قد يبدو السؤالُ غبيًّا، وربما كان كذلك فعلاً!!
إذن لماذا نطرحُ مثلَ هذا السؤال؟
الإجابة: لأنَّ هناكَ (عباقرة) في مجتمعنِا يدعونَ إلى الإباحيّة و”الانفجار الجنسي”، وعرضِ المشاهدِ العاريةِ وإلغاءِ الرقابةِ على الأدبِ والفنّ (الرقابةُ التي هي مجرّدَ اسمٍ لا معنى له)، وتدريسِ الثقافةِ الجنسيّةِ في المدارسِ، وإباحةِ الدعارة وتقنينها، وادّعاءِ أنّه لا يُوجدُ ما يُسمّى بالغزوِ الثقافيّ، ولا نظرية المؤامرة ولكن يوجدُ فقط تفاعلٌ وتلاقح ثقافيّ..
يكادُ الأمرُ يكونُ عبثًا لو حاولنا أن نردَّ على هذه الدعاوى السخيفة، ولكن يبدو أنّه لا مفرّ، فمن يُطلقونَ هذه الدعاوى يملكونَ وسائلَ الإعلام، ويزيّفونَ وعيَ الناس، والحرّيّةُ عندَهم تسيرُ في اتّجاهٍ واحد: حرّيّةِ أن يفرضوا علينا آراءهم، دونَ أن يكونَ لنا حقُّ الاعتراضِ أو الرفض!
كلُّ هذه الدعاوى يسوق لها اليوم في بلدنا بدعوى أنَّ الغربَ (المتحضر) يفعلُ كذا وكذا، وبما أنّه يفعلُه، وبما أنّه متقدّم، وبما أنّنا نريدُ أن نتقدّمَ ونتحضر مثلَه، فعلينا أن نكونَ إباحيّينَ مثلَه!
فأخذوا منه:
– تسفيهَ القيمِ والأخلاقِ والضمير.
– تمتيع المرأةِ بحريتها التي تعني عُريَها وإهمالَها لدورِها الأسمى في الحياةِ وهو تربيةُ أولادِها ورعايةُ بيتِها لكي تزجَّ بنفسِها في أعمالٍ يؤديّها الرجلُ بنجاح، ولا تضيفُ إليها المرأةُ شيئًا ما عدا تلك التي تعتمدُ على جسدِها كسلعةٍ أساسيّة!!
– تفاهةَ الشبابِ ولهاثَهم خلفَ كلّ موضةٍ من الملابسِ وقصّاتِ الشعرِ والأغاني والمأكولاتِ وأماكنِ اللهوِ والترفيه..
– الاستهلاكَ الزائدَ عن الحدِّ، والجريَ وراءَ الأحدثِ والأكثرِ رفاهية، وإشباعَ شهوةِ الامتلاك.
– انهيارَ العلاقاتِ الأسريّةِ والترابطِ الاجتماعيّ، وشيوعَ الفرديّةِ وتقديسِ المرءِ لذاتِه. (انظر كتاب: كيف انحرف العالم).
علما أن كثيرا من علماء الغرب حذروا من خطورة شيوع الجنس، وبينوا انعكاساته السلبية على الإنسان والمجتمع والحضارة، قال “جورج بالوشي هورفت” في كتابه (الثورة الجنسية): “والواقع أن مستقبل الأجيال الناشئة محفوف بالمكاره، ربما يتحول أطفال اليوم إلى وحوش عندما تحيط بهم وسائل الإغراء المتجددة بالليل والنهار! إن تشويها كبيرا سوف يلحق البشر حيث كانوا..”؟، وكتب “جيمس رستون” في صحيفة (النيويورك تايمز): “إن خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية المطاف أكبر من خطر الطاقة الذرية..”، وقال المؤرخ “أرنولد توينبي”: “النظر إلى أن سيطرة الغرائز الجنسية على السلوك والتقاليد يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحضارات”.
وقد ذكرت دراسة جديدة أن أكثر من ربع الفتيات الأمريكيات المراهقات لديهن على الأقل مرض شائع ينتقل عن طريق ممارسة الجنس.
وأشارت الدراسة التي أصدرها المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض أن حوالي 3.2 ملايين فتاة تتراوح أعمارهن بين 14 و19 ويمثلن نسبة 26% من إجمالي الفتيات لديهن فيروس الورم الحليمي البشري والحراشف البرعمية والقوباء التناسلية أو داء الوحيدات المشعرة.
كما ذكرت الدراسة أنه سيزداد هذا العدد أيضًا إذا شملت الدراسة الأمراض الأقل شيوعًا مثل فيروس نقص المناعة (الإيدز) والزهري والسيلان.
