.
8- تشجيع الأبحاث الجامعية والأكاديمية التي تصب في خدمة وإظهار علم السلف المعصوم في كليته وبيان تهاوي علم الخلف في مقابلته.
9- إشراك المؤسسات والجمعيات -مثل دور القرآن الكريم أبقاها الله ذخرا لهذه البلاد- التي تدافع وتدفع صولة الفكر الشيعي، وتحتضن وتحرس فكر الشباب المتأجج الذي قد يعجب بما يسمى “الثورة الإيرانية الإسلامية”!!! وعدم إقصاء وتهميش هذه الجهات لفاعليتها وجدوائيتها.
10- تأسيس فضائيات وإذاعات ومواقع إلكترونية شريفة الوسيلة والقصد ترد الزحف المهول لأفكار الرافضة التي تبث عبر الفضاء وهي بالآلاف..
أؤكد ختاما أن تلكم الوصفة لا تنفع إلا مع صدق النية من العامل الصادق في حب هذا الوطن المنبعث من حب دين الوطن، وأراني غير مبالغ ألبتة إن ذكرت لك أن الإخلال بهذا وأمثاله من الأدوية الشافية قد يحيل الديار مشاهد وحسينيات، وضربا للصدور، ولطما للخدود، وهتفا بـ: “لبيك يا حسين”!!، نسأل الله العافية والموت على الإسلام والسنة.