وقد ذكرت حوالي نصف الشابات في الدراسة أنهن مارسن الجنس، وأصيب 40% من النساء من ذوات النشاط الجنسي بأمراض تنتقل عن طريق الجنس.
ويذكر أن علاج الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس يتكلف حوالي 15 مليار دولار أمريكي سنويًا في الولايات المتحدة، ويقل عمر أكثر من نصف هؤلاء المصابات عن 24 عامًا وفقًا لما ذكر المركز.
هذا حال من خالف شرع الله ومكن لشيوع الجنس وقننه، تفكك اجتماعي، وفساد أخلاقي، وميزانيات ضخمة تصرف على القطاع الصحي في محاولة بائسة للتقليل من الأمراض المنتقلة جنسيا.
فهل هذا هو الطريق الذي يريد منا العلمانيون -مشيعو الفاحشة في الذين آمنوا- أن نسلكه؟
رصد بعض مظاهر إشاعة الجنس في مجتمعنا
رغم الحساسية والخطورة الكبيرة التي يكتسيها موضوع إشاعة الجنس، وانعكاساته السلبية على الفرد والمجتمع، والحالة المزرية التي وصل إليها المجتمع الغربي بسبب تمكينه لشيوعه، توجد في صفوف مجتمعنا مجموعة من دعاة الرذيلة ومشيعي الفاحشة لا يكلون ولا يملون من الدعوة إلى إشاعة الجنس، والتمكين له، والدعوة إلى إلغاء القوانين التي تجرم العلاقات غير الشرعية، والدعوة إلى تقنين الظواهر اللاأخلاقية المخالفة للشرع والقانون.
وكان الأحرى بهم أن يُدينوا السلوكيات الشاذة التي تعرفها مؤسستنا وشوارع مدننا، المخالفة لدين وشرع البلد الذي ينتمون إليه، إلا أن أدعياء الحداثة والتقدم وزعماء التنوير أعماهم بريق الحضارة الغربية الزائفة، فاتبعوا سبيلهم ولم يبغوا عنه بدلا، فسعوا إلى إشاعة الجنس بين المغاربة المسلمين كافة وشبابهم خاصة، ولعل الواقع الذي نعيشه يدل على نجاح هذه الفئة المنحرفة الشاذة في تحقيق بعض ما سَعََت إليه، ومن المظاهر التي تدل على ذلك نذكر:
1) ظهور ما يسمى بتلفزيون الواقع الذي يقوم بنقل أفكار بعض البرامج الغربية الساقطة وإعادة صياغتها وتقديمها بحلة عربية أو مغربية، كبرامج كستن ستار وستوديو 2M ..
2) انتشار الأغاني الإباحية العربية التي أصبح مخرجوها يتفننون في التوظيف الجنسي لجسم المرأة وذلك بعرض الأجزاء الحساسة منه في أشنع صور التفسخ والتهتك، مع استمرار واجتهاد في ابتكار طرق جديدة في الرقص المثير جنسيا العري بهدف الوصول إلى أكبر قدر ممكن من تحريك الغريزة لدى المشاهد.
3) انتشار الأفلام وخاصة المتضمنة لمشاهد جنسية.
4) انتشار المجلات المروجة للصور الخليعة والمواضيع الجنسية على نطاق واسع.
5) انتشار القصص الغرامية وكثرة تداولها بين شباب.
6) انتشار المهرجانات الموسيقية والعلب والنوادي الليلية التي تشجع الفاحشة بصورة أو بأخرى.
7) انتشار الأفلام والمسلسلات العربية والمكسيكية والأجنبية، المروجة لممارسة الجنس خارج إطار الزواج.
8) الاختلاط في المؤسسات التعليمية والحكومية، والتبرج والسفور الذي عم معظم الشوارع والمرافق العامة، فالفتاة التي تخرج كاسية عارية وتكشف عن مفاتن جسدها تدفع إلى مزيد من السعار الجنسي الذي يسعى إليه مشيعو الفاحشة بين صفوف أبناء المغاربة المسلمين.
9) انتشار العلاقات العاطفية المحرمة بين الشباب التي وجدت نظاما ينظمها وعرفا فاسدا لا يمنعها.
10) انتشار المحلات التجارية الأجنبية التي تسوق للأزياء المثيرة جنسيا، وتعمدها نشر ملصقات إعلانية مخلة بالحياء محركة للشهوات.
وغير ذلك من المظاهر التي يقف عليها كل من يتابع حياتنا اليومية بنظرة إسلامية شرعية لا بنظرة دنيوية علمانية فاسدة